اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > اللحوم الحمراء في العراق.. تحت رحمة الاستيراد وارتفاع أسعار المحلي

اللحوم الحمراء في العراق.. تحت رحمة الاستيراد وارتفاع أسعار المحلي

نشر في: 30 يوليو, 2024: 09:50 م

المدى/ متابعة
أعلن الحرس الثوري الإسلامي في إيران، اليوم الثلاثاء، إحباط تهريب ألفي رأس من الأغنام باتجاه العراق، فضلا عن 250 حصانا و6500 زجاجة مشروبات كحولية، وبينما أشار إلى ارتفاع مكافحة التهريب هذا العام بنسبة 100%، تطرح تساؤلات عما إذا كان هذا الإعلان قد يفسر سبب ارتفاع أسعار اللحوم في العراق خلال الأشهر الماضية وحتى ألان.
ويشهد العراق منذ منتصف العام الماضي والعام الحالي تصاعداً كبيراً في أسعار اللحوم الحمراء، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع الذي يعد فرصة للتجار لممارسة الجشع واستغلال المواطن، حيث أدى هذا الارتفاع إلى عزوف المواطنين عن شرائه، بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن العراقي، وتراجع قيمة الدينار العراقي الذي أدى إلى حدوث حالة من الركود الاقتصادي في الأسواق العراقية.
فساد
وكشف عضو لجنة الزراعة النيابية النائب ثائر الجبوري، في حزيران الماضي، عن ثلاثة أسباب وراء ارتفاع أسعار اللحوم في العراق، مؤكدا وجود جهود ربما ستساهم في انخفاضها خلال الفترة المقبلة.
وقال الجبوري في حديث تابعته (المدى)، إن "أسعار اللحوم في العراق مرتفعة جدا، وهناك شرائح واسعة ليس بمقدورها شراءه رغم جهود الحكومة في توسيع دائرة الاستيراد وتبسيط الإجراءات لدفع التجار والشركات لضخ اللحوم بكل أنواعها للأسواق".
وأضاف، إن "هناك ثلاثة أسباب وراء ارتفاع أسعار اللحوم في العراق، أبرزها، أن عملية إدخالها يشوبها فساد في بعض المحاور، وهذا الأمر مهم، وسيطرح في أولى جلسة لّلجنة الزراعة النيابية من أجل فتح تحقيق موسع وجمع الأدلة، يضاف إلى ذلك بأن الأسعار ترتبط بمبدأ العرض والطلب ومستوى الاستهلاك العام وتأثير المنتج المحلي على بورصة الأسعار".
وأشار إلى أن "الاستهلاك في العراق لّلحوم مرتفع، لكنه لا يبرر الارتفاع العالي في الأسعار"، مؤكدا أنه "مع جهود خلق مرونة في الاستيراد ربما تنخفض في الفترة المقبلة".
إعلام إيرانية نقلت عن العقيد نخشي في الحرس الثوري الإسلامي في إيران، قوله، إن "الحرس الثوري الإسلامي يدعم اقتصاد البلاد في جميع القطاعات، وخاصة الضعيفة، ولن يسمح لبعض والمهربين بإفراغ مائدة الناس، وضُبِط ألفي رأس من الأغنام على حدود بيرانشهر مع العراق".
وأكد أنه "تم ضبط أيضا 250 حصانًا و6500 زجاجة مشروبات كحولية من حدود بيرانشهر مع العراق"، مشيرا إلى ان "الحرس الثوري في بيرانشهر زاد من مكافحة تهريب الماشية بنسبة 100٪ خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام مقارنة إلى العام الماضي".
بينما قال نائب رئيس تحسين الإنتاج الحيواني ل‍منظمة الجهاد الزراعي في أذربيجان الغربية عن آثار وعواقب تهريب الماشية، ان هؤلاء المهربون في المناطق الحدودية يواجهون نقصا في الماشية في البلاد مع الخروج غير القانوني والتهريب، وفي نهاية المطاف لحوم البلاد ستخرج إلى الخارج، ويقل العرض".
وطلب المهندس بوستانجي من مربي الماشية العمل الجاد لمنع تهريب الحيوانات والحفاظ على الاحتياطيات الوراثية للبلاد من خلال ختم لوحات ترخيص حيواناتهم، ودعا إلى تكثيف الحرب ضد تهريب الماشية وزيادة الرقابة والنظر في سياسات الحوافز والدعم لأصحاب الماشية الفعالة في مكافحة تهريب الماشية.
وتمتلك أذربيجان الغربية أكثر من مئة كيلومتر من الحدود المشتركة مع العراق، فيما تطرح تساؤلات عما إذا كانت مكافحة تهريب الماشية من إيران إلى العراق والتي ارتفعت 100% بحسب قول الحرس الثوري، قد تكون هي وراء ارتفاع أسعار اللحوم في العراق، حيث أدى هذا النشاط إلى نقصان في العرض داخل العراق.
سوء المستورد
وتواصل أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعها غير المسبوق في العراق، حتى وصل سعر الكيلوغرام الواحد للحم الغنم إلى 22 ألف دينار ما يقارب 15 دولاراً أمريكياً، و18 ألف دينار نحو 12 دولاراً للحم الأبقار، رغم إعلان وزارة الزراعة استيراد 25 ألف عجل في محاولة لخفض الأسعار.
مدير عام دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، وليد محمد رزوقي وفي حديث سابق أكد، إن " القصابين لا يذبحون المواشي المستوردة مباشرة حال وصولها، بل يتركونها ترعى من أسبوع إلى حتى شهرين في سبيل تغير طعم لحمها الذي يختلف عن المحلي وذائقة المستهلك".
ويشير رزوقي إلى أن "الاستيراد يتم بالدولار، وليس بالعملة العراقية، لذلك تأثر بارتفاع الدولار، كما أن مشكلة الغنم هي في قلّة أعداده بالعراق مع ارتفاع الطلب اليومي عليه، إذ إن الاتجاه المحلي نحو استهلاك اللحوم في الفطور والغداء والعشاء، لذلك الأعداد المحلية لا تسد الحاجة، لذلك تلجأ الوزارة لتغطية النقص بالاستيراد".
وفي وقت سابق من العام الجاري، فتحت السلطات في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، تحقيقا بعد أن اجتاحت رائحة كريهة المدينة الجنوب إفريقية، قبل ان تكتشف ان الرائحة منبعثة من سفينة رست في المدينة تحمل 19 ألف رأس من الماشية من البرازيل بطريقها إلى العراق.
وقالت وكالة SPCA في بيان: "تشير هذه الرائحة إلى الظروف المروعة التي تعيشها الحيوانات، بعد أن أمضت بالفعل أسبوعين ونصف على متن السفينة، مع تراكم البراز والأمونيا، الرائحة الكريهة على متن السفينة لا يمكن تصورها، ولكن الحيوانات تواجه هذا كل يوم".
فيما أكدت وزارة الزراعة بعد ذلك، سلامة المواشي المستوردة من البرازيل، وفيما نفت وجود حالة نفوق بينها، أوضحت إجراءاتها بعد وصول الشحنة إلى العراق.
ضبط ورقابة
وكانت قد أعلنت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة، في تموز الجاري، عن اتخاذ إجراءات للسيطرة على ارتفاع أسعار اللحوم، مؤكدة أنها ألزمت مستوردي المواشي والقصابين بأسعار ثابتة.
وقال مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة، ثائر صبري حسين، إن "أسعار المستثمرين الأساسيين لاستيراد العجول والأغنام جيدة، ولكن المستثمرين الثانويين والقصابين ما زالت أسعارهم مرتفعة، بالرغم من أن العرض أصبح أكثر بكثير من السابق، لذلك من المفترض انخفاض أسعار اللحوم".
وأكد حسين أن "وزارة الزراعة عقدت اجتماعا بشأن ارتفاع أسعار اللحوم، ومن خلاله تم التواصل مع مستوردي العجول واللحوم وتثبيت سعر مناسب ومربح بالنسبة للمستوردين وكذلك القصابين".
ودعا الجهات الرقابية إلى "متابعة القصابين وتحديد أسعار اللحوم وردع المتلاعبين بالأسعار".
وقال مدير عام دائر البيطرة، ثامر حبيب حمزة، إن "شحنة المواشي المستوردة من البرازيل سليمة، وتم منحها الشهادة الصحية البيطرية بالدخول إلى العراق، بالإضافة إلى شهادة التصريح من دولة البرازيل".
وأضاف حمزة، أن "عدد الحيوانات المستوردة يبلغ 19 ألفا من المواشي، وهذه الشحنة لم تصل إلى العراق لغاية الآن"، مستدركا بالقول: "تم الاتصال مع المستثمر الذي أكد عدم وجود أي حالة نفوق في السفينة".
فيما حددت لجنة الزراعة النيابية، ثلاثة أسباب وراء استيراد اللحوم الافريقية من أجل تغطية احتياجات السوق.
وقال عضو اللجنة، ثائر الجبوري في حديث سابق تابعته (المدى)، إن "قرار وزارة الزراعة بالانفتاح على استيراد اللحوم الحمراء من بعض الدول الافريقية أمر متوقع، خاصة وأن هناك وفرة بالإنتاج فيها وهي تصدر لعشرات الدول من بينها عربية من أجل تغطية احتياجات السوق".
وبيّن أن "ثلاثة أسباب دفعت وزارة الزراعة للانفتاح على ملف اللحوم الحمراء، وهي محاولة ضبط الأسعار المرتفعة التي أثقلت كاهل الشرائح الفقيرة، بالإضافة إلى تغطية حاجة الأسواق المحلية في مواسم الذروة، ومنها محرم ورمضان والأعياد، إذ تكون معدلات الإقبال على اللحوم مرتفعة، ولخلق تنوع في مصادر توفير اللحوم".
وأشار إلى أن "عملية استيراد اللحوم سواء من إفريقيا أو غيرها تخضع بكل الأحوال إلى إجراءات فحص مشددة بما يؤكد سلامتها للاستهلاك البشري إضافة إلى أن الاستيراد هو إجراء مؤقت في ظل وجود مشاريع كثيرة أغلبها ضمن القطاع الخاص في تنمية الثروة الحيوانية وسد حاجة الأسواق من اللحوم والتي بدأت تبرز في السنوات الأخيرة".
وتابع: "العراق فقد جزءا كبيرا من الثروة الحيوانية بعد 2003، بسبب مواسم الجفاف والأمراض الفتاكة وقلة الدعم الحكومي لكن هناك توجه نحو الاستثمار خاصة وان الأسعار مناسبة يمكن ان تسد التكاليف، وتحقق إيرادات جيدة إذا تم الانتقال إلى طرق التربية الحديثة ذات الجدوى الاقتصادية".
يشار الى ان اللحوم الحمراء تشهد منذ أشهر ارتفاعاً في الأسواق المحلية في العراق حيث يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد منها بين 20 الى 22 ألف دينار بالنسبة للحوم الغنم، وأقل من ذلك للحم العجل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

لبنان تستنكر الضربة الصهيونية: سنقدم شكوى للأمم المتحدة

لبنان تستنكر الضربة الصهيونية: سنقدم شكوى للأمم المتحدة

متابعة/ المدى استنكر وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، اليوم الثلاثاء، العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال بو حبيب في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: "نستنكر العدوان على الضاحية الجنوبية، وسنقدم شكوى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram