اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > (وادي المنفى).. فيلم واقعي عن اللاجئين السوريين في لبنان

(وادي المنفى).. فيلم واقعي عن اللاجئين السوريين في لبنان

نشر في: 25 يوليو, 2024: 01:25 ص

ترجمة: عدوية الهلالي


يرسم فيلم "وادي المنفى" للمخرجة الإيرانية الكندية آنا فهر ببساطته صورة صادقة لرحلة اللاجئين السوريين الصعبة في لبنان.وهذه الرحلة هي رحلة ريما ونور، الأختان اللتان هربتا من دمشق ووجدتا نفسيهما على طريق البقاع، حيث تم الترحيب بهما في مخيم في انتظار العثور على مكان أفضل، إذا كان هناك مكان أفضل فعلا…
ربما يرجع السبب في ذلك إلى أن "وادي المنفى" لايمتليء بالمؤثرات السينمائية أو الملامح الجمالية، وهو ما يجعله قادرًا على تقديم رواية شفافة عن المنفى، بعيدًا عن البؤس الذي غالبًا ما نراه في أفلام طريق اللاجئين.
منذ البداية، يقع الحدث في: "وادي البقاع، لبنان، عام 2013"، ولن تكون القصة الفردية مرتبطة فقط بالواقع السياسي، أي واقع الحرب في سوريا، على عكس العديد من القصص الأخرى التي يبدو أنها ترى المهاجرين كشخصيات شبه رومانسية خارج التاريخ، فبمجرد تحديد الإطار المكاني والزماني (من خلال الأخبار التلفزيونية، ومن خلال ذكر صعوبة المغادرة والرغبة في العودة إلى البلاد بمجرد انتهاء الحرب - وهو ما يضع الأمور في نصابها الصحيح فيما يتعلق بالهجرة كخيار أو كقيد) تروي آنا فهر، دون ادعاء ودون مبالغة، واقع المنفى اليومي. ويأتي غياب البؤس أولاً من خلال اختيار شخصيتيها: نور وريما. مع بنطال جينز ضيق وشعر مرفوع، وحجاب وسترة، شابتان عاديتان، شخصيتيهما واختلافاتهما مهمة أكثر من وضعهما كلاجئتين. وأيضاً من خلال المخططات والديكورات الدقيقة ولكن من دون أي تجميل على الإطلاق، الأمر الذي كان من شأنه أن يكون خارجاً تماماً عن واقع المخيمات. وتتجلى صعوبة المنفى في التفاصيل الصغيرة: البثور التي تظهر على أقدامهما بسبب المشي الكثير، أو قعقعة حقائبهن المتواصلة على الحصى. وفي كثير من الأحيان، في مكان ما في الصورة، مشاهد من الحياة اليومية: أطفال يملؤون أوعية المياه، ونساء يقطفن البطاطس وينشرن الغسيل. وتتناقض هذه المخططات مع مخططات البقاع، فهي دائماً واسعة جداً وفارغة جداً. مساحات كبيرة تبدو كاللوحة المجهولة أمام أعين بطلاتنا. فكيف يمكن أن يبرزن أنفسهن وإلى أين يذهبن عندما لا تكون هناك نقطة ارتكاز، باستثناء مخيم صغير للاجئين تقطعت بهم السبل في وسط الوادي؟
وبالتالي، فهو أيضًا بحث عن معنى حميم لريما ونور اللتين تركتا الجامعة والمدرسة ووجدتا نفسيهما مدبرتا منزل دون أمل في العثور على مسارات حياتهما السابقة هنا. وفي هذه المرحلة، يتلعثم السيناريو أحياناً في مشاهد ساذجة بعض الشيء، على الرغم من شعورنا بصفاء النية. وهكذا تنظر نور، مشبعة بالحنين، إلى الصور القديمة على موسيقى حزينة، لكننا نفهم، رغم براعة المشهد، ما هو جوهري في هذا الفعل المبتذل. وقد تبدو شخصية حيفا الحكيمة التي تستضيفهم في المخيم - وهي امرأة فلسطينية تحمل في داخلها ثقل عدة هجرات - تقليدية أيضًا، ولكنها تحكي أيضًا عن رسوخ المنطقة في المنفى وصورة المرأة كحاملة للميراث.
ولأنه أيضًا فيلم عن الأنوثة. تجد ريما ونور ملاذا مع هيفا وابنة أختها، ولكنهما تجدان أيضًا الدعم اللازم في هذا التغيير الجذري للوجود.هنالك مشهد بليغ إلى حد ما يوضح هذا الدعم عندما تحيط الشخصيات الأربع ببطن ريما التي يوجه طفلها أولى ضرباته. وريما تحيك البلوزات لابنها بلا كلل، حتى عندما تدرك أنها ستقوم بتربيته بمفردها. يعلمنا الفيلم أيضا صمود النساء اللاتي ينسجن حياتهن بالخيوط التي أعطيت لهن، بما لم يكن مخططاً له، بالندم على ما كان يمكن أن يكون مختلفاً، وأيضاً بالخوف من عدم معرفة إلى أين سيذهبن..
ويواصل فيلم "وادي المنفى "جولته العالمية بعد عرضه في نيسان في مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة ومهرجان أفلام العربية في مرسيليا. أما مخرجته آنا فهر فهي فنانة إيرانية-لبنانية-كندية متعددة التخصصات، ومخرجة أفلام، ومؤسسة شركة Morning Bird Pictures Inc)) المعروفة سابقًا باسم (Sepasi Films)، والتي تأسست عام 2003، وهي شركة إنتاج مخصصة لإنتاج أفلام ذات تأثير اجتماعي تركز على الشرق الأوسط والشرق المعاصر. وقد تم عرض فيلمها الروائي القصير "لعبة العبور"، الذي يدور حول أزمة اللاجئين في لبنان على خلفية الحرب السورية، في أكثر من خمسين مهرجانًا دوليًا منذ عرضه الأول في خريف عام 2014، وفاز بجوائز في برلين وسان فرانسيسكو وفلورنسا وغيرها.
كان أول فيلم وثائقي طويل لها بعنوان (خانه ما) وقد صورته في الأماكن التي عاشت فيها حيث تستكشف قضايا الهوية الثقافية والجنسية المزدوجة من وجهة نظر ثلاثة أجيال من الإيرانيين الذين يعيشون في إيران وكندا وألمانيا.وقد عُرض الفيلم في مهرجانات دولية حول العالم وتم عرضه في دور العرض في مونتريال..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

سعادة عابرة" لسينا محمد: شاعرية سينمائية مرهفة

(وادي المنفى).. فيلم واقعي عن اللاجئين السوريين في لبنان

في ختام مهرجان "كارلوفي فاري" فيلم "غريب" للمخرج "زينغفان يانغ" ينال الجائزة الكبرى

مؤسسة البحر الأحمر تكشف عن الفرق المُختارة من تحدّي صناعة الأفلام

مقالات ذات صلة

سعادة عابرة
سينما

سعادة عابرة" لسينا محمد: شاعرية سينمائية مرهفة

قيس قاسميرسم المخرج الكردي سينا محمد على سطح لوحته السينمائية، التي يُسمّيها "سعادة عابرة" (2023)، نافذة صغيرة، يطلّ منها على موطنه، بعين رسّام سينمائيّ يتأمّل، من الأفق الذي تُشَرعه، عيش أهله، ثم يذهب بخياله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram