بغداد/ تميم الحسن
عقوبات بانتظار فصائل قريبة من طهران في حال عاد دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، للرئاسة الامريكية في الانتخابات التي يفترض ان تجري بعد 4 أشهر.
كما يمكن ان يتسبب فوز ترامب في انخفاض اسعار النفط، إذا ما توقفت الحرب في شرقي اوروبا، ما قد يعيد العراق الى ايام "التقشف المالي".
أما فيما يتعلق بسحب القوات الامريكية من العراق، فان المخاوف ان يقوم ترامب، في حال فوزه، بسحب سريع للقوات وترك المنطقة في فراغ.
وترامب لديه تصريحات متناقضة بشأن القوات الامريكية في العراق، فيما بدأت بغداد بجولة جديدة من المفاوضات لاجلاء القوات.
واول أمس، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل مفاجئ، الانسحاب من الانتخابات الأمريكية المقررة في الخامس من تشرين الثاني المقبل، مما قد يزيد من حظوظ ترامب.
تأتي تلك التطورات في وقت بدأت قوى شيعية في العراق التشكك بالمواعيد التي يتحدث عنها رئيس الحكومة محمد السوداني، لانسحاب القوات الامريكية.
السوداني، بحسب مصادر في الإطار التنسيقي تحدثت لـ(المدى) كشف لحلفائه الشيعة بان "الجانب العراقي طلب من القوات الامركية، وهو مطلب العراق ثابت عليه، مدة 6 أشهر للانسحاب بعد ان كان 3 أشهر".
لكن وبحسب المصادر التي طلبت عدم الاشارة الى هويتها ان "الولايات المتحدة طلبت على الاقل عامين للانسحاب، بعد ان قلصت الفترة من 5 الى 3 سنوات".
ووفق تلك المصادر ان "الحكومة تحاول الان الاستمرار في التفاوض مع واشنطن لتثبيت مهلة أقل".
وبحسب الينا رومانوسكي السفيرة الامريكية في بغداد، اعلنت أمس، استئناف النقاش بين العراق وأمريكا بشأن مستقبل مهمة التحالف الدولي.
وكتبت رومانوسكي في تدوينة على منصة "إكس"، وتابعتها (المدى)، قائلة "يبدأ اليوم الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في العاصمة واشنطن".
ويعتقد ان وزير الدفاع ثابت العباسي، يقود الوفد الذي يزور واشنطن الان، بدلا عن رئيس أركان الجيش عبدالامير يارالله الذي كان من يفترض ان يرأس الفريق التفاوضي.
وكانت القيادتين العسكرية العراقية والامريكية، عقدتا 3 جولات تفاوض في بغداد، فيما لم يحسم حتى الان قرار الانسحاب.
وأعلن رئيس الحكومة محمد السوداني، مطلع العام الحالي، تشكيل لجنتين تفاوضيتين من البلدين، لمناقشة انسحاب قوات التحالف.
ويعتقد محمد نعناع، وهو أكاديمي وباحث في الشأن السياسي ان "ترامب في حال فوزه سيذهب الى انسحاب تام للقوات الامريكية".
واكد نعناع في اتصال مع (المدى) ان "ترامب خاض في زمن حكومة مصطفى الكاظمي عدة جولات بهذا الشأن، لكن مؤسسات امريكية طلبت منه مهلة 18 شهرا".
ويعتقد بحسب المصادر، إن المفاوضات الحالية ستطلب بقاء "قوات احتياطية" بعد فترة العامين اللازمة لسحب الجيش الامريكي. والقوات التي ستبقى في العراق هي لدعم الجيش الأمريكي في سوريا.
وهذه القوات حتى الان، وفق أطراف شيعية قريبة من السوداني، غير معروف عددها، ومهمتهما، وكم ستبقى في العراق؟
ترامب حين كان بالسلطة قال في آب 2020 أن ن الوجود العسكري الأميركي في العراق والشرق الأوسط كان أسوأ خطأ في تاريخ الولايات المتحدة.
لكن الرئيس السابق نفسه هدد في مطلع العام نفسه، العراق بـ"عقوبات غير مسبوقة" إذا طلبوا مغادرة القوات الامريكية.
ويرى نعناع ان ترامب في حال سحب القوات سيثبت قبل ذلك قواعد سياسية، تتعلق بشكل العملية السياسية بالعراق، وطبيعة العلاقات بين البلدين.
وكانت محكمة عراقية قد اصدرت مطلع 2021 مذكرة اعتقال ضد ترامب بسبب حادثة مقتل ابو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد، والجنرال الايراني قاسم سليماني.
ويقول محمد نعناع ان هذه المذكرة "غير مهمة ولا يمكن تنفيذها باي حال من الاحوال، ولن تمنع الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين".
فريق الصقور
يعد الرئيس المرشح، دونالد ترامب، فريقا خاصا يضم مسؤولين من الصقور لديهم خبرة سابقة في التعامل مع الملف العراقي، ويبحثون الان فيما لو خرج العراق عن الدستور والديمقراطية، بحسب الرؤية الأمريكية. وفق السياسي والنائب السابق مثال الالوسي.
الالوسي قال في اتصال مع (المدى) انه بحسب علاقته مع بعض اعضاء الحزب الجمهوري، فان "خبراء الذين يعملون مع ترامب المعنيين بالشرق الاوسط، لا يعتقدون باهمية أو ضرورة سلامة استمرار بقاء احزاب الإطار التنسيقي وهيمنتهم على القرار السياسي والأمني والاقتصادي بالعراق".
وأكد ان هذه المجموعة "ستدفع الى متغيرات واضحة داخل العراق بخصوص الجماعات المسلحة، وهيمنة إيران على الداخل".
واضاف ان "ادارة الأمريكية تحضر لردود فعل ستلمسها بغداد بعد الانتخابات سواء الرئيس القادم ديمقراطيا او جمهوريا"، مبينا ان السكوت الأمريكي الحالي هو "للحفاظ على الهدوء لحين انتهاء الانتخابات".
واشنطن كذلك، وفق ما يقوله الالوسي، غير راضية على السياسة المالية بالعراق، وتهريب الدولار الى الجماعات المسلحة في سوريا ولبنان واليمن.
ويؤكد ان هناك تحقيقات غربية عن تدفق تلك الاموال سواء من العراق او دول اخرى الى تلك الجماعات، وسيتم "مصادرة تلك الأموال بما فيها الأموال العراقية، لاستخدامها فيما بعد بإعادة إعمار مناطق غزة".
كما يتوقع الالوسي وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الخارجية ان "تنخفض اسعار النفط في حال فوز ترامب"، مشيرا الى ان الاخير سوف يوقف الحرب في اوكرانيا وحينها ستعود إمدادات النفط الى وضعها السابق، وهو ما يهدد اقتصاد وتمويل الميزانية بالعراق.
سياسة القوة
في غضون ذلك يقول غازي فيصل، الدبلوماسي السابق، ان ستراتيجية ترامب والحزب الجمهوري تاريخيا تعتمد على "منهج القوة في العلاقات الدولية" على عكس منهج الديمقراطيين.
ويوضح غازي في اتصال مع (المدى) ان "ترامب يعارض بشدة، كما الديمقراطيين، العلاقات الوثيقة بين الفصائل العراقية وإيران والتي تهدد مصالح امريكا"، مبينا ان: "إذا ما جاء ترامب سيتم استخدام القوة بشكل اوضح في الحفاظ على تلك المصالح في الخليج والشرق الاوسط ومنع إيران من التوغل في العراق".
وأوضح غازي وهو يدير المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية إن "الولايات المتحدة لديها 45 قاعدة عسكرية في الخليج والشرق الاوسط، وأكثر 80 ألف جندي.