TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > حيوانات العراق تتعرض للهلاك بسبب التقصير الحكومي والتغير المناخي

حيوانات العراق تتعرض للهلاك بسبب التقصير الحكومي والتغير المناخي

نشر في: 21 يوليو, 2024: 03:21 م



خاص/المدى
بسبب تقصير الجهات الحكومية، وإضافة لعوامل التغير المناخي، تواجه الكثير من الحيوانات في مختلف أنحاء العراق إلى أخطار التعرض للانقراض.


ويشرح المختص في الشأن البيئي، أحمد الربيعي، خلال حديث لـ (المدى)، أن " التغييرات المناخية تلعب دورًا كبيرًا في انقراض الكثير من الحيوانات البرية والنهرية في العراق".

ويردف، أن "ارتفاع درجات الحرارة تؤدي إلى تغيير في النظم البيئية وتدمير مواطن الحيوانات"، مشيراً إلى أنه "بسبب انخفاض مستويات الأنهار والجفاف، مما يؤثر في الحيوانات التي تعتمد على هذه المصادر".

ويكمل الربيعي، أن "تدمير المواطن الطبيعي، بسبب النشاط البشري، مثل الزراعة والتوسع العمراني والتلوث يؤثر مباشرة في صحة الحيوانات والبيئة".

ويوضح، أن "الصيد الجائر يقلل من أعداد الحيوانات، ويعطل التوازن البيئي".

ويتابع المختص في المجال البيئي، أن العوامل أعلاه تؤدي مجتمعة إلى تهديد كبير للتنوع البيولوجي في العراق، مما يتطلب جهودًا كبيرة لحماية هذه الحيوانات والمحافظة على البيئة".

من جهته، يوضح رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، أن كثيراً من الحيوانات البرية والنهرية في العراق مهددة بالانقراض، بسبب التغييرات المناخية .

ويقول الغراوي، إن "العراق يحتل المرتبة الخامسة في عدد الحيوانات المهددة بالانقراض في المنطقة العربية، مبينا أن "أبرز الحيوانات المهددة في مناطق وسط العراق وجنوبه وغربه وشماله هي: غزال الريم، كلب الماء (ماكسويل)، الرفش الفراتي، الوعل الجبلي، والبلبل أبيض الخدين، القضاعة، الزكين طويل الذنب، الرفش الفراتي ، الأسماك العمياء ، النمر ، الرخم ، الأفعى القرناء".

ويضيف، أن "التنوع البيولوجي في العراق تأثر بعدد لا يُحْصَى من العوامل، أهمها التغييرات المناخية والعواصف الرملية والجفاف والتصحر والأنشطة البشرية والصيد الجائر وحرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات".

ويطالب الغراوي "الحكومة بتفعيل اتفاقية رامسار لحماية التنوع البيولوجي ، ومنع الصيد بالنسبة إلى الحيوانات المهددة بالانقراض واعتبارها من الجرائم الخطرة ، وإنشاء كثير من المحميات الطبيعية في عموم محافظات العراق".

ويتسبب التغير المناخي الهائل من الجفاف وتراجع نسب الأمطار في العراق، وارتفاع درجات الحرارة، بتسارع وتيرة فقدانه واحدة من أهم مميزاته البيئية التي يتمتع بها، نظراً لتنوع تضاريسه بين جبال وسهول وأهوار، حيث تعد موئلاً للعديد من الحيوانات التي لا توجد إلا ضمن خارطته الجغرافية.


إلى ذلك، يشرح الناشط البيئي، سمير التركي، خلال حديث لـ (المدى)، أن "أهمية التنوع الإحيائي هو عنصر حيوي للحفاظ على توازن الأنظمة البيئية واستدامتها، وفي العراق، ويعد التنوع الإحيائي مهمًا على نحو خاص نظرًا لتنوع البيئات الطبيعية من الأهوار إلى الصحاري والجبال".


ويضيف، أن "الحفاظ على الأنظمة البيئية والأنواع المختلفة تسهم في استقرار وتوازن الأنظمة البيئية، فاختفاء نوع واحد يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات تؤثر على الأنواع الأخرى والبيئة ككل".

ويوضح، أن "كثير من الموارد التي نستخدمها في حياتنا اليومية تأتي من التنوع الإحيائي، مثل النباتات الطبية، والمحاصيل الغذائية، والخُشب"، لافتاً إلى أن "التكيف مع التغير المناخي، والأنواع المتنوعة يمكن أن تكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات البيئية، مما يساعد على الحفاظ على النظام البيئي في وجه التغير المناخي".


ويبين الناشط البيئي، أن "التنوع الإحيائي يعكس جزءًا كبيرًا من التراث الثقافي والتقاليد المحلية، مثل الأطعمة التقليدية، والعلاجات الشعبية، والعادات الزراعية"، مؤكداً "وجود مجموعة متنوعة من الأنواع يسهم في التوازن الطبيعي بين الحيوانات المفترسة والفريسة، ويساعد في مكافحة الآفات الزراعية على نحو طبيعي".

ويدعو التركي من أجل المحافظة على هذا التنوع إلى "تعزيز الجهود البيئية مثل إقامة المحميات الطبيعية، وتقليل التلوث، ودعم برامج إعادة التشجير، والتوعية بأهمية الحفاظ على التنوع الإحيائي".

وتعيش أغلب الأنواع المعرضة للانقراض في الأحواض العليا لنهري دجلة والفرات. أسهمت قيمة هذه الحيوانات في التنوع البيولوجي، على الاعتراف بكثير من المواقع الجنوبية كمناطق حماية دولية، بموجب اتفاقية رامسار المعنية بالمحافظة على الموارد الطبيعية، والأراضي الرطبة والحيوانات والطيور المهدد بعضها بالانقراض.

وبحسب منظمة الجبايش للسياحة والبيئة فإن "الجرذ البني اختفى من بيئته الطبيعية بعد عمليات التجفيف التي شهدتها المنطقة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي". وعدت المنظمة في بيان لها أن "العثور على الجرذ البني، يعد من أروع اكتشافات الفترة الحديثة في الأهوار، ومن شأنه التمهيد للعديد من الاكتشافات البيئية هناك".

وأطلق نشطاء تحذيرات تتعلق باصطياد البلبل أبيض الخدين في محافظتي البصرة وديالى، بعد تراجع أعداده إلى حد بعيد، فيما أطلق المجلس المحلي لناحية مندلي تحذيراً من انقراض الطائر منذ عام 2019. ونقل بيان للمجلس مخاوف من انقراض البلبل أبيض الخدين بعد أن بلغت معدلات اصطياده مستويات لم يسبقها مثيل، بسبب الطلب الكبير على شرائه.

ويعدّ العراق واحداً من الدول الخمس الأكثر عرضةً لتغير المناخ والتصحر في العالم، خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف الخمسين درجة مئوية.

وقد بدأت انعكاسات ذلك تتجلّى في مفاصل عدة، مثل التراجع في زراعة الحنطة وأرز العنبر، وجفاف بعض البحيرات، بسبب قلة الإمدادات المائية والأمطار، والعواصف الترابية المتكررة.

وبشأن الحلول المقترحة للحفاظ على التنوع البيئي، يرى متخصصون، أن "الحلول ربما تكمن في إنشاء محميات طبيعية لحماية الحيوانات النادرة، وضرورة تشكيل عدة محميات مختلفة، كالمحمية التي أقيمت في هور الدملج بمحافظة واسط، وشملت أنواعا مختلفة من الطيور المهاجرة والمحلية".


ويشكو مدير الشرطة البيئية في ذي قار، من "عدم توفر الأدوات الأساسية لمطاردة الصيادين في عمق الأهوار، إذ لا تمتلك الشرطة البيئية زوارق لتنظيم جولات تفتيشية في الأهوار لتعقب الصيادين أصحاب الممارسات غير القانونية".

ولدى العراق قوانين عقابية يتم تنفيذها من خلال متابعات تقوم بها شعبة التنوع الإحيائي في وزارة البيئة؛ وهذه القوانين هي قانون حماية وتحسين البيئة، بالإضافة إلى مادتين لمنع الاتجار وبيع الطيور النادرة أو المهددة بالانقراض، حيث تبدأ الإجراءات العقابية بالغرامة، بدءا من مليون دينار إلى 10 ملايين دينار، وإذا تكررت الانتهاكات تصل العقوبة للسجن.

وتنقسم بيئة العراق إلى أنواع مختلفة تتنوع ما بين مسطحات مائية أو رطبة كالأهوار كما توجد بيئات جبلية كما هو الحال في محافظات السليمانية ودهوك وأربيل بإقليم كردستان العراق، فضلا عن البيئات السهلية التي تتوزع في محافظات الوسط ومناطق متفرقة من الجنوب، إضافة إلى بادية السماوة والبادية الغربية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التربية تمنع هذه الفئة من أداء الامتحانات الخارجية

التربية تمنع هذه الفئة من أداء الامتحانات الخارجية

بغداد/ المدى وجهت وزارة التربية، بمنع الطلبة الذي درسوا في إقليم كردستان، من أداء الامتحانات الخارجية وذلك باستثناء من أجبرتهم الظروف للانتقال للدراسة في مدارس الإقليم.  وجاء في كتاب صادر عن وزارة التربية موجهة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram