 بغداد/ المدىفرضت تهديدات تنظيم القاعدة الإقامة الجبرية على أعياد الميلاد لمسيحيي العراق.وألغى المئات منهم قداس المساء في بغداد، ليتحول إلى مراسيم تقليدية صباح أمس السبت خلت منها أجواء الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة. ودعا المجلس المركزي لكنائس العراق أتباعه إلى إلغاء أجواء الاحتفال والاقتصار على أداء الصلاة والقداس في الأديرة والكنائس.
لكن العديد من المسيحيين العراقيين نقلوا تلك المراسيم إلى بيوتهم في إشارة واضحة على أجواء القلق التي تخيم على المناسبة.وأحيطت كنائس بغداد والموصل بالجدران الكونكريتية وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها عمليات المدينتين.وقررت السلطات الأمنية اتخاذ تدابير احترازية إضافية فشرعت بوضع أسيجة اسمنتية بارتفاع يصل إلى ثلاثة أمتار حول معظم الكنائس في بغداد وهو أسلوب تتبعه السلطات الأمنية منذ فترة عند أي مكان أو موقع مهم للوقوف بوجه الهجمات الدامية.ولم يظهر على الكنائس في بغداد اي مظهر من مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية التي عادة ما تبدأ مراسيمها في بغداد ابتداءً من مثل هذا التاريخ من كل عام.في السياق ذاته، يرى ناشطون مدنيون أن التهديدات الإرهابية لتنظيم القاعدة مع الإجراءات الأخيرة التي اتخذها مجلس محافظة بغداد بغلق النوادي الاجتماعية ساهمت في أن تتحول هذه الأعياد إلى مجرد طقوس دينية يمارسها المسيحيون، وغابت عنها علامات الفرح والبهجة التي اتسمت بها هذه الأعياد في العقود الماضية.من جانبه، قال احد ضباط الشرطة في بغداد إن "الإجراءات الجديدة جزء من خطة أمنية لحماية الكنائس في بغداد".ويقول القس ميسر القس بطرس وهو يتحدث إلى الحشد المتواجد في كنيسة السيد المسيح في بغداد "نعم، نحن مهددون لكننا لن نتوقف عن الصلاة"، مضيفا "إننا لا نريد أن نترك الوطن لأننا سنترك فراغا فيه".وقال "لكننا حذرون ولا نبدأ بكره حتى الذين يقومون بقتلنا لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون..". وكان عدد المسيحيين البالغ مليون شخص في السنوات السابقة قد تضاءل خلال الـ 26 سنة الأخيرة وخصوصا بعد عام 2003 مع ارتفاع وتيرة العنف عام 2007 وقد دعا ديوان الوقف المسيحي يوم الثلاثاء الماضي الدولة لتكوين منطقة يستطيع أن يعيش فيها المسيحيون بأمان.في أنحاء العراق كافة قامت الكنائس بإلغاء أو تخفيف طقوس الاحتفالات بأعياد الميلاد هذا العام ردا على التهديدات وتكريما لأرواح ما يقرب من 60 مسيحيا عراقيا قتلوا في شهر تشرين الأول الماضي حينما اقتحم الإرهابيون كنيسة سيدة النجاة وقاموا بتفجير أنفسهم حيث هربت بعد الحادث أكثر من ألف عائلة مسيحية إلى إقليم كردستان بينما توجه البعض الآخر إلى الأردن وسوريا وتركيا.أما في الموصل، فقد اقتصرت احتفالات المسيحيين في محافظة نينوى، أمس السبت، بعيد الميلاد المجيد داخل الكنائس ودور العبادة، تضامنا مع أسر ضحايا كنيسة سيدة النجاة، فيما عبر العديد من المسيحيين عن حزنهم خلال القداس على ضحايا وشهداء العراق جميعا ومنهم أبناء طائفتهم.التفاصيل ص3 و7