اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > مع ظاهرة انتشار الذبائح.. العراق يواجه خطر "الحمى النزفية"

مع ظاهرة انتشار الذبائح.. العراق يواجه خطر "الحمى النزفية"

نشر في: 27 يوليو, 2024: 06:04 م

المدى/ متابعة

سجلت المحافظات العراقية بما فيها إقليم كردستان 6 وفيات وعشرات الإصابات بمرض الحمى النزفية في الفترة الأخيرة من العام الجاري 2024، في مؤشر على خطورة المرض الذي سبق أن أكدت وزارة الصحة العراقية أنه يستوطن محافظات البلاد جميعها.

وبالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، تزور "الحمى النزفية" محافظات العراق وبالأخص الجنوبية منها كلما حلّ فصل الصيف، ليضيف عبئا وقلقا إلى جانب الحرارة الجنونية وتذبذب التيار الكهربائي وشح المياه، إذ أن هذا المرض الذي ينتقل من الحيوانات إلى البشر لا يمكن التغاضي عن أخطاره، خاصة بعد تسجيل عدد من الوفيات، وفي هذا العام تزامن مع شهر محرم الذي تكثر فيه الذبائح ضمن شعائر إحياء استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

عالمية

ويعد مرض الحمى النزفية والذي يعرف باسم "حمى القرم-الكونغو" النزفية أيضا واحدا من مجموعة "حميات نزفية فيروسية" والتي تنتشر في مناطق شرق المتوسط، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتثير الحمى النزفية الفيروسية "قلقا متزايدا حول العالم"، خاصة وأنها خلال العقدين الماضيين شهد 12 دولة في شرق المتوسط حدوث "فاشيات" متقطعة بانتشار "الحميات النزفية"، والتي قد تؤدي إلى حدوث "أوبئة" بمعدلات وفيات مرتفعة، خاصة إذا ما ترافقت مع عدم توفر اللقاحات أو غياب التشخيص المبكر.

ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم، وتشمل الأعراض المبكرة الحمى، والتعب، أو الضعف، أو الشعور العام بالتوعك، والدوار، وآلام العضلات، أو العظام والمفاصل، والغثيان، والقيء، والإسهال.

أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفا تحت الجلد، أو في الأعضاء الداخلية، أو من الفم، أو العينين، أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، مع الغيبوبة والهذيان، وأحيانا الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.

مناطق مصابة

ومنذ مطلع العام 2022 بدأت المحافظات العراقية، ومنها على وجه الخصوص محافظة ذي قار (جنوبي البلاد) تسجل إصابات بالمرض، الذي ينتقل من المواشي إلى الإنسان، ويشكل خطراً على حياته، وبدأت نسب الإصابات تتراوح بين الزيادة والتراجع أحياناً، وقد بلغت بالمئات في عام 2023 وعشرات الوفيات، لكنها تراجعت ثم انحسرت بصورة شبه نهائية نهاية العام ذاته، قبل أن تعود إلى التزايد مجدداً العام الحالي.

فيما سجل العراق السبت الماضي وفاة أربعة أشخاص وإصابة 26 آخرين بالحمى النزفية في جنوبي البلاد، وسط جهود تذلها السلطات الصحية لمنع تفشي المرض وانتقاله من الحيوانات إلى البشر.

وأكد مدير المستشفى البيطري في محافظة ذي قار جنوبي العراق محمد عزيز في حديث تابعته (المدى)، أن الإصابات انتشرت في مناطق متفرقة وكان النصيب الأكبر لقضاء "الشطرة".

وقال عزيز، إن "إجراءاتنا كمستشفى بيطري تقوم بمحاصرة البؤرة بفرق موجودة متوزعة في مختلف أرجاء محافظة ذي قار بواقع 21 فرقة بيطرية"، مؤكدا أن الفرق تقوم بمحاصرة تلك المناطق وورش الحظائر التي تأوي الحيوانات من أبقار وجاموس بمواد تعقيمية خاصة، وكذلك تغطيس الأغنام والماعز بنفس المواد".

وأوضح عزيز أن "هناك تبليغ للسلطات الإدارية بمحاصرة المنطقة المصابة ومنع دخول وخروج الحيوانات، وكذلك اللحوم، ونقوم كذلك بدور توعوي للمواطنين ومربي الحيوانات والجزارين بضرورة التعامل الصحي مع اللحوم، ومع الماشية لمنع انتقال الأمراض".

وفي 15 أيار/مايو الماضي أعلنت وزارة الزراعة العراقية، تسجيل 40 إصابة بالحمى النزفية منذ مطلع العام الحالي بالانتقال من الحيوانات، فيما تستمر فرق دائرة البيطرة بوزارة الزراعة بمعالجة البؤر منذ شهر.

شهر الذبائح

وبعد تصاعد إصابات الحمى النزفية في البلاد إلى 133 حالة بينها 14 وفاة، تبنت وزارة الزراعة إجراءات صحية ووقائية عاجلة للحد من انتشار المرض، بالتزامن مع حلول شهر محرم الحرام.

وأفاد مدير عام دائرة البيطرة التابعة للوزارة الدكتور ثامر حبيب حمزة الخفاجي، ابأن الإجراءات تضمنت توجيه المستشفيات والمستوصفات بالتنسيق مع السلطة الإدارية بالمحافظات لا سيما العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، بضرورة إبلاغ أصحاب (الجوبات) عدم ذبحهم للماشية خارج المجازر الرسمية، نظراً لوجود ثلاث منها في محافظة كربلاء المقدسة اثنتان منها للدواجن وواحدة للمواشي.

وأضاف أن التوجيهات تضمنت متابعة الماشية المصاحبة للمواكب الحسينية، مع ضرورة رشِّها وتغطيسها بالمبيدات للقضاء على (القراد)، وعدم منح شهادة بيطرية لحركة الحيوانات أو ذبحها، إلا بعد مرور 14 يوماً من تاريخ رشِّها، منوهاً بأنه في حال عدم استيعاب المجازر لأعداد الماشية، فيجب تحديد مناطق للجزر بمتابعة المحافظين، مع استخدام المجازر المتنقلة، والتأكيد على رشِّ مناطق بيع الماشية بالمبيدات لحماية الزائرين من المرض.

وبشأن أعداد إصابات المرض في بغداد والمحافظات، أوضح الخفاجي أنها بلغت حتى الآن 133، بينها 14 وفاة، تصدرت محافظة ذي قار الأعداد برقم بلغ 31 حالة بينها أربع وفيات، فيما بلغت في بغداد، 19 حالة بينها وفاة واحدة، أما أقل المحافظات عدداً بالإصابات، أربيل وهي إصابتان بدون وفيات.

يذكر منظمة الصحة العالمية بينت إن الفيروس ينتقل إلى البشر إما عن طريق "لدغات القرادات" بشكل مباشر، أو عن طريق لمس دم أو أنسجة حيوانات مصابة أثناء الذبح أو حتى بعده، ولهذا تظهر الإصابات بشكل كبير بين العاملين في تربية الماشية من مزارعين، وحتى أطباء بيطريين.

وفي حالة إصابة الإنسان بهذا الفيروس، فقد يصبح ناقلا للمرض، من خلال الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو سوائل الجسم، وقد ينتقل في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المعدات الطبية أو إعادة استخدام المستلزمات الطبية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

القانونية النيابية: الجلسات المقبلة ستشهد تعديل قانون الأحوال الشخصية

القانونية النيابية: الجلسات المقبلة ستشهد تعديل قانون الأحوال الشخصية

خاص/ المدى أنهت اللجنة القانونية النيابية، اليوم السبت، جدلية "تزويج القاصرات" ضمن مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية. وقال عضو اللجنة عارف الحمامي، في حديث لـ (المدى)، إن "هناك اتفاقاً عقد مع رئيس المجلس شاخوان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram