 متابعة المدى

أقام نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، يوم السبت الماضي أصبوحة أدبية ضمن سلسلة جلساته الأسبوعية ضيّف فيها القاصة تماضر كريم للحديث عن مجموعتها القصصية " تاتو" بحضور عدد من الأدباء والكتاب والنقاد.

وافتتح مدير الجلسة الروائي حسين محمد شريف حديثه بالقول، إن قراءة الرواية تختلف عن قراءة القصة لأن الرواية تعتمد على فكرة إجمالية عامة بينما تعتمد القصة على التعددية فكل قصة تناقض حدثا مبيناً أن بعض قصص المجموعة المحتفى بها تتميز بشكل واضح على بعضها الآخر. وقالت كريم في معرض حديثها، إنها وفقت كثيراً في الكتابة بضمير الرجل وهو لا يتطلب جهداً كبيراً ويكفي أن تعيش الشعور وجدانياً لتكتب عنه بغض النظر عن الضمير، مستشهدة ببعض قصصها التي ضمتها المجموعة.
وبينت كريم، أن المشاعر الإنسانية واحدة، ولست معنية بالتفاصيل وبمجرد أن تعيشها فإنك ستكتب عنها، وأن "تاتو" تعني القوة الذاتية رغم أن النهاية كانت عبارة عن هروب من الواقع وهي أسوأ من الموت.
وشهدت الجلسة مداخلات عديدة لعدد من النقاد افتتحها الناقد أمين الموسوي، إذ أشار إلى؛ ما المقصود بالفضاء السردي؟ تحدثنا المعجمات اللغوية بمعنى الفضاء بأنه المكان الواسع، فهو مكان يمتاز باتساعه عن هذه الصفة التي اتصف بها عن المكان نفسه، ولذلك ليس اعتباطاً قول العامة في اللغة المحكية واصفين من يتصف بطول البال أو الصبر بأنه (خلكه فضي) فلا ينفعل أو يثور وإنما يتسع صدره ويستوعب ما حوله، وعليه فالفضاء السردي، يحتاج إلى ما يملؤه لتأثيثه حتى يكتسب عمقاً له تأثيره.
أما الناقد حمدي العطار فقد أشار إلى أنه "في الرواية تبقى الشخصيات عالقة في ذهن القارئ وفي القصة القصيرة يبقى حدث القصة عالقا في ذاكرة القارئ وليست الشخصيات، وتماضر كريم قدمت في مجموعتها القصصية (تاتو) 16 قصة قصيرة، تعالج قضايا ومشاكل اجتماعية خطيرة مثل (مرض الزهايمر - الانتحار - خيبة الامل - المشاكل النفسية والاجتماعية وتأثير الحب العاطفي وغيرها من ألم ولكننا عند اخضاع تلك النصوص لشروط ومعايير القصة القصيرة نضطر إلى توصيف هذه المجموعة وهي ترتقي إلى مصاف القصة القصيرة لتوفر شروط القصة فيها وأهم شرط هو الحدث والنهاية المحددة للحدث ومصير الشخصية وهي القصص التالية ( حمودي - إضرام النار - دموع النرجس - الممثلة) جميع هذه القصص نستطيع استراجع الحدث الذي تناولته القاصة بشكل فني ناجح، قصة فيها بداية وحدث ونهاية خلال يوم واحد".