اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد غوتة يحتفلان بإرث الروائي غائب طعمة فرمان

بيت المدى ومعهد غوتة يحتفلان بإرث الروائي غائب طعمة فرمان

نشر في: 28 يوليو, 2024: 12:07 ص

في أجواء ثقافية مميزة، أقام بيت المدى الثقافي بالتعاون مع معهد غوتة يوم الجمعة صباحاً في بغداد جلسة استذكارية للاحتفاء بحياة وإرث الروائي العراقي الكبير غائب طعمة فرمان. الذي وُلد في بغداد عام 1927، وبرز كأحد أهم الروائيين في الأدب العربي المعاصر. قضى طعمة جزءاً كبيراً من حياته في روسيا حيث أكمل دراسته وعمل في مجال الترجمة والأدب هناك. أعماله الادبية تميزت بالاهتمام بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وسلط الضوء على الحياة اليومية للعراقيين ومشاكلهم وتطلعاتهم. وتأتي هذه الفعالية في إطار الجهود المستمرة لإحياء ذاكرة الأدباء الكبار الذين أسهموا في إثراء الأدب العربي وتركوا بصمات لا تُنسى في تاريخ الرواية العراقية.

أعماله الأدبية
استذكرت الدكتورة لاهاي عبد الحسين وهي واحدة من الأكاديميات البارزات مجموعة من رواياته، وذكرت ان ما يميز كتابات طعمة "هو العمق والواقعية" والتي يجسد من خلالها حياة الناس البسطاء ومعاناتهم في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية.
الحديث تناول في اهم روايات طعمة ودوره البارز في ثورة 14 تموز.
ووصفت لاهي في حديثها رؤيت طعمة الأدبية والتي كانت متوافقة مع الأجواء الثورية في ذالك الوقت، واضافت لاهي الكاتب كان شيوعيا مخلصا يؤمن بضرورة التغيير الاجتماعي والعدالة الاقتصادية وتحقيق حياة أفضل للطبقات الفقيرة والمهمشة، وهو ما يتضح في الكثير من أعماله الروائية التي تناولت حياة البسطاء والمحرومين منها النخلة والجيران و"المرتجى والمؤمل" حيث تأخذ القارئ في رحلة إلى عالم الشتات، والتي يستعرض فيها غائب معاناة المغتربين الذين اضطروا للهجرة وقالت في حديثها ان هذه الرواية تحمل تفاصيل الحياة اليومية للمهاجرين وتغوص في قضايا الشتات.
وفي ختام حديثها، تناولت رواية "آلام السيد معروف"، الذي يمثل الإنسان البسيط الساعي إلى السلام.
اختتمت حديثها قائلة ان هذه الرواية تحمل معاناته مع الحزب الحاكم، مما يعكس صراعات الفرد العادي مع السلطة في سعيه لتحقيق الاستقرار والعدالة.

أعماله السينمائية والمسرحية
تحدث الأستاذ علاء المفرجي الناقد السينمائي في الأمسية عن أعمال غائب طعمة السينمائية والتي تم كتابتها وإنتاجهاعام 1975 في فترة حكم البعث من قبل غائب طعمة فرمان حيث ذكر ان هذا الفلم يُعتبر أبرز الأعمال السينمائية العراقية التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية بشكل مؤثر. والتي يعكس من خلالها التحولات السياسية وتأثيرها على حياة الفرد اليومية يضيف الناقد ان الذين عملوا على إنتاجه لم يوفقو كثيراً بهذا العمل ولم يكونو امينين على النص ومحاولتهم في التحايل على النص الحقيقي للرواية.
كما تناول الأستاذ المسرحي عقيل مهدي اهم اعماله المسرحية التي تتناول من خلالها قضايا أجتماعية وسياسيّة مهمة غاائب وهو رجل شيوعي تأثر الكثير من أفراد المجتمع بإعماله وافكاره ومنها النخلة والجيران والتي حاول العديد ان يدثرونها. الا ان ثمارها لازالت موجودة لغاية الان في داخل محبيه كما أشار في حديثة على أهمية المدافعة عن المرأة والوقوف بجانبها كما وجودنا هذا في العديد من اعماله التي تجسد معاناة المرأة العراقية خلال الحكم انذاك ولازالت تعاني الى الان واهمية حماية حق الطفولة.
يختتم حديثه حول مسرحية بقايا حيث تقدم هذه المسرحية رؤية نقدية للحياة الاجتماعية والسياسية إضافة لمسرحية "التحولات "وأيام الربيع التي يعكس من خلالها التغيرات الموسمية وتأثيرها على حياة الناس والعلاقات الإنسانية، مع التركيز على التفاعلات الاجتماعية والآمال.

اما بالجانب القصصي
قدم أيضًا إسهامات بارزة في مجال القصة القصيرة. لديه أعمال قصصية عديدة والتي تعكس بوضوح اهتمامه بتصوير الواقع الاجتماعي وتعقيداته. تتسم قصصه القصيرة بعدد من الخصائص المميزة منها الواقعية والتفاصيل الدقيقة والرمزية
حيث وصف الأستاذ حمزة عليوي غائب طعمة فرمان بأنه "مؤرخ بغداد"، مشيراً إلى الدور البارز الذي قام به في توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية في بغداد من خلال أعماله الأدبية. ومنها القصص اعتبر عليوي أن فرمان يظل خالدًا في قلوب محبيه بفضل إرثه الأدبي العظيم، الذي تجسد في رواياته وأعماله التي تجسد بدقة واقع الحياة وتفاصيلها، مما جعلها حية في الذاكرة الثقافية للأجيال المتعاقبة.

الجلسة الاستذكارية: برنامج متنوع
تضمنت الجلسة مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي عكست جوانب مختلفة من حياة وأعمال غائب طعمة فرمان. بدأ الحفل بكلمة افتتاحية تلتها كلمة ترحيبية من الأستاذ خضير أكد فيها على أهمية استذكار الشخصيات الأدبية المؤثرة والمهمة في الأدب العربي والعراقي
ثم تلته ندوة أدبية شارك فيها نخبة من الأدباء والنقاد الذين تحدثوا عن تأثير أعماله على الأدب العراقي والعربي بشكل عام.

إحياء الإرث الأدبي
تأتي هذه الفعالية كجزء من سلسلة من الأنشطة الثقافية التي ينظمها بيت المدى ومعهد غوتة لتعزيز الوعي الثقافي وتشجيع الحوار الأدبي. يعكس استذكار غائب طعمة فرمان الاهتمام بتقدير الأدباء الذين ساهموا في تشكيل التطور الثقافي، ويؤكد على أهمية الأدب كجسر للتواصل بين الشعوب والثقافات.
في ختام هذه الجلسة الثقافية المميزة التي نظمها بيت المدى ومعهد غوتة، نستذكر بكل فخر وإجلال الروائي الكبير غائب طعمة فرمان، الذي ترك بصمة لا تُمحى في الأدب العربي والعراقي. من خلال رواياته وقصصه القصيرة، نجح فرمان في توثيق حياة الناس ومعاناتهم وأحلامهم بصدق وواقعية، مما جعل أعماله مرآة تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي لحقبته.
لقد كانت هذه الفعالية فرصة رائعة لاستحضار إرثه الأدبي العظيم وتقدير تأثيره العميق على الأدب والثقافة. نأمل أن نواصل معًا تقدير الأدب وتشجيع الحوار الثقافي بما يسهم في إثراء حياتنا الفكرية والروحية.
نختتم هذه الجلسة مع التطلع الى المزيد من الفعاليات التي تكرّم رموز الأدب والثقافة وتُبقي ذاكرتهم حية في قلوبنا وعقولنا.ونشجع على دعم الطاقات الشبابية التي تهتم بالثقافة وماتحتويه من ارث حضاري عريق عرفته العديد من البلدان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

10 فوائد لشرب الماء بالليمون يومياً

"أحبار الوشم".. بين الجاذبية الجمالية والمخاطر الصحية المخفية

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

حمام العليل بجنوب الموصل.. نقطة جذب للسياحة العلاجية تعود للواجهة من جديد

دراسة جديدة تكشف عن علاج فريد ينهي آلام الظهر كلياً

مقالات ذات صلة

بيت المدى ومعهد غوتة يحتفلان بإرث الروائي غائب طعمة فرمان

بيت المدى ومعهد غوتة يحتفلان بإرث الروائي غائب طعمة فرمان

في أجواء ثقافية مميزة، أقام بيت المدى الثقافي بالتعاون مع معهد غوتة يوم الجمعة صباحاً في بغداد جلسة استذكارية للاحتفاء بحياة وإرث الروائي العراقي الكبير غائب طعمة فرمان. الذي وُلد في بغداد عام 1927،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram