اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > فريق نسوي من كردستان يشارك بإزالة الألغام .. قرابة "2000 كم" ضمن الأراضي العراقية ملوث

فريق نسوي من كردستان يشارك بإزالة الألغام .. قرابة "2000 كم" ضمن الأراضي العراقية ملوث

نشر في: 28 يوليو, 2024: 12:12 ص

ترجمة/ حامد أحمد

سلطت مجموعة ماغ MAG الدولية لاستشارات إزالة الألغام الضوء على موضوع تلوث أراضي عراقية على مدى أربعة عقود من الزمن بمخلفات حربية والغام وعبوات غير منفلقة، مؤكدة احتمالية تلوث ما يقارب من ألف و716 كم مربع من الأراضي بالمتفجرات مما يجعل البلد أحد أكثر المناطق تلوثا بالألغام على وجه الارض.

فيما أشارت المجموعة الى مشاركة عناصر نسائية من كردستان ضمن فريق إزالة ألغام من مناطق في شمالي العراق. وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها بان هناك تزايدا حول العالم بمعدل مشاركة العنصر النسوي بوظائف هي اكثر ما تكون من اختصاصات الرجال والمتعلقة بإزالة الألغام والقنابل غير المنفلقة من مخلفات عقود من الحروب، وتتلخص المهمة الخطرة التي تتطلب مهارة عالية من تحديد الأماكن الملوثة ثم استخدام أجهزة التحسس ومسح الأرض بشكل منهجي للعثور على الألغام وتحديد مواقع المواد المتفجرة غير المنفلقة والعبوات الاخرى المتروكة. ووفق التقرير الذي ترجمته (المدى) فإنه "في كردستان عناصر نسوية يعتبرن عضوات فعالات يعملن ضمن فريق متكامل بجهود إزالة الألغام من أراضي تلوثت بالغام وعبوات على مدى عقد من الزمن الان وذلك برفقة زملاء لهن من عرب وايزيديين". آفان ذات الـ26 عاماً، مهندسة الكترونيات متفوقة مضى عليها ثلاث سنوات وهي تعمل مع فريق، "ماغ"، الاستشاري لإزالة الألغام، وهي واحدة من بين أربع نساء من كردستان يعملن حاليا لإزالة الغام من مخلفات حرب الثمانينيات المدمرة ما بين العراق وايران. تقول آفان: "نحن قريبات جدا من بعضنا كما هي الاخوات ونحن شبه عائلة، نعمل سوية طوال اليوم ونقضي وقت الاجازة مع أهلنا وما بيننا أيضا"، مؤكدة: "نحن حريصات على بعضنا لأننا نعمل بمهمة خطرة وصعبة، كنت خائفة جدا مع اول يوم ذهبت فيه لحقل ألغام، الخوف من التجربة الاولى تنطبق على أي شخص ان كان امرأة او رجل". وأردفت: "كنت واثقة من ان اللغم قد ينفجر ولكن مدربينا والخبراء الذين معنا جعلونا نتقن المهمة جيدا وكيف ان نكون متأنين للمحافظة على السلامة، في البداية كانت عائلتي قلقة جدا وتفاجأوا من أنني أقدم على مهنة مثل هذه، ولكنهم بعد ذلك قدموا لي الدعم واشعر بانهم فخورون بي."
وتشير المنظمة في تقريرها، إلى أن أعضاء فريق إزالة الألغام يمرون بمرحلة تدريب مكثفة قبل ان يخطوا خطواتهم الأولى في حقل الألغام وذلك بعد حصولهم على مؤهلات معترف بها دوليا، هذه العمل يتطلب جهدا بدنيا. وعلى أعضاء الفريق ان يرتدون ملابس مدرعة ثقيلة واغطية رأس كاملة، ودائما ما ينفذون أعمالهم بإزالة الألغام ضمن أجواء حارة واراضي وعرة.
شيماء ذات الـ24 عاماً، كانت في الخامسة عشرة من عمرها عندما طرقت عصابات داعش بابهم في مدينة الموصل. تقول شيماء: "أتذكر في يوم ما انهم جاؤوا الى المدرسة، وطلبوا منا ارتداء حجاب، لم نكن نعرف ماذا يريدون منا ." ووصفت الخوف من رؤية زملاء لها في الصف قد اختفوا ولم يعودوا لعوائلهم الى اليوم، وكمحاولة لمنع داعش من اخذ ابنتهم، قامت عائلة شيماء بتزويجها من شخص يبلغ من العمر 27 عاما، وفي احد الأيام قدم احد ارهابيي داعش عند باب البيت وعندما فتح زوجها الباب تم اطلاق النار عليه وفارق الحياة بين يديها. وتضيف شيماء: "لقد قتلوه ودمروا حياتي، وقد بقيت في الموصل على مدى ثلاث سنوات من حكمهم لأنه من يحاول الهروب يتم قتله."
وبعد مرور عشر سنوات الان ومحاولة إعادة بناء حياتها بشكل تدريجي عقب تحرير مدينتها من قبضة تنظيم داعش، تقوم الان بالعمل ضمن فريق لإزالة الألغام والعبوات التي خلفوها وراءهم.
وتقول شيماء: "نحن فخورات بان نقول لبقية اقراننا من النساء بانه ليس هناك شيء يمنعهن من العمل."
من جهتها، تقول سناريا ذات الـ31 عاماً، والتي مضت عليها ثلاث سنوات أيضا وهي تعمل ضمن فريق ماغ لإزالة الألغام بعد ان كانت تعمل كفنية في مختبر، انه عندما لا يكون لها عمل بين الجبال في شمالي العراق فانها تقوم بممارسة رياضة التسلق عليها.
تقول سناريا: "لقد تسلقت معظم الجبال في المنطقة اثناء الصيف وفي ظروف الشتاء أيضا، احد أسباب اختياري لهذه المهنة هو حبي ان أكون في الهواء الطلق، نحن نعيش في بلد جميل وانه شيء يبعث على السرور بان نقدم خدمة له، نحن نعرف بانها مهنة خطرة وكذلك الشعور بالقلق والخوف قليلا في اول تجربة بعملية إزالة الألغام، ولكننا لدينا ثقة بمدربينا والخبراء ورؤساء الفريق، ولكنك تجتاز الخوف بسرعة عندما تكون مركزا فقط على الخطوات الصحيحة واتباع الاجراءات المناسبة."
تذكر سناريا، ان الملابس المدرعة الثقيلة تجعل من مهمتنا صعبة خصوصا في أشهر الصيف الحارة ولكن يتم تجاوز ذلك بالالتحاق بالعمل منذ ساعات الصباح الباكرة مع اخذ قسط من الراحة بين فترة وأخرى، مشيرة الى ان الحذر الشديد في المهنة يعتبر أمرا ضروريا للحفاظ على سلامتك وسلامة بقية أعضاء الفريق.
وتضيف: "ولكن عند نهاية يوم العمل تشعر بانك قدمت وانجزت شيئا وتكون فخورا. وعندما اعثر على لغم وابطل مفعوله أقول في نفسي بان هذا اللغم قد يكون سببا بمقتل او جرح احد من الاشخاص او الأطفال الأبرياء الذين لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما تم زرع هذا اللغم في الأرض، هذا يشعرني بالسعادة كثيرا."
عن: موقع ريليف ويب الدولي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الهجمات الجديدة على عين الأسد
سياسية

الهجمات الجديدة على عين الأسد "بلا توقيع".. ما الهدف والانسحاب الأمريكي وشيك؟!

بغداد/ تميم الحسنبدأت عمليات استهداف جديدة على القواعد الامريكية "بلا راعي رسمي" حتى الان، في وقت تشهد قضية انسحاب قوات التحالف من العراق التباساً شديداً.يوم الخميس، كان هناك هجوم بعدة صواريخ على معسكر عين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram