أربيل- السليمانية/ سالي جودت- ووكالاتبرغم أجواء الأمان والطمأنينة التي تسود إقليم كردستان وتتيح لجميع المكونات الاحتفال بأعيادها وإقامة طقوسها، فان المسيحيين في كردستان، سواء من كان منهم من أهل كردستان او من جاء إليها من بغداد والموصل هرباً من جحيم الإرهاب، نقول ان المسيحيين من أبناء شعبنا آثروا اقتصار احتفالاتهم هذا العام
بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة على إجراء الطقوس الدينية في الكنائس، إكراماً لأرواح الشهداء منهم خاصة شهداء كنيسة سيدة النجاة، دون ان ينسيهم حجم الألم التعبير عن عظيم امتنانهم لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لمبادرته باستقبال الراغب من المسيحيين في العيش في مدن الإقليم، والى السيدة هيرو إبراهيم على الدعم الذي قدمته بعد فجيعة كنيسة سيدة النجاة في بغداد.المهم انه ومع كل مسحات الحزن التي يمكن ان تلمسها بوضوح على الوجوه، فان الاستعدادات الاجتماعية والأمنية في إقليم كردستان تتواصل لتخفف بعض الحزن وتمكين المسيحيين من الاحتفال بعيد الميلاد في أجواء مريحة بعد كل ما تركته جرائم الإرهابيين من أثار نفسية قاسية، لذا فقد قرروا عدم الاحتفال بعيدهم هذه المرة والاكتفاء بممارسة الطقوس الدينية إكراماً لشهداء كنيسة النجاة، حيث أقيمت القداسات في كنيسة القديس يوحنا المعمدان في عينكاوا، كما أقيمت في كنيسة مار يوسف بمدينة السليمانية قداس الميلاد المجيد حضرته عقيلة رئيس الجمهورية الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني هيرو إبراهيم."المدى" حضرت جانباً من هذه القداسات حيث أجرت على هامشها عدداً من اللقاءات كان محدثنا الأول فيها القس متى راعي كنيسة السريان الارثدوكس الذي قال: يعد عيد الميلاد من أهم الأعياد التي تبشر بولادة المخلص السيد المسيح وكما جاء في الكتاب المقدس (المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وللناس المسرة) ففي كل عام يحتفل المسيحيون بتزيين الشجرة وشراء الهدايا وإقامة الحفلات،كما ان الكنيسة تحتفل بهذا اليوم وفقا لطقوس وعادات تبشر بولادة السيد المسيح.وأضاف: اننا في إقليم كردستان نقيم شعائرنا واحتفالاتنا بحرية كاملة وهذا يعود الى النجاح الذي تحقق بنبذ قيم العنف و زرع بذور حب التعايش والتآخي بين جميع مكونات الشعب، مشيراً الى ان احتفالنا هذا العام يقتصر على أداء الطقوس الدينية البسيطة تقديرا لما فقدناه من شهداء كنيسة النجاة،دون أي احتفالات أخرى، فحالات اختطاف المسيحيين ازدادت في الآونة الأخيرة في بغداد والموصل، إما لكسب المال من قبل اللصوص وعصابات الخطف، أو لممارسة ضغوط سياسية لإفراغ البلد من المسيحيين، وقد فر نتيجة ذلك أكثر من ثلاثة آلاف عائلة مسيحية الى إقليم كردستان العراق، وتمنى القس في نهاية حديثه ان تزول هذه الغمة عن شعبنا وعن الشعب العراقي اجمع، وليعم السلام.أما المواطن يوسف الياس فقد قال: احتفالنا بعيد الميلاد هذه المرة سيكون مختلفاً عما سبقه في السنوات المنصرمة، فما حصل من مجزرة في كنيسة سيدة النجاة تركت آثاراً قاسية ومؤلمة تمنعنا من إقامة حفلات العيد، وسنكتفي بالذهاب الى الكنيسة والمشاركة في قداس العيد وأداء طقوسنا الدينية، والدعاء بتخليص العراق من عصابات الجريمة والشر التي تسعى لإلحاق الأذى بكل شعبه ومن مختلف المكونات.وأضاف: نحن المسيحيين وكبقية إخواننا العراقيين فقدنا منذ 2003 عشرات الأبناء والأقارب والأصدقاء.. فقدان أعزة من الصعب نسيانهم.وتقول باسمة صليوة: احتفالنا بالعيد هذا العام يختلف عما كان عليه سابقاً، برغم الأمان والاستقرار في الإقليم وحرية أداء الشعائر الدينية إلا ان حزننا على شهداء كنيسة النجاة والجرائم التي استهدفت المسيحيين، ما زال في قلوبنا، ندعو ان تعم حالة الأمن والأمان في العراق، وأن يتجاوز هذا البلد الظروف التي يمر بها حاليا للحفاظ على وحدة أراضيه، وان تكون هذه السنة سنة خير وسلام ووئام ومحبة بين جميع مكونات الشعب العراقي.ويشير ناهل داود الى استعدادهم المبكر في كل عام للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة،وشراء الملابس الجديدة وتزيين شجرة الميلاد ووضع النشرات الضوئية الملونة التي تدل على الفرح والبهجة، غير ان المجرمين حرمونا من كل ذلك، وحتى الأطفال باتوا في شوق لاستقبال بابا نوئيل ومعه الهدايا التي يضعها تحت شجرة الميلاد.وأضاف: إذا كنا في إقليم كردستان نشعر بأعيادنا ونقوم بأداء طقوسنا بحرية كاملة ونحس فعلاً بمدى التآخي والمحبة ليس فقط في القرارات والإجراءات الرسمية بل بالمشاركة الشعبية العفوية، حيث المشاركة الواسعة لإخواننا الكرد لنا في أعيادنا، فشجرة الميلاد الكبيرة التي زينت بداية سوق نيشتمان، ومظاهر الزينة في دور المواطنين وبعض المحال وانتشار النشرات الضوئية، كل ذلك يدل على التعايش والتآخي في ما بيننا، وذلك بفضل السياسة الحكيمة، ودعم مسعود بارزاني للديمقراطية وتطبيقها على ارض الواقع.ويقول فيالي جوزيف: من المعروف ان العيد يعني شراء الملابس الجديدة والاحتياجات الأخرى، إضافة الى تحضير الأكلات المعروفة، لكن العيد بالنسبة لي هو المح
أعياد الميلاد فـي كردستان تخلو من الاحتفالات
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 25 ديسمبر, 2010: 05:06 م