رأى محلل سابق في وكالة المخابرات الأميركية CIA، أن تنظيم القاعدة في العراق يشهد حالة "انبعاث" جديد كحركة "إرهابية إقليمية"، في حين أكد المفتش الأميركي السابق لإعادة الإعمار في العراق، أن التنظيم بدأ "يسترجع قوته" بسبب افتقار الدولة للإمكانيات الاستخبارية التي تمكنها من كشفه ومنع هجماته.

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأربعاء، ذكرت فيه، أن "السلطات الأردنية اعتقلت في تشرين الأول المنصرم 11 إرهابياً يشتبه بأنهم تلقوا تدريب على يد تنظيم القاعدة في العراق"، مشيرة إلى أن "أولئك المعتقلين ذكروا أنهم يعملون على تنفيذ مخطط لجعل عمان تركع على ركبتيها".

ونقلت الصحيفة، أن المحلل السابق في وكالة المخابرات الأميركية بروس ريديل، أبلغها أن "ذلك المخطط الموجه للأردن يدلل على عودة الحياة لتنظيم القاعدة في العراق".

وأضاف ريديل، وهو باحث في شؤون الإرهاب في معهد بروكنغز حالياً، بحسب الصحيفة، أن "ما نشهده الآن هو عودة تنظيم القاعدة في العراق"، لافتاً إلى أن "نشاط هذا التنظيم لن يقتصر على العراق حسب، بل سيمتد نشاطه على مستوى الإقليم".

وذكرت الواشنطن بوست، أن "قسماً من الإرهابيين المزعومين الذين لهم صلة بالمخطط الفاشل على الأردن قد تدربوا في سوريا".

إلى ذلك نقلت الواشنطن بوست، عن التقرير الفصلي للمفتش العام الأميركي الخاص بإعادة الإعمار في العراق، ستوارت بوين، قوله إن "عدد أعمال العنف في العراق بدأت تتزايد إلى معدلات لم نكن نشهدها منذ سنتين".

ورأى بوين، وفقاً للصحيفة، أن "مجاميع مثل تنظيم القاعدة في العراق بدأت باسترجاع قوتها بسبب افتقار الدولة للإمكانيات الاستخبارية التي تمكنها من كشف المجاميع المسلحة ومنع هجماتها".

يذكر أن حصيلة أعمال العنف في العراق، سجلت ارتفاعاً في عدد الضحايا خلال تشرين الثاني المنصرم مقارنة بسابقه، فقد قتل 166 شخصاً وفقا لحصيلة أعدتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة، وأعلنتها مطلع كانون الأول الحالي، ما يمثل ارتفاعا في أعداد الضحايا في هذا الشهر مقارنة بالشهر الذي سبقه. كما أشارت الحصيلة إلى جرح 662 آخرين خلال الشهر.

في حين أفادت الحصيلة أن 101 مدني فقط قتلوا خلال تشرين ألأول المنصرم، ويرى محللون أن طبيعة الأوضاع في العراق واستمرار الخلافات السياسية واستشراء الفساد، فضلاً عن طبيعة الصراع في سوريا المجاورة توفر "ظروفاً خصبة" لعودة تنظيم القاعدة.