خاص/المدى
تزداد أخطار مراكز التجميل غير المرخصة في محافظة الأنبار على نحو لافت، مما يشكل تهديدًا على صحة وسلامة السكان، وتعتمد هذه المراكز على كوادر غير مؤهلة، وتفتقر إلى الأدوات والمعدات الطبية اللازمة، مما يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة بالعدوى والتشوهات الجسدية بين المراجعين.
ويرى خبراء أنه "من الضروري أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات صارمة لتنظيم هذا القطاع وضمان التزام جميع المراكز بالمعايير الصحية المطلوبة، لحماية المواطنين من هذه الأخطار".
وتقول الطبيبة فاطمة الموسوي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "مراكز التجميل غير المرخصة تشكل خطرًا كبيرًا على صحة وسلامة الأفراد، لأنها غالبًا ما تستخدم منتجات وتجهيزات غير معتمدة من قبل الجهات الصحية"، مشيرة إلى أن "هذه المراكز تعمل من دون إشراف طبي مؤهل، مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة".
وتضيف، أن "من بين الأخطار المحتملة، الالتهابات البكتيرية والفطرية، التي قد تكون نتيجة لاستخدام أدوات غير معقمة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام مواد رديئة الجودة إلى ردود فعل تحسسية خطيرة وتشوهات دائمة في الجلد والأنسجة".
وتؤكد الطبيبة على أن "هناك حالات موثقة تعرض فيها الأفراد لحروق كيميائية وتشوهات دائمة، بسبب الإجراءات غير السليمة"، ناصحة بـ "ضرورة التحقق من تراخيص مراكز التجميل والتأكد من تأهيل العاملين فيها قبل الخضوع لأي إجراء تجميلي".
كما تدعو الموسوي السلطات الصحية إلى "فرض رقابة صارمة وإغلاق المراكز غير المرخصة، بالإضافة إلى فرض عقوبات رادعة على المخالفين، وذلك لحماية المواطنين وضمان سلامتهم"، مبينة "أهمية توعية الجمهور حول أخطار هذه المراكز وكيفية اختيار المراكز الآمنة والمرخصة".
من جانبه، يقول مدير قسم التفتيش والشكاوى في دائرة صحة الأنبار، أياد خلف الدليمي، إن "نقابة أطباء الأنبار وبالتنسيق مع القوات الأمنية نفذت حملة تفتيش على مراكز التجميل في مدينة الفلوجة، وأسفرت الحملة عن إغلاق 8 مراكز للتجميل غير مرخصة من قبل الجهات المعنية".
ويردف، أن "نقابة أطباء الأنبار تلقت شكاوى من عدد من المواطنين حول انتشار ظاهرة مراكز التجميل وتسجيل حالات أخطاء لعمليات تجميل أجريت على يد أشخاص لا يملكون الشهادة التي تؤهلهم للقيام بهذه المهمة".
ويوضح الدليمي، أن "المواد الطبية المستخدمة في مراكز التجميل رديئة ومنتهية الصلاحية، ويتم خزنها بطريقة غير صحيحة".
إلى ذلك، وفي حديثه عن أخطار مراكز التجميل في الأنبار، يقول الناشط المدني، محمد الكبيسي، لـ (المدى)، إن "هذه المراكز تُدار من قبل أطباء ليسوا اختصاصيين في هذا المجال"، مبيناً أن "هذا الوضع يشكل خطراً كبيراً على صحة وسلامة المواطنين الذين يلجؤون إلى هذه المراكز للحصول على خدمات تجميلية".
ويدعو الكبيسي، إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان أن تكون هذه المراكز تحت إشراف أطباء مختصين ومعتمدين في مجال التجميل لتفادي أي مضاعفات صحية قد تنتج من الإجراءات التجميلية غير الآمنة".
وفي 20 يوليو/ تموز الحالي، توفيت شابة في أثناء إجرائها عملية تجميل في أحد مراكز التجميل وسط محافظة الأنبار، فيما باشرت الأجهزة الرقابية بغلق المركز وإكمال التحقيقات .
وبحسب وثيقة صادرة عن وزارة الصحة، حصلت عليها (المدى)، فأن "وزير الصحة وافق على التوجيه بمنع أطباء الأسنان كافة من حقن الميزو والفلر والبوتكس وغيرها في مراكز التجميل كافة".
مع أن المقصود من زيارة مركز التجميل هو التجميل والاسترخاء، إلا أن بعض الأشخاص لا يدركون الأخطار الصحية المرتبطة ببعض الخدمات أو العلاجات التجميلية. على سبيل المثال، تشميع الأذن، الذي من المفترض أن يزيل الشمع والحطام والتراكمات، ويحسن السمع، يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الأذن. إن إدخال شمعة طويلة ذات مخروط محترق داخل الأذن يمكن أن يسبب حروقاً وثقوباً في طبلة الأذن، بالإضافة إلى انسداد في قناة الأذن. يمكن أن تؤدي هذه الأخطار إلى حالات شديدة من فقدان السمع.
وتفيد لجنة الصحة والبيئة النيابية بأن "عدد مراكز التجميل المرخصة بلغ 79 مركزا فقط، فيما تشير أرقام أعلنتها نقابة الأطباء إلى وجود 400 مركز تجميل غير مرخص في بغداد وحدها، وهو ما يكشف طبيعة الظاهرة التي تعاظمت، وكيف توغلت".
يشار إلى أنه "يشترط في من يعمل، ويقوم باﻹشراف والتداخل ﻓي هذه المراكز، وأن يكون طبيباً اختصاصياً في الجراحة التجميلية أو اختصاصي أمراض جلدية كل ﻓي مجال اختصاصه، كما يشترط باﻷطباء أن يكونوا حاصلين على شهادة اﻻختصاص من جامعة عراقية داخل العراق أو من خارج العراق معترف بها من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي".