اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > اقبال كبير على اكاديمية الفنون...والطلاب يتحدثون عن كسر التقاليد وطفر الموانع

اقبال كبير على اكاديمية الفنون...والطلاب يتحدثون عن كسر التقاليد وطفر الموانع

نشر في: 26 ديسمبر, 2010: 04:56 م

وائل نعمةتصوير/ادهم يوسفهل يمكن تصور تقدم ونهضة بدون فن؟ وما هي نسب مجازفة طلبة كلية الفنون , وسط محاولات البعض فرض بعض الاراء والقرارات المقيدة للحريات؟ وما مدى تأثيرالافكار الظلامية على الطلبة؟
هذه الاسئلة وغيرها كانت حاضرة في ذهني وانا اتوجه الى اكاديمية الفنون الجميلة التي وجدت مناسباً ان ابدأها بقصة مريم التي استطاعت تجاوز كل العقبات وتحقيق مآربها بالدخول في اكاديمية الفنون. وقصة مريم تبدأ مع دوائر صغيرة متداخلة مع بعضها،تخترقها الخطوط العبثية،الوان غير متجانسة، ورسوم مختلفة فسمكة هنا،وشجرة هناك. هكذا كانت بدايات مريم مع الرسم التي  ظهرت منذ نعومة اظافرها.فاللوحات غير المعروفة،والشخصيات الافتراضية التي كانت تخترعها من بنات افكارها وتضعها على كراستها الوردية،جذبت انظار الام اليها، التي راحت تشجعها على ان تقضي اوقات فراغها بعد الانتهاء من فروضها المدرسية بمسك الالوان واختراق بياض الاوراق بشخصيات كارتونية و مناظر طبيعية.rnتنامت الموهبة لدى مريم الصغيرة،ولفتت انظار الاب،القاسي الطباع،لكن لم يستطع الا ان يبعد سحابة الغضب عن قسمات وجهه،ليبتسم امام موهبة ابنته،التي راحت تتنوع يوما بعد يوم لتمسك بـ"صابونة"الغسيل لتنحت عليها أشكالاً مختلفة،ووبخت أكثر من مرة لانها تعبث بالطين واي مواد بناء تقع بين يديها، محاولة ان تصنع منها صحنا او كأسا او اي شيء آخر  شبيه بأدوات المطبخ.كانت موهبتها قد طغت على دراستها،وباتت لاتحب غير الرسم والنحت،تعثرت بالدراسة لمرات عدة،لانها تقضي معظم وقتها في الرسم،استطاعت ان تشارك في معارض فنية في ايام الابتدائية واستمرت حتى المتوسطة،حينها قررت الالتحاق بمعهد الفنون الجميلة لتكمل مشوارها.rnلامشكلة مع الاناث المعهد كان قد فصل عن الذكور،لذلك لم تلق مريم معارضة شديدة من والدها،رغم اصراره على اكمال دراستها في مدرسة اعدادية والدخول الى احدى الكليات الهندسية او العلمية،لكن تعثر مريم في الدروس اجبر الاب على الموافقة،على الرغم من اعترافه بموهبتها التي كانت المحرك الاساسي في اصرارها على الالتحاق بالمعهد،لكنه كان لايرى ان الموهبة لوحدها كافية لان يدير الانسان دفة حياته باتجاهها ويقرر دراسة شيء لاينفع في المستقبل كما كان يقول لها دوماً!لم تتراجع موهبتها في المعهد،بل على العكس تطورت وصقلت بالدراسة،واكدت للجميع بانها موهوبة وانها ستكمل في هذا المجال الى النهاية،حتى استطاعت ان تكون من العشرة الاوائل في المعهد ويكون الطريق امامها معبدا للدخول الى اكاديمية الفنون الجميلة. مريم هذه المرة كانت مترددة بعض الشيء من الدخول الى الاكاديمية،نظرا لما كانت تسمعه من كلام وضجة حول طبيعية الاكاديمية والنظرة المتدنية التي كان ينظر بها البعض الى معقل الفنون في بغداد،لكنها أصبحت بين نارين،نار موهبتها وطموحها،ونار رفض الاب والاقارب والجيران لدخولها الى الاكاديمية،لم يكن غير صوت والدتها الخفيض هو من يشجعها بالسر،ويدعمها ويطلب منها ان تواصل مسيرتها.rnالتماثيل الاصنام وكانت وقتها قد تضاربت  انباء تتحدث عن نية وزارة التربية اصدار قرار بمنع تدريس مادتي المسرح والموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد ورفع التماثيل من مدخل المعهد دون إبداء الأسباب.. ومع ان الوزارة من جانبها نفت نيتها بالقيام برفع التماثيل او منع تدريس اي من المواد،غير ان ما يثير الخوف الكبير عند الطلاب في المعهد والاكاديمية ايضا ان يصبح هذا الامر حقيقة وان ينسحب القرار على كلية الفنون الجميلة, بفعل تأثير بعض الافكار الظلامية التي تحاول ان تخنق جو الحريات.ريم كسرت حاجز الخوف من الدخول الى الاكاديمية،واستطاعت ان تبرم اتفاقاً مع والدها،يتضمن قيامه بعد فترة من انتظامها بالدوام بزيارة الاكاديمة والتأكد من انها تقدم فنا نبيلا كما كانت مريم تحاول القول له دائما.لاشك في ان اليوم الاول في الحياة الجامعية يكون له طعم مميز يختلف عن باقي الايام،ولم تكن مريم متلفهة للدخول الى الكلية فقط،وانما كانت تريد الدخول الى مراسمها وقاعاتها،وكانت تريد ان تضع بصمة لها في كل ركن من اركانها. ربما نسيت بعض الشيء الكلام الذي دار قبل ايام مع والدها،والاتفاق الذي التزم به،او بالاحرى اصبحت واثقة منذ اليوم الاول بانها لن تبرح ارض هذا المكان مالم تحقق ماتصبو اليه،وفي الاقل ان تتخرج قبل ان تقطع احلامها "فرمانات" اجتماعية وتقاليد بالية وافكار رجعية.الكلام الذي يدور حول منع المسرح ومنع الموسيقى وان التماثيل التي تنحت من قبل الطلاب او الفنانين في داخل الاكاديمية هي اصنام،لم نجد له صدى بين الطلاب.فهم قد سمعوا بذلك عبر وسائل الاعلام ومن الجهات المتشددة ومن الذين يريدون ان يتصيدوا بالماء العكر، لكن حبهم لدراستهم وموهبتهم اكدت وبشكل لايقبل الشك ان هذا الكلام لن يجد طريقه اليهم.ربما كانت مريم مثالاً حياً على هذا الكلام  فهي الفتاة التي استطاعت ان تقدم فكرة اخرى عن الاكاديمية وجعلت والدها يفخر بوجودها بين زملاء واساتذة يعشقون الفن،ووجهت دعوة مفتوحة الى كل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram