عرض/ علاء المفرجي
أناس مستقلون: رواية أيسليندية كتبها هالدور لاكسنيس الحائز على جائزة نوبل وترجمتها عبير عبد الواحد، تتناول كفاح المزارعين الأيسلنديين الفقراء في أوائل القرن العشرين، بعد أن تحرروا من عبودية الديون. ويعيشون في سهول معزولة في مناظر طبيعية غير مضيافة.
تعتبر الرواية من أبرز الأمثلة على الواقعية الاجتماعية في الخيال الأيسلندي في الثلاثينيات. إنها إدانة للمادية، وتكلفة روح الاعتماد على الذات في العلاقات، والرأسمالية نفسها. واكانت هذه الرواية إلى جانب العديد من الروايات الكبرى الأخرى، لاكسنيس في الفوز بجائزة نوبل في الأدب عام 1955.
" أناس مستقلون" هي قصة مربي الأغنام المعروف عمومًا في الرواية بإسم بيارتور صاحب البيت الصيفي، وكفاحه من أجل الاستقلال. تبدأ القصة، من سداد بيارتور الدفعة الأولى من مزرعته الخاصة، بعد ثمانية عشر عامًا من العمل كراعٍ في أوتيراوسميري، منزل المأمور المحلي الميسور، الذي يكرهه. حيث يقال إن الأرض التي يشتريها قد لعنها القديس كولومبا، والمشار إليه باسم "الشيطان كولومكيلي"، وتطارده امرأة شريرة تدعى غونفور، التي أبرمت اتفاقًا مع كولومكيلي.
ترسم الرواية الكدح والمعركة من أجل البقاء في البيوت الصيفية، وبؤس السكان وأحلامهم وتمردهم، وما يبدو أنه لعنة البيوت الصيفية التي بدأت تظهر.
وبيارتور متزوج حديثًا من امرأة شابة تدعى روزا، وهي زميلة عاملة، ولديها رغبة في العيش كأشخاص مستقلين. ومع ذلك، فإن روزا بائسة في منزلها الجديد، والذي لا يقارن جيدًا بالرفاهية التي اعتادت عليها في راوسميري. تكتشف بيارتور أيضًا أنها حامل من إنغولفور أرنارسون جونسون، ابن المحضر. في الخريف، يصعد بيارتور ورجال المنطقة الآخرون إلى الجبال في جولة سنوية للأغنام، تاركين روزا خلفهما مع نعجة لتحافظ على صحبتها. مرعوبة من عاصفة ذات ليلة، وجائعة ومقتنعة بأن الشيطان يمتلك الكائن، تقتل روزا الحيوان وتأكله.
عندما يعود بيارتور، كان يفترض أن روزا أطلقت سراح الحيوان. عندما لا يتمكن من العثور عليها عندما يحين وقت وضع الخروف بالداخل لفصل الشتاء، يترك زوجته مرة أخرى، وهي الآن حامل. لقد تأخرت بسبب عاصفة ثلجية وكاد يموت من التعرض. عند عودته إلى البيت الصيفي وجد أن روزا ماتت أثناء الولادة. يلتف كلبه تيتلا حول الطفلة، ولا يزال متمسكًا بالحياة بسبب دفء الكلب. عند ذاك يقرر بيارتور تربيتها لتكون ابنته، وأطلق عليها اسم "زنبقة الشمس المحبوبة".
بعد ثلاثة عشر عامًا تقريبًا. تزوج بيارتور الآن مرة أخرى من امرأة كانت تعمل في مؤسسة خيرية في الرعية، فينا. السكان الجدد الآخرون هم هالبيرا، والدة فينا، والأبناء الثلاثة الباقون على قيد الحياة من زواج بيارتور الثاني: هيلجي، غفيندور (غوموندور) ونوني (جون). معظم حالات الحمل تكون ولادة ميتة. تعيش الأسرة في ضائقة ولكن وصول بقرة يجعل جميع أفراد الأسرة سعداء باستثناء بيارتور، وخاصة فينا التي تطور علاقة قوية مع الحيوان وتأخذه في نزهة على الأقدام. وتبين فيما بعد أن البقرة هدية من المعهد النسائي. يرفض بيارتور قبول الهدية ويدفعها.
تواجه الأسرة شتاءً قاسياً يؤدي إلى نفوق العديد من الأغنام. يرفض بيارتور طلب المساعدة واقتراض التبن من المزارعين الآخرين أو من راوسميري. يقتل بيارتور بقرة العائلة الضعيفة وتموت فينا بعد ذلك بوقت قصير. بعد ذلك يبدأ شبح غامض بقتل الأغنام. يجتمع المواطنون في السفينة للصلاة. اكتشف لاحقًا أن هيلجي هو الذي هرب بعد ذلك من منزله. تم العثور على جثته لاحقًا في كتاب بيارتور.
في منتصف الرواية، تبدأ الحرب العالمية الأولى وترتفع أسعار لحم الضأن والصوف الأيسلندي، حتى أن أفقر المزارعين يبدأون في الحلم بالتخفيف من فقرهم. وبما أن بيارتور يستفيد من الحرب، فإنه يأخذ قرضًا من أجل بناء منزل جديد. أصبحت جودة البناء سيئة، وبعد انتهاء الحرب أصبح غير قادر على سداد قرضه. ينتهي الأمر ببيع المنازل الصيفية من قبل البنك ويغادر بيارتور للذهاب إلى أرض هالبيرا. في الطريق، يجتمع مجددًا مع أستا سوليليا وهي الآن أم لطفلين، وتعاني من مرض السل، ومن المرجح أن تموت قريبًا.
أهم موضوع في الرواية هو الاستقلال وما يعنيه وما الذي يستحق التخلي عنه في سبيل تحقيقه. بيارتور رجل عنيد، غالبًا ما يكون قاسيًا إلى حد القسوة في رفضه الانحراف عن مُثُله العليا. على الرغم من أنه بلا شك رجل ذو مبادئ، إلا أن موقفه يؤدي إلى موت وعزل من حوله.