TOP

جريدة المدى > سياسية > السوداني "محرج" من إخراج القوات الأمريكية ويحاول موازنة المصالحبين طهران وواشنطن

السوداني "محرج" من إخراج القوات الأمريكية ويحاول موازنة المصالحبين طهران وواشنطن

نيويورك تايمز: أي انسحاب من شأنه أن يضاعف الفصائل المسلحة

نشر في: 31 يوليو, 2024: 12:08 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها الى ان حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تحاول جاهدة وهي تخوض مباحثات انسحاب القوات الاميركية من العراق، للموازنة في سياستها الخارجية بين الحفاظ على علاقة مستدامة مع واشنطن على المستوى الاقتصادي والأمني فضلا عن علاقة جوار مستقرة مع طهران التي تطالب بمعية أطراف سياسية فاعلة في العراق بانسحاب الاميركان في أسرع وقت ممكن.

وتذكر الصحيفة الأميركية في تقريرها الذي ترجمته (المدى)، انه عندما غادر رئيس الوزراء العراقي الى واشنطن الربيع الماضي فانه كان يأمل التفاوض على أكثر ملف مطلوب وهو ملف التنمية الاقتصادية ومناقشة مصالح ستراتيجية مشتركة مع الولايات المتحدة التي تعد من اهم الحلفاء الدوليين للبلد.
ولكن في نفس اليوم الذي وصل به الى هناك منتصف نيسان 2024 فإن الاحداث في الداخل قد كشفت عن نقطة واضحة تبين الضغوط المتضاربة التي وقع وسطها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث ان إيران كانت تطلق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل في هجوم شارك فيه على الاقل فصيل مسلح عراقي واحد مدعوم من إيران.
وتقول نيويورك تايمز ان كل من الولايات المتحدة وإيران كانتا ومنذ زمن يتبادلان النفوذ في العراق، ولكن منذ اندلاع الحرب بين حليفة الولايات المتحدة إسرائيل، وحركة حماس في غزة منذ عشرة اشهر تقريبا، فإن التوترات قد ازدادت بينهما.
وما يتعلق بالعراق فإن من أكثر القضايا تعقيدا لديه هو تواجد ما يقارب من 2,500 جندي أميركي على ارضه.
وعلى مدى العشرين شهرا الماضية استخدمت إيران نفوذها الواسع لمحاولة اقناع العراقيين بالتحرك لاخراج هذه القوات، واذا ما نجحت فإن ذلك سيوفر لطهران مجالا أوسع لزيادة نفوذها في البلد.
خلال الأسبوع الماضي، وفي آخر جولة مناقشات في واشنطن حول إعادة ترتيب العلاقة العسكرية وتواجد القوات، دعا العراق الى تقليص تواجد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في غضون سنة، مما اكد ذلك على تصميمه على تقليص التواجد الأميركي.
وتشير الصحيفة الى ان نفوذ ايران في العراق قد ازداد عبر السنوات القليلة الماضية في وقت سيطرت فيه اطراف سياسية شيعية مقربة من طهران على مفاصل مهمة في الحكومة، بينما اصبحت فصائل مسلحة عراقية دعمتها ايران على مدى 20 عاما تشكل جزءا متناميا من تشكيلات القوات الامنية الوطنية التي تضاعف عددها خلال السنوات القليلة الماضية.
الحرب في غزة صعدت من التوترات الإقليمية، وان كل من الحكومات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية قد أشاروا الى ان فصائل مسلحة عراقية مدعومة من ايران قد شاركت في الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل في نيسان الماضي، ويأتي ذلك نقيضا لمطالب رئيس الوزراء شياع السوداني بالبقاء بعيدا عن الصراع.
وتذكر نيويورك تايمز انه حتى قبل مشاركة فصائل مسلحة عراقية بالهجوم على إسرائيل، فإن قياديا بارزا من القوات الأمنية العراقية وهو رئيس اركان هيئة الحشد، عبد العزيز المحمداوي، قد اعرب عن تأييده لطهران وقال ان قواته التي يشرف عليها على أهبة الاستعداد لتلبية طلبها.
سجاد جياد، باحث ومحلل عراقي زميل مركز سينجري الدولي للأبحاث في نيويورك، يقول ان "هدف ايران واضح.. الإيرانيين دائما يقولون: هذه منطقتنا، والاميركان لا يعيشون هنا، انهم في الجانب الآخر من العالم، ما الذي تفعله هنا؟". رئيس الحكومة شياع السوداني كان غالبا ما يتمكن من الموازنة بين المصالح والمطالب المتضاربة الأميركية والإيرانية، ولكن فيما اذا كان الامر يتعلق باحتمالية السماح ببقاء عدد من القوات الأميركية على الأرض العراقية فإنها تعتبر من اعقد المعضلات التي يواجهها.
اوربان كوننغهام، الباحث بمعهد رويال يونايتد سيرفس للأبحاث في لندن، يقول ان "أي انسحاب أميركي من شأنه ان يضاعف من نفوذ ايران على العراق، كما هو الحال نفوذه في لبنان واليمن وسوريا، والدفع باجندتها المناوئة للغرب في الشرق الأوسط".
ولكن الوضع في العراق يختلف، احد أسباب ذلك هو ان للولايات المتحدة مصالح أوسع في العراق، فضلا عن ان كثير من العراقيين، داخل وخارج الحكومة، قد رحبوا بها كقوة موازنة مقابل ايران، ولكن ما حصل بعد انتخابات 2021 البرلمانية وحصول كتل سياسية شيعية مقربة من ايران على نفوذ أوسع، فإن مطالبات سحب القوات الأميركية وتقليصها أصبحت تأخذ جانب مركزي واولوي.
رئيس الوزراء ومستشاريه حاولوا اتخاذ موقف دقيق، فهم يأملون بصيغة لاعادة ترتيب الوضع العسكري بما يضمن استمرارية بعض المساهمات العسكرية الأميركية من تجهيزات لمعدات وقطع ضرورية ومواصلة التدريبات، والتي قد تفضي الى بعض الانسحابات كتقليص للقوات وهذا ما سيرضي مطالب الكتل السياسية الداعية لذلك. مع ذلك فإن ايران تضغط بقوة تجاه هدف سحب جميع القوات الأميركية وباسرع وقت ممكن، وتشير الصحيفة الى ان هناك قادة سياسيين عراقيين يدعمون هذا التوجه. محمود الربيعي، عضو بارز في حركة عصائب اهل الحق ، قال ان "صورة الولايات المتحدة في العراق قد ساءت منذ الغزو الأميركي للبلد عام 2003". وأضاف الربيعي، أن "جيل ما بعد 2003 كان له آمال واحلام من ان الولايات المتحدة ستغير واقع حال البلاد، ولكن بينما توسع نطاق التواجد العسكري الأميركي على مر السنوات، فإن الشعب العراقي لم ير أي تغيير او انتقاله كان يطمح لها"، مشيرا الى ان "هذا الشعور تجاه الاميركان ازداد حدة بعد ان أقدمت الولايات المتحدة عام 2020 الى اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد".
عن نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

هجوم
سياسية

هجوم "الطوز" يكشف وجود تمويل ومصانع عبوات لـ"داعش"

بغداد/ تميم الحسن بعد 7 سنوات من هزيمة تنظيم "داعش" في العراق، اعترف التنظيم بتنفيذ هجوم "دقيق"، وفقًا لوصف خبراء، استهدف قوات عسكرية شرقي صلاح الدين.الهجوم، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 6 عسكريين، بينهم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram