ريسان الخزعلي
(1)
في خطوة ٍ يمكن وصفها بالجديدة غير المسبوقة، قام الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بإصدار سلسلة شعرية حملت عنوان / ماس القصائد / تضمّنت مختارات شعرية لشعراء روّاد وآخرين من مراحل لاحقة، وهي مبادرة تستحق الإشارة والإشادة كونها تستعيد الشعراء شعرياً وتضيء بهم طريقا ً للأجيال الشبابيّة الحاليّة والقادمة. والاستعادة هنا توكيد لحضورهم الإبداعي بعيدا ً عن موقف الغياب والحضور الجسدييَن.
طالعت ُ خمسة أجزاء من هذه السلسلة، وهي َ مختارات من شعر: بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، بلند الحيدري، يوسف الصائغ، كاظم الحجاج. ولأهمية هذا المشروع قد تصح ُّ هذه الاستدراكات.
أولا ً: لم يُثبّت إسم أو أسماء مَن قام َ أو قاموا باختيار القصائد.
ثانيا ً: لم يُثبّت مفتتح تقديمي للمختارات كما هو التقليد المُتّبع في هكذا إصدارات، وحبّذا لو توّسعت الكلمات التي على ظهر الغلاف الخلفي لكل جزء لتكون مقدمة مختصرة وافية لتسويغ الدخول إلى القصائد المختارة، مضافا ً لها ذكر أعمال الشاعرفي هذه المقدمة.
ثالثا ً: لم يتم الاختيار من كل الأعمال الشعرية الصادرة، كما هو الحال مع مختارات: عبد الوهاب البياتي، وبلند الحيدري إلى حد ٍّ ما، إذ صدرت لهم أعمال عدّة في المنفى. وقد يوعز السبب لتعذّر وجود هذه الأعمال حاليا ً.
رابعا ً: لم يتحقق التوصيف / ماس القصائد / في بعض المختارات، لاسيّما وأن َّ هكذا توصيف يستلزم الكثير من الدقّة في الاختيار على مستويات عدّة: تاريخيّة وفنيّة وجماليّة، وبما يعكس جوهر الإبداع والتجديد والتحدّيث.
خامسا ً: كملاحظة عامة، يُفترض أن لا يتزامن أو يتقارب صدور المختارات مع صدور الأعمال الكاملة للشاعر.
(2)
كانت مختارات الشعراء: بدر شاكر السيّاب، يوسف الصائغ، كاظم الحجاج. قد غطّت مساحاتهم الشعرية، زمنيّا ً وفنيّا ً. أما مختارات الشاعرين: عبد الوهاب البياتي و بلند الحيدري، فلم تتوافر على هذين التحديديَن.
وفي المفتتح الأخير، لا بد َّ من تأكيد أهمية هذه الخطوة / المشروع، كونه استعادة مهمّة تأتي في لحظة حرجة، كثُر فيها الإدعاء والاستخفاف بمنجزات شعرية، كانت الفتح في الشعرية العراقية والعربية، تجديدا ً وتحديثاً…