 سوزان طاهر

أماد- ئافاهيا -أمادي- ومن ثم آميدي، واخيراً العمادية، جميعها أسماء تطلق على تلك المدينة التي تتربع على عرشها الصخري الكبير وسط طبيعة خلابة يندر وجودها في أغلب بلدان العالم، لتشكل عاملاً لجذب الزوار والسياح، فضلاً عن وجود أقدم الآثار فيها لأنها تعتبر من المدن القديمة التي تروي تاريخ الكرد.
يعد قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك واحداً من أجمل مدن العراق والشرق الأوسط، لما يتمتع به من مناظر خلابة وسحرٌ جمالي، يضم شلالات وبحيرات وكهوف تعود لعصور قديمة لتصبح الوجهة المفضلة لدى السياح، لعل أبرزها مصيف سولاف وكلي شيرانة، كما يعتبر القضاء السلة الاقتصادية لدهوك وإقليم كردستان بشكل عام، بسبب طبيعة الأرض الزراعية، حيث تشتهر بزراعة اللوز والجوز والزبيب بانواعه، فضلاً عن السمسم ومجموعة من الفواكه والخضروات.
وبالرغم من كل تلك الميزات التي تشتهر بها العمادية، لكن سكانها يعانون من تزايد معدلات الفقر والبطالة، حتى لم تنعكس طبيعة المدينة الخلابة وأجوائها الساحرة، فضلاً عن الموارد الاقتصادية التي تتمتع بها، على وضع السكان هناك.
والعمادية مدينة يحضنها جبل متين من الشمال، وجبل كاره من الجنوب، وتلفها العيون والينابيع المتدفقة لترسم صورة فريدة لمدينة تسكن قلعة ترتفع (1400م) عن سطح البحر، بيضاوية الشكل ترتكز على قطعة صخرية واحدة محدودة المساحة تقدر بحوالي (3600م2) تكثر فيها الجداول والينابيع والعيون، تحيط بها البساتين من كل الجوانب حيث تبدو وكأنها حجر كبير وسط حديقة غناء.
مدينة تصغر ولا تكبر قلعة تنهشها قساوة الطبيعة، ولم تستطيع مقاومتها، فهي لا تستوعب ابناءها الجدد لضيق المساحة والمكان.ويقول المؤرخ والأكاديمي في جامعة دهوك فؤاد صحبت إن العمادية بلدة تتبع محافظة دهوك، بنيت فوق إحدى الصخور العملاقة على سفح جبل.
مبيناً في حديثه لـ(المدى) أن "تاريخ العمادية يعود إلى حوالي ٣٠٠٠ عام ق ب، وتبعد ٩٠ كم من مدينة دهوك، وهي محاذية لتركيا، وتقع على ارتفاع ١١٨٥ م فوق سطح البحر".
وأضاف أن "طول المدينة كيلومتر واحد فقط وعرضها ٥٠٠ م، ويعيش فيها الآلاف من العوائل واعتمدوا على الزراعة منذ القدم، والمدينة تصغر ولا تكبر، كونه لا يمكن إجراء توسعة على المدينة".
وأشار إلى أن "طريقة بناء العمادية بالحجارة القديمة وكثرة الأزقة، تمنع توسعها العمراني إطلاقا، لذلك بدأت المئات من العوائل بهجرة المدينة مؤخراً". وذكر الخبير الجيولوجي كاميران حسين أن مدينة العمادية التي تقع في محافظة دهوك هي إحدى المدن التي لا تستطيع النمو ولا التوسع في مبانيها.ويقول في حديثه لـ (المدى) إن "العمادية ذات الطبيعة الخلابة الساحرة بنيت فوق جدع شجرة عملاقة متحجرة من الأشجار التي كانت في الأرض، وترتفع 1400 متر عن سطح البحر وتضم خمس بوابات قديمة".
وبين أن "العمادية أو أميدي كما يطلق عليها باللغة الكردية تشتهر بمواقعها الأثرية من البوابات والجوامع واضرحة سلاطين حكموا المنطقة في بوتقة امارة بادينان بالقرن السادس الميلادي والزاخرة بتخريج مشاهير في مجالات العلم والفن والثقافة والتربية".
وتابع أن "ما يميز العمادية هو موقعها السياحي الخلاب، وأبرز آثار العمادية، هي بوابة بادينان، وتم إزالتها لتوسيع القضاء، كما أن مدرسة قوبهان هي واحدة من أهم معالم المدينة، وتوجد فيها أيضاً، المقبرة السلطانية وجسر عيسى، وهذه المواقع خضعت للترميم، لكن الاهتمام الحكومي مايزال محدوداً".
وأطلقت حملات في مواقع التواصل الاجتماعي لإدراج العمادية على لائحة التراث العالمي التي تصدرها منظمة اليونسكو، لجذب السياح من محافظات العراق المختلفة، فضلاً عن القادمين من الدول الأخرى.
مواطنون يؤكدون أن العمادية ذات طبيعة خلابة وساحرة وفيها مواقع سياحية أفضل مما موجود في تركيا ودول أوروبية أخرى، ولكنها بحاجة للاهتمام الحكومي الأكبر.
راميار وهو مواطن من أهالي قضاء العمادية أشار في حديثه لـ(المدى) إلى أن "العمادية تحتاج لاهتمام حكومي أكبر، من خلال توفير الفنادق والمطاعم وتعبيد الطرق المؤدية للمواقع السياحية، وتعبيد الطرق الجبلية الوعرة".