TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

نشر في: 28 يوليو, 2024: 12:07 ص

 علي حسين

انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب الشيعة " حصراً " على إقرار مثل هذا القانون رغم أنهم يتحكمون في رقبة البلاد ورقاب العباد . وفي " هوجة " البرلمان ، مر علينا خبر مثير نشره النائب أمير المعموري في صفحته على موقع " الفيسبوك .. الخبر مع الوثيقة يثبت صرف وزارة المالية مليارات الدنانير "كمنح مالية" إلى الأحزاب السياسية.. حيث كتب المعموري يخاطب المواطن المسكين : "هل تعلم يصرف للأحزاب السياسية منح مالية من الموازنة، حيث تم صرف 18 مليار دينار، والصرف مستمر في موازنة 2024 بـ5 مليار دينار. "
في كل مناسبة يخرج علينا مسؤول سياسي كبير من الصوبين "الشيعي والسني" وهو يتغنى بمحاسن الدولة المدنية ، لكن ما أن يترك المايكروفون حتى تجده في الخفاء يخطط ويسعى لإقامة دولة دينية على مقاسه، تحفظ له السطوة والمال والامتيازات، وكان آخر هذه الخطط تغيير قانون الاحوال الشخصية
ورغم الاعتراضات والكتابات التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، يتخذ السياسيون شعار لا أرى.. لا أسمع، فهم يعتبرون هذا الشعب مجموعة من الأسرى لرغبات السياسيين.
وقبل أن يتهمني البعض بأنني أناصب العداء لساستنا " ولمشاريعهم في إصلاح أحوال الأمة، إسمحوا لي أن أسأل أيهما أهم قانون الاحوال الشخصية ، أم قانون للضمان الصحي والاجتماعي ؟، أم قوانين لتشغيل العاطلين، ورفع مستوى الخدمات؟.. الناس لا يعنيها أن يراقب أحد سلوكها وتصرفاتها، القوانين لا تعني شيئا إذا كانت حقوق جميع الناس منهوبة ومستلبة، فالقوانين تشرع من أجل خدمة المواطن، وبناء دولة المؤسسات.
هل نريد أن نتحول إلى دولة دينية؟ طبعاً من حق الأحزاب الإسلامية أن تنفذ مشروعها السياسي، لكن علينا أن لا ننسى أن كل هذه الأحزاب ظلت أيام الانتخابات، تصدع رؤوس المواطنين بالحقوق المدنية والديمقراطية.
ايها السادة الوطن ليس بحاجة إلى قوانين يختلف عليها العراقيون ، بقدر حاجته إلى قوانين تدافع الناس وتفضح السراق والمزورين .
وفي ظل التصريحات النارية حول قانون الأحوال الشخصية خرج علينا خطيب من محافظة البصرة وهو يصرخ ويندب ويطالب باقرار القانون ، ولم يكتف بذلك بل أخذ يسخر من الإمام ابو حنيفة دون مراعاة لمشاعر طيف من المجتمع العراقي ، فقد اكتشف الشيخ أن العراق لايمكن ان يسير بقانون " ابو حنوفي " هكذا وصف ابو حنيفة .. ويبدو أن الشيخ جاهل في قراءة التاريخ ولا يعرف أن "أبو حنيفة" مات سجيناً لأنه رفض محاصرة وقتل أحفاد "الإمام علي" ، وكان من أبرز المساندين لثورة زيد بن علي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram