TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

نشر في: 31 يوليو, 2024: 12:06 ص

 علي حسين

تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما " و " حازما " للبرلمان أن يستمر في حربه لإقرار تعديلات قانون الأحوال الشخصية ، وفي الوقت الذي يعيش المواطن مع أزمة الكهرباء وقفزات الدولار وغلاء الأسعار وانتشار البطالة ، فأن الإطار التنسيقي وجد " مشكوراً " أن إذلال المرأة العراقية ومحاصرتها واعتبارها مواطناً من الدرجة العاشرة ، قضية وطنية أهم من الاعتداءات التركية المتكررة على الأراضي العراقية .
في أيام فائقة الخطورة يتذكر البعض أنهم اوصياء على الناس ، بينما المواطن يتذكر بحسرة حيتان الفساد الذين نهبوا المال العام ، ويتذكر خطب الساسة عن المجتمع المدني وحرية الرأي وهي شعارات يتم الترويج لها أيام الانتخابات، بعد 21 عاماً من التغيير يظل حلم ساستنا إقرار قانون للأحوال الشخصية يكون بديلاً لقوانين عن العدالة الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين وردع دول الجوار التي تصر على تحويل العراق إلى ضيعة تابعة لها .
بدءاً من انتخابات 2005 وانتهاءً بانتخابات 2014 التي جرى تخطيطها وتصميمها طائفياً، اكتشف الناس ولو متأخرين أن العديد من اعضاء البرلمان لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى أداء كاريكاتيرياً مضحكاً، وأن الكثير منهم كانوا يُخبّئون دول الجوار تحت ثيابهم، وظلوا حتى هذه اللحظة شركاء في تدمير الوطنية العراقية.
على قادة الإطار التنسيقي ألّا يواصلوا لعبة الاستمتاع بمصطلحات إبراهيم الجعفري وإعادة تزويقها وتسويقها للناس، فمهمّتهم اليوم هي أن يقرأوا الأحداث كما هي مرسومة بعيون جميع العراقيين سنّةً وشيعة، عرباً وكرداً، مسلمين ومسيحيين، صابئة وإيزيديين، على الإطار أن يدرك أن مسؤوليته الحقيقية هي أن يكون ائتلافاً لكل العراقيين وليس ناطقاً باسم الزعيمة حنان الفتلاوي ، والشجاعة تقتضي مواجهة الجميع بالحقائق لا التخفّي تحت أغطية عاطفيّة أو ملابس طائفية سرعان ما نكتشف أنها منتهية الصلاحية.
يقول المؤرخ أريك هوبزباوم، إنه لا يمكن فهم خراب الأُمم، من غير أن نفهم أوهام المسؤولين ، يقصد طبعاً أوهام التفرّد والتسلّط، اليوم العراقيون لا يحلمون بأكثر من بديهيات العيش الآمن الكريم،. فماذا تنفع المواطن الباحث عن الخدمات والعمل تعديلات قانون الاحوال الشخصية ؟
يعيش ساستنا ضمن ما يسمّيه علم النفس "فنّ اقتناص الفرص"، ما هي الفرصة؟ هي أن تربح دائماً وأبداً وأن تَستغل موقعك السياسي والوظيفي دائماً، وألّا ترحم أحداً.
إذا لم يدرك قادة الإطار التنسيقي في هذه اللحظة أن مصلحة البلاد ليست في اجتماع من أجل قانون الأحوال الشخصية ، وإنما في قرارات تصب في مصلحة المواطن وتأخذ بيده إلى المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram