TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "طبول فـي التلال".. ومغامرات فرانك الناجي من الموت على الدوام!

"طبول فـي التلال".. ومغامرات فرانك الناجي من الموت على الدوام!

نشر في: 25 ديسمبر, 2010: 04:44 م

ترجمة: عادل العاملكان فرانك دوليزال، كما يقول جيمس تيبتون في عرضه هذا، يقاتل لصالح بانتشو فيلا خلال الثورة المكسيكية، حين أسره بعض الجنود من قوات فينوستيانو كارانزا، و أخذوه ليواجه محاكمة مهزلة، اتهمته بـ" الخيانة العظمى ضد حكومة المكسيك الشرعية ". و قد اقتيد مع خمسة عشر أسيراً آخر إلى فسحة من الأرض، و قدموا له سيجارة أخيرة، ثم أطلقوا عليه النار.
غير أنه نجا بأعجوبة، و أنقذه هنود اليوكي الذين رأوا ساقه شاخصةً من خلال ركام جثث القتلى ... و كانت الساق تتحرك بصورة بطيئة. و قام متطبّب يوكي بتنظيف جراح فرانك، و شفي حتى بعد إصابته بالغنغرينا. و قد قام ابنه، فرانك و. دوليزال و ابنة ابنه، كاثرين دوليزال تايلر، بكتابة هذه المغامرة الممتعة المليئة بالخُداع، و الحب، و الاخلاص، و الغش، و المعاناة و النجاة من الموت، التي يقع معظمها في الأيام المبكرة من الثورة المكسيكية، و الكثير منها في و حول ألاموس، و هي بلدة مهمة سياسياً في شمال المكسيك، قرب الساحل الباسفيكي. و يشير العنوان، (طبول في التلال)، إلى نظام الاتصالات المرتَّب المستخدَم من قبل الهنود اليوكي، و تبدأ الرواية بفرانك الشاب و هو يغادر موطنه النمسا ليجرب حظه في المكسيك. ففي النمسا، في القوات المسلحة،  كان قد تعلّم جيداً، فتمكَّن من عدة لغات و عرف كيف يستخدم البنادق و الجياد معاً بصورة حسنة. و في مدينة مكسيكو سيتي أصبح شريكاً في محل لبيع  الملابس. و في يوم من الأيام، جاءت امرأة شابة استجابةً لإعلانهم عن وجود وظيفة، " و دخلت و هيمنت على الغرفة كنموذج رفيع الطراز فارضة الاحترام و الرهبة في عيون من شاهدوها، جميلة فوق الوصف ... طويلة، ذات جلد برونزي و عينين سوداوين نفاذتين، و كانت لها ملامح أرستقراطية التربية و الامتياز ".  فيُصبح فرانك مأخوذاً بكلارا، مع أن كلارا واقعة في حب مصارع ثيران شاب شعبي. و حين يقوم فرانك، للتأثير في كلارا، بممارسة تدريب شكلي ليكون مصارع ثيران، فإنه يكاد يُقتل خلال ظهوره العلني الأول، لأنه ينظر إلى كلارا أكثر مما إلى الثور.و أما دون أنطونيو، أبو كلارا، فأرستقراطي، متعجرف، و يمقت الأجانب.و بالرغم من ذلك، فبعد أن ينقل دون أنطونيو الأسرة من مكسيكو سيتي إلى عزبته الكبيرة في ألاموس البعيدة(و كان دون بورفيريو قد جعله " سيد الأرض و الناس الذين حوله ")، فإن فرانك النمساوي المولد يتبعها إلى هناك و سرعان ما يجد عملاً كميكانيكياً في منجم لاس أنيماس للفضة. و رغم مكائد الأب لتزويج كلارا من ضابط جيش عالي الرتبة، يشق فرانك طريقه بثبات إلى داخل قلبها، " و هي تتلقى منه رسائل حب عن طريق رسول هندي مع تبريكات أمها المتعاطفة ". و نعود إلى مكسيكو سيتي، فبالرغم من الإشاعات عن الثورة، كانت العاصمة تتهيأ لاحتفال عظيم ــ الذكرى المئوية في عام 1910 للتحرر المكسيكي من أسبانبا، مثلما هي الحال الآن، حيث تتهيأ مكسيكو سيتي لاحتفال عظيم آخر ــ الذكرى المئتين في هذا العام 2010 لتحرر المكسيك من أسبانيا.كما أننا نسمع قصصاً عن أطباء جيدين و عن قسس طيبين و عن الهنود الطويلي المعاناة، خاصةً الياكي و التاراهومارا. و نكتشف، مثلاً، أنه حين قُتِل جامع ضرائب قبل سنوات قليلة في إقليم تاراهومارا، أرسل دون بورفيريو الجيش المكسيكي لينفّذ أساساً مجزرة في القرية. " و قد حاول البعض الذين نجوا من الهجوم الأولي أن يلجأوا إلى كنيسة قديمة. و حين وجدهم الجنود أحرقوهم أحياءً. فقتل أكثر من ألف هندي انتقاماً لموت جامع ضرائب واحد ".و قد طلب بانتشو فيلا بعض الثياب العصرية في محل فرانك في مكسيكو سيتي، فتأثر كثيراً بفرانك و طلب منه لاحقاً المساعدة في الثورة. و خلال هذا الوقت كان الجيش الألماني قد اتصل بفرانك و تلقى تكليفاً بمهمة (و هو الآن كابتن دوليزال ) في الجيش الألماني (و كانت الحرب العالمية الأولى على وشك أن تبدأ في أوروبا). ثم عاد فرانك إلى المكسيك و إلى بانتشو فيلا. و راح يقاتل إلى جنب فيلا ضد أوبريغون، و بينما هو يحاول إنقاذ قطع من المدفعية عند الانسحاب، " أصاب وابل من الرصاص ساقيه، و هشم عظام الركبة. و قد سقط على وجهه في المستنقع. ثم انهار حصانه المثخن بالجراح فوقه ". و عندما شفي، تنكّر و ذهب مترنحاً إلى مكسيكو سيتي ليرى أسرته؛ لكنه و هو يغادر المدينة ليعود إلى الحرب، أُلقي القبض عليه من قبل قوات كارانزا و اقتيد ليواجه فرقة إعدام.  و عند نهاية الثورة المكسيكية، عبر فرانك الحدود إلى الولايات المتحدة، حيث وجد له عملاً في معمل تحميل لحوم. " و كانت الأمور سائرةً على ما يُرام حتى اليوم الذي طالب فيه العمال بزيادة في الأجور. فتعاملت الإدارة مع المشكلة بإرسال بعض العمال إلى حرس الحدود ليقوموا بترحيلهم كأجانب غير شرعيين. و قد شاء سوء حظ فرانك أن يكون ضمن هذه المجموعة ". و قد جرى تحويل فرانك إلى المخابرات العسكرية الأميركية التي شكّت ، بسبب جراحه و مظهره و لهجته، في أنه متورط في جهود الحرب الألمانية. فأسيئت معاملته و تم تعذيبه كثيراً و بأشكالٍ مهينة، حتى حسب معذّبوه أنه قُتل أخيراً. لكن فرانك نجا من الموت، و بعد سنتين سُلِّم خمسة دولارات و أُطلق سراحه!عن / Mexc

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram