خاص/ المدى
تصاعدت وتيرة العمل بمشروع ميناء الفاو الكبير بمحافظة البصرة جنوبي العراق على أمل إنجازه في أقصى حد ممكن، إذ عقدت الموانئ العراقية اجتماعات متعددة ومتكررة مع الجانبين الإيطالي والكوري وهيئة مشروع ميناء الفاو؛ لغرض مراجعة الخطط والعمل على تسريعها، وتذليل الصعاب إن وجدت.
ويعد ميناء الفاو الكبير من أهم المشاريع الستراتيجية في العراق، ويمثل نقطة انطلاق لمشروع "طريق التنمية" الذي سيربط البلاد بأوروبا من خلال تركيا.
ويقول مدير الموانئ العراقية فرحان الفرطوسي، في حديث لـ(المدى)، إن "الاعمال في النفق المغمور تسير بوتيرة عالية ومتسارعة وحسب ما هو مخطط له".
وأضاف، أن "الاعمال اتخذت مسارين، الأول تمثل بالقطع التي تشكل الجزء المغمور وتصنيعها في حوض النفق المغمور، أما المسار الاخر الذي عُمل عليه هو الأسلوب الذي يشكل مداخل النفق من جهة أم القصر والفاو".
وأشار الى أن "الموانئ العراقية عقدت اجتماعات متعددة ومتكررة مع الجانبين الإيطالي والكوري وهيئة مشروع ميناء الفاو؛ لغرض مراجعة الخطط والعمل على تسريعها، وتذليل الصعاب إن وجدت".
ولفت الفرطوسي الى، أنه "خلال الأيام المقبلة سنعلن عن استكمال عدد اخر من القطع الخاصة بالنفق المغمور ضمن مشروع ميناء الفاو الكبير".
ويقع الميناء الذي تبنيه شركة "دايو" الكورية الجنوبية باتفاقية تبلغ قيمتها نحو 5 مليارات دولار، عند مصب شط العرب، حيث يلتقي نهرا الفرات ودجلة قبل أن يصبا في البحر، ومن المتوقع أن يكون الميناء الأكبر في الشرق الأوسط عند اكتماله.
وسيتم بناؤه على مساحة 54 كيلومترا مربعا وتبلغ طاقته الاستيعابية 90 مرسى، وقد دخل "حاجز الأمواج" التابع للميناء البالغ طوله حوالي 14 ألفا و523 كيلومترا، موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول حاجز أمواج في العالم.
من جهته، يقول الباحث في الشأن الاقتصادي، حيدر الشيخ، في حديث لـ (المدى)، إن "ميناء الفاو الكبير يعد من أهم المشاريع الاستراتيجية في العراق"، مبينا أن "المشروع يعزز من موقع العراق على خريطة التجارة العالمية، ويشكل خطوة هامة نحو التنمية الاقتصادية المستدامة، فضلاً عن موقعه الاستراتيجي الذي يجعله بوابة رئيسة للتجارة البحرية في العراق ومنطقة الشرق الأوسط".
وأضاف، أن "الميناء يسهم في تنشيط الاقتصاد العراقي من خلال توفير فرص عمل جديدة وتعزيز النشاطات التجارية والصناعية".
وأشار الباحث الاقتصادي الى، أن "الميناء يتيح للعراق تصدير واستيراد البضائع بسهولة أكبر، مما يقلل التكاليف، ويحسن من كفاءة النقل والتوزيع".
ولفت الى، أن المشروع "يسهم في تنمية المناطق الجنوبية للعراق من خلال تحسين البنية التحتية والخدمات"، مشيرا الى، أنه "من المتوقع أن يحقق الميناء إيرادات كبيرة للدولة من خلال الرسوم الجمركية والضرائب المرتبطة بحركة البضائع".
وفي أيار أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على المضي في إنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير في نهاية العام 2025، جاء ذلك خلال متابعته عبر دائرة تلفزيونية، سير العمل في مشروع ميناء الفاو الكبير.
ووضع العراق حجر الأساس لمشروع الميناء الكبير في مدينة البصرة جنوبي البلاد، قبل أكثر من 13 عاما، ووصف حينها بأنه "أبرز علامات المرحلة الجديدة في العراق".
وبالإضافة إلى محطة الحاويات وأعمال الميناء، سيشمل المشروع بناء واحد من أكبر الأنفاق تحت سطح البحر في العالم، يؤدي إلى ميناء أم قصر الضحل، فضلا عن طرق جديدة لتحسين الاتصالات مع البصرة، وفقا لموقع Global Construction المتخصص بأعمال الإنشاء حول العالم.
وفي شباط الماضي أكمل العراق بناء حوالي 60 في المئة من نفق تحت البحر يربط المنطقة الساحلية في أقصى جنوب البلاد بروابط التجارة الدولية عبر تركيا، وفقا لرويترز.
ومن المتوقع أن يمتد النفق المغمور بطول 2444 مترا على طول الطريق من ميناء الفاو التجاري الكبير في البصرة في إطار خطة أكبر لتطوير الميناء.
ويأمل العراق أن يخلق النفق ممرا أقصر للنقل بين الشرق الأوسط وأوروبا لزيادة عائداته التجارية من نقل البضائع.