بغداد/ تميم الحسن
بدأت عمليات استهداف جديدة على القواعد الامريكية "بلا راعي رسمي" حتى الان، في وقت تشهد قضية انسحاب قوات التحالف من العراق التباساً شديداً.
يوم الخميس، كان هناك هجوم بعدة صواريخ على معسكر عين الاسد، غربي الانبار، وربما اسخدمت فيه مسيرة كذلك، بحسب بعض الجماعات المسلحة بالعراق.
تشبه حالات القصف الاخيرة على المصالح الامريكية، إسلوب الفصائل المعتاد، لكن لم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم حتى اللحظة.
تقول مصادر متقاطعة لـ(المدى) ان الفصائل التي تضرب في توقيت حساس، يتزامن مع الحوار العراقي- الامريكي لاجلاء قوات التحالف، "تعمل ضد رئيس الحكومة محمد السوداني بشكل شخصي".
الهجوم الاخيرة جاء بعد وقت قصير من انتهاء جولة الحوار الجديدة بين بغداد وواشنطن، تعهدت فيها الأولى بحماية القواعد والبعثات الاجنبية.
وضربت 4 صواريخ "عين الأسد"، التي تضم أكبر عدد من القوات الامريكية بالعراق، فيما قالت مصادر مقربة من الفصائل، ان الهجوم" نفذ بطائرتين مسيرتين و4 صواريخ نوع (ارش-4) عيار 122 ملم".
وهذه الصواريخ هي سلسلة من صواريخ المدفعية الموجهة تنتجها إيران، وتستخدمها روسيا بالغالب في قاذفة الصواريخ الروسية بي إم-21 غراد.
مجموعة الفصائل التي تطلق على نفسها "المقاومة العراقية" لم تعلق على الهجوم، فيما استمرت بنشر البيانات عن قصف اسرائيل.
وصلت الهجمات المعلنة من طرف واحد، على مناطق حساسة في اسرائيل من طرف الفصائل العراقية إلى نحو 150 هجوما منذ تشرين الاول الماضي (اندلاع أحداث غزة).
عشية الهجوم ألمح مهدي الكعبي، عضو حركة النجباء، بان "الهدنة" مع القوات الامريكية مستمرة "لكنها ليست مفتوحة".
الهدنة غير المعلنة بين الطرفين، بدأت في شباط الماضي، على إثر قتل الولايات المتحدة قياديين اثنين من الفصائل في بغداد.
الكعبي قال في حوار تلفزيوني: "نتواصل مع الحكومة عن طريق الاطار التنسيقي لنرى أين وصلت مفاوضات سحب القوات الامريكية"، مشددا بان "المقاومة لن تتوقف عن دعم غزة حتى لو احرج ذلك بغداد".
وكانت "الهدنة" هي فرصة لإعطاء الحكومة الوقت الكافي لإنهاء وجود القوات الامريكية "دبلوماسيا"، بحسب تصريح زعيم العصائب قيس الخزعلي في نيسان الماضي.
ماذا عن الانسحاب؟
قبل أسبوع بدأت أطراف قريبة من الحكومة تروج أنباء الإعلان عن موعد انسحاب قوات التحالف، مع تصاعد شكوك قوى شيعية بالمواعيد التي يتحدث عنها رئيس الحكومة.
وتسربت مواعيد مختلفة لبدء الانسحاب، بدأت من 3 اشهر الى 5 سنوات، ثم جرى تخفيضها الى 3 أعوام وعامين اثنين، بحسب اخر التطورات.
البيان المشترك بعد جولة الحوار التي قام بها وزير الدفاع ثابت العباسي في واشنطن، بعد 3 جولات بالعراق، لم تتضمن كلمة انسحاب.
يقول غازي فيصل وهو دبلوماسي سابق لـ(المدى) ان "الولايات المتحدة لديها 45 قاعدة بالخليج والشرق الاوسط، واكثر من 80 الف جندي، ويجب على واشنطن حماية هذه المصالح".
ووفقاً لنص البيان المشترك، الذي نشرته وكالة الانباء العراقية الرسمية، أن "الولايات المتحدة والعراق يعتزمان مواصلة التشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائي لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)".
وأكد الجانبان أهمية "استمرار العراق في تقديم الدعم للتحالف الدولي لهزيمة (داعش) في سوريا وحول العالم"، كما توصل الوفدان إلى "تفاهم بشأن مفهوم مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية الثنائية، والتي تشمل التعاون من خلال ضباط الاتصال والتدريب وبرامج التعاون الأمني التقليدية".
وبحسب مايتم تسريبه، ان الولايات المتحدة تريد إبقاء "قوات احتياطية" في حال انسحبت بالفعل، فيما لا تعرف حتى الان، حتى الجهات القريبة من الحكومة، عدد ومهمات هذه القوات؟ وكم ستبقى في البلاد؟
وناقش الوفدان كذلك الجهود الرامية إلى بناء القدرات العملياتية لقوات الأمن العراقية من خلال المساعدات العسكرية الأميركية وبرامج التعاون الأمني، بما في ذلك المبيعات العسكرية الأجنبية والتمويل العسكري الأجنبي.
وأكد الممثلون العراقيون التزامهم "المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي".
يوم الأربعاء الماضي، علقت سفيرة واشنطن لدى بغداد، ألينا رومانوسكي، بشأن الحوار الجاري بين العراق والولايات المتحدة في أمريكا، فيما لم تتطرق إلى ملف الانسحاب.
ويقول سياسي قريب من حيدر العبادي، رئيس الوزراء الاسبق لـ(المدى) إن "بقاء قوات تدريب او استشارية امريكية إعلن في 2017 بعد نهاية العمليات العسكرية ضد (داعش)، ثم اعيد في زمن عبد المهدي والكاظمي (رئيسا الوزراء السابقين)".
يعتقد السياسي الذي طلب عدم نشر اسمه أن الحديث عن مدد زمنية للانسحاب هي "خطة من الحكومة لامتصاص غضب الفصائل، وتحقيق نصر دبلوماسي، إذ لا يوجد انسحاب وانما علاقة مستدامة بين العراق وامريكا".
ويشير السياسي إلى أنه "ليس من مصلحة العراق طلب انسحاب القوات الأمريكية خوفا من توجيه إسرائيل ضربات، فيمكن لواشنطن ان تمنع حدوث ذلك دبلوماسيا على الاقل".
هذه التوقعات ربما ستتغير في حال فاز دونالد ترامب، المرشح الجمهوري والرئيس الامريكي الأسبق، بالانتخابات المقبلة.
يقول مصدر سياسي له اتصالات مع دوائر في واشنطن لـ(المدى) إن "ترامب قد يدعو الى انسحاب سريع من العراق في حال فوزه، لكن حتى الان ليس هناك انسحاب وإنما التزام بالاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين في 2008".
المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه يؤكد بان "تصريحات بغداد نفسها منذ 2020، والبيانات المشتركة مع وزارة الدفاع الامريكية متشابهة، وهو تتحدث عن انتقال مهمة التحالف، بمعنى تغيير عنوان الوجود العسكري بالعراق وليس الانسحاب".
الهجمات الجديدة على عين الأسد "بلا توقيع".. ما الهدف والانسحاب الأمريكي وشيك؟!
العراق قد يواجه "اسرائيل" إذا رحلت قوات التحالف
نشر في: 28 يوليو, 2024: 12:21 ص