المدى/ متابعة
سجلت أسهم شركة وحدة السيارات الكهربائية التابعة لـ"إيفرغراند" انخفاضاً حاداً في تعاملات صباح اليوم الاثنين، بعد أن طلب دائنون من وحدتين تابعتين للشركة الحصول على موافقة المحكمة لبدء إجراءات الإفلاس وإعادة التنظيم.
وخلص أحدث استطلاع لمركز أبحاث الطاقة الشمسية والهيدروجينية في ألمانيا إلى أن أعداد السيارات الكهربائية مستمر في الزيادة بصورة سريعة في أنحاء العالم.
وقال المركز، إنه كان هناك نحو 42 مليون سيارة بمحركات كهربائية في نهاية 2023، أي بزيادة بنسبة 50% مقارنة 2022 بعام.
ويشمل العدد السيارات الكهربائية والهجينة وأنواع أخرى.
ووفقا للمركز، فإن هناك 23.4 مليون سيارة كهربائية في الصين، أي أكثر من نصف عدد السيارات في العالم.
وجاءت في المرتبة الثانية الولايات المتحدة بواقع 4.8 مليون سيارة.
وحلت ألمانيا في المرتبة الثالثة بواقع 2.3 مليون سيارة، قبل فرنسا والمملكة المتحدة بواقع 1.6 مليون سيارة و1.5
مليون سيارة على التوالي.
وواصلت الصين تصدرها لسوق السيارات الكهربائية في العالم، إذ إن نصف المركبات من هذا النوع على الطرق في جميع أنحاء العالم يوجد الآن في الصين، وقد تجاوزت بالفعل هدفها لعام 2025 لمبيعات سيارات الطاقة الجديدة.
واستحوذت السيارات الكهربائية على حصة 60% من مبيعات الصين للسيارات بكل أنواعها خلال السنة الماضية.
ثورة تكنولوجية
وتحولت صناعة السيارات الكهربائية إلى حلبة صراع آخذة بالاتساع بين الصين والغرب، بسبب اتهامات أوروبية بأن الحكومة الصينية تدعم شركات السيارات الكهربائية، وبالتالي تملك قدرة على إنتاج مركبات رخيصة.
وتتمتع السيارات الكهربائية بما يكفي من المميزات لإقناع قائدي المركبات بالتحول إليها، حسب ما تظهر الدراسات العالمية، في وقت أدى التطور المتسارع والمنافسة بين الشركات المصنعة إلى التغلب على بعض أكبر عيوبها الشائعة.
ويقول توني لطيف -أحد المؤثرين المتخصصين في السيارات الكهربائية في العالم العربي عبر صفحات التواصل الاجتماعي لمصادر صحفية، إن الثقل الأكبر لتكاليف التشغيل بالنسبة لمستخدمي السيارات التقليدية يتركز في الوقود والصيانات الدورية، أما الوقود فلا تحتاجه السيارات الكهربائية، وهو ما يستتبع بالضرورة التوقف عن الاستبدال الدوري لقطع غيار مرتبطة بحرقه.
لكن ثمة صيانات دورية لا بد أن تجري على السيارة، فالتغيير الدوري لقطع المكابح على سبيل المثال لا غنى عنه في أي سيارة، أو إعادة ربط مكونات الجر، إلا أن هذه التكلفة في السيارات الكهربائية تقدر بنحو 10% مقارنة بمثيلتها ذات محركات الاحتراق الداخلي.
السيارات الكهربائية والبيئة
واحتلت تأثيرات صناعة السيارات الكهربائية أهمية كبيرة وجاذبية في الوقت الذي يشكل فيه الحد من التلوث وانبعاثات الكربون مصدر قلق عالمي واسع، وخصوصاً أن الأبحاث أظهرت أن السيارات الكهربائية أفضل للبيئة لأنها أقل تلوثاً للهواء من حيث الغازات وبالتالي تحسين نوعية الهواء، ما يترك المجال واسعاً للتساؤل حول كيفية تأثير السيارات الكهربائية على المناخ؟ وهل يؤدي انتشارها إلى تراجع انبعاثات الكربون؟
في عام 2019، توصلت دراسة إلى أن واحدة من السيارات الكهربائية الأكثر شعبية (نيسان ليف) التي يزيد عمرها عن 90 ألف ميل، ينبعث منها 31 طنا متريا من ثاني أكسيد الكربون طوال دورة حياتها بناء على الانبعاثات الناتجة عن تصنيعها واستهلاكها للكهرباء ومتوسط مزيج الوقود والتخلص النهائي منها.
وإذا ما قورنت بسيارة "مرسيدس إيه 160″مماثلة، فإنه خلال عمر التشغيل نفسه سينبعث منها 34 طنا فقط عبر إنتاجها واستهلاك الديزل والتخلص النهائي، ويتساوى مع هذه السيارة الكثير من السيارات الأخرى.
أمّا سيارة تسلا، ملك السيارات الكهربائية، فينبعث منها نحو 44 طنًا، أي أقل بخمسة أطنان فقط من سيارة "أودي إيه 7" مماثلة، أي أنه طوال عمر السيارة الكهربائية سينبعث منها كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون بمقدار 3 إلى 5 أطنان فقط مقارنة بالسيارة العادية.
وعلى الرغم من أن معدل إنتاج ثاني أكسيد الكربون لكل ميل أقل بنسبة 50% من السيارات التي تعمل بالغاز، فإن السيارات الكهربائية تبدأ حياتها على الطريق ببصمة كربونية أكبر بكثير بسبب إنتاجها الذي يعوض الفارق في قيادتها لفترات أطول.
مخاطر
فيما كشفت نتائج دراسة جديدة أن السيارات الهجينة والكهربائية تشكل ضِعف الخطر الذي تشكله سيارات البنزين والديزل التقليدية على مستوى حوادث الاصطدام بالمشاة والعابرين.
وتناولت الدراسة بيانات لسيارات كهربائية سارت بمجموعها أكثر من 50 مليار كيلومتر، وبيانات أخرى لسيارات تقليدية قطعت أكثر من 4 تريليونات كيلومتر في المملكة المتحدة، وأجرى الباحثون فحصا شاملا لجميع التقارير الحكومية التي تتضمن كافة الإصابات التي يتعرض لها المشاة الناجمة عن الاصطدام بالسيارات بين عامي 2013 و2017.
ومن بين 96 ألفا و285 حالة اصطدام للمشاة، وجد الباحثون أنّ السيارات الهجينة أو الكهربائية تشكل 2% فقط من تلك الحالات، بينما تمثّل سيارات الديزل أو البنزين 74%.
وعلى الرغم من ذلك، وبقياس النسبة والتناسب للمسافات التي يقطعها كلٌ منهما، فإنّ متوسط معدّل الضحايا السنوي لكل 160 مليون كيلومتر للسيارات الهجينة أو الكهربائية كان يمثل ضِعف المعدل الذي تتسبب به سيارات الديزل أو البنزين.
وفي لغة الأرقام، فإنّ معدل حوادث السيارات الهجينة والكهربائية يعادل 5.16 لكل 160 مليون كيلومتر، مقارنةً بـ2.40 للسيارات التقليدية.
ويُنظر إلى السيارات الكهربائية بوصفها التكنولوجيا الأساسيّة لتقليص انبعاثات الكربون في قطاع النقل البري الذي يمثل حوالي سُدس الانبعاثات العالمية.
ويبلُغ متوسّط درجة حرارة سطح الأرض العالمية اليوم حوالي 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، ممّا يؤدي إلى موجات حرّ وظواهرَ جوية متطرفة -إذ سُجلت أرقام قياسية هذا العام- حتى قبل بلوغ انبعاثات غازات الدفيئة ذروتها.