الموصل / سيف الدين العبيدي
منذ عام ٢٠١٧ والحملات الثقافية مستمرة في الموصل لغاية اليوم، وتقدم بطرق شتى، وبين فترة واخرى تظهر مبادرات تهدف الى تنشيط حركة قراءة الكتب في المجتمع الموصلي بدءاً من مهرجان القراءة الاول الذي اقيم بعد تحرير الموصل بشهرين فقط ووزع فيه الالاف من الكتب المجانية، تبعها تشييد رصيف الكتب، وتأسيس اندية للقراءة، وهذه المرة فكر عدد من الشبان والفتيات بتأسيس مكتبة صغيرة في حديقة الموصل العامة تعمل بنظام استعارة الكتب داخل الحديقة فقط التي تتواجد فيها العوائل الموصلية بشكل يومي وبكثافة، فقام ١٥ فتاة وشابا من مؤسسة تطوع معنا في تشييد ٣ خزانات او رفوف صغيرة مصنوعة من الحديد وملئوها بالكتب المتنوعة، في مبادرة هي الاولى من نوعها في الحدائق العامة بأم الربيعين اطلقوا عليها اسم (جيل واعي) ، وذلك من من اجل تشجيع الناس على القراءة واعادة ثقافة الاهتمام بالكتب لكافة فئات المجتمع. عمر محمد المشرف على المبادرة بحديثه لـ(المدى) اوضح ان فكرة انشاء مكتبة في حديقة عامة تحصل لأول مرة بالموصل، واختيار هذا المكان لإن الناس تتواجد به بأعداد كبيرة، ومن كافة الثقافات ومستويات التعلم، لذلك يرى ان هذا الموقع هو مناسب جداً، ولكي تكون حركة ملفتة تشجع الباقيين على انشاء مثل هكذا مكتبات في اي حديقة عامة سواء بنينوى او العراق اجمع.
واضاف ان المكتبة فيها ١٠٠ عنوان في مجالات متنوعة منها كتب الاطفال، التاريخ، الاجتماع، الروايات، القصص، وكذلك كتب تتكلم عن تاريخ الموصل وتراثها، وبين ان ادارة منتزه الموصل التابع للبلدية سوف تتولى مهمة متابعة الاهتمام بالكتب ومنحها للقراء من العوائل المتواجدة داخل الحديقة. واكد ان هدف هو نشر ثقافة قراءة الكتب وجعل الكتاب قريب من جميع افراد المجتمع، حيث في السابق كانت المتاجر وصالونات الحلاقة تحوي على مجلات وصحف وكتب تضعها بين ايدي زبائنها، وانه لابد من ارجاع الكتاب الى الموصليين لمواجهة اجتياح مواقع التواصل الاجتماعي لعقول الناس، واشار الى انه من الممكن ان يتبرع الناس بكتبهم التي لا يحتاجونها لهذه المكتبة من اجل استمرارها.
مدير المبادرة وفاق احمد بحديثه لـ(المدى) وصف هذا العمل بأنه تحدي لظروف الحفاظ على الكتاب، ونشر الثقافة والكتب وإعادتها الى موقعها الطبيعي في الحياة، واوضح ان العوائل الحاضرة مع اطفالهم كان لهم تفاعل كبير مع المكتبة، والبعض من كبار سن استعاد ذكرياته مع شارع النجفي وايام استعارة الكتب من هناك، وبين انهم سيسعون كفريق الى تطوير هذه المبادرة بالفترات القادمة وفق مؤشرات نجاحها، خاصة ان فترة موسم الخريف تكون فيه القراءة بكثافة، وطالب وفاق من المجتمع بالتعاون معهم في سبيل نشر المبادرة على نطاق واسع في جميع الاماكن العامة بالموصل، واكد انه سيتم متابعة المكتبة بشكل مستمر وان العناوين سيتم استبدالها بين فترة واخرى في اطار تلبيية متطلبات شريحة الاطفال واليافعين.
الاوساط الثقافية تفاعلت كثيراً مع المبادرة من قبل كتاب والمحبين للقراءة وانتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، احمد يوسف وهو واحد من المهتمين جداً بالقراءة يقول للمدى ان شباب ام الربيعين اعتادوا على إطلاق مبادرات مجتمعية عديدة ومتنوعة، وان هذه المبادرة هي نواة لنشر عودة ثقافة القراءة في الاماكن العامة، وزرع هذه الثقافة في عقولهم، واكد ان اي خطوة في اتجاه التشجيع على القراءة سوف تحدث تأثيراً حتى ولو كانت بشكل بسيط.
