متابعة/المدى
تشير التقارير إلى أن قطاع غزة، الذي يعاني من أزمة إنسانية خانقة بفعل الصراعات المستمرة والقيود المفروضة، يواجه تحديات كبيرة في مواجهة تفشي الأمراض.
وفي ظل نقص الموارد الطبية ووسائل الرعاية الصحية الأساسية، حذرت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إنسانية أخرى من احتمال انتشار مرض شلل الأطفال، الذي يمكن أن يكون له آثار كارثية على الأطفال والناشئة في المنطقة.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه غزة نقصًا حادًا في اللقاحات والقدرة على تنفيذ حملات تطعيم شاملة. دعا الخبراء إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتطعيم الأطفال على نحو مكثف، وتوفير الدعم اللوجستي والطبي اللازم لضمان وصول اللقاحات إلى جميع المناطق، بما في ذلك الأكثر تأثراً بالنزاعات.
وأكدت الجهات الصحية المحلية والدولية على أهمية التعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك الجهات المانحة والحكومات المحلية، للتخفيف من حدة الأزمة الصحية ولمنع تفشي الأمراض المعدية.
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ان مرض شلل الأطفال سيصيب آلاف الأطفال غير المحصنين في قطاع غزة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.
وقال غيبريسوس، إنه "في حال لم يتم تحديد أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، لكن في غياب التدابير الفورية، ستصيب العدوى آلاف الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم بعد".
وأضاف، ان "نسبة التطعيم ضد شلل الأطفال بين الأطفال في قطاع غزة انخفضت على نحو حاد من 99% إلى 86% خلال الأشهر التسعة من الصراع.
وأشار مدير عام المنظمة، إلى أنه "قبل اندلاع الصراع، كانت نسبة تغطية التطعيم 99%، ولكن الآن انخفض هذا الرقم على نحو حاد إلى 86%، مما يهدد بظهور مجموعات من الأطفال غير المحصنين الذين يشكلون بيئة جيدة لانتشار الفيروس".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان لها عبر قناتها على تلغرام: "بعد سنوات طويلة من استئصال مرض شلل الأطفال في فلسطين، ونتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكان قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام، وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي، وتكدس آلاف أطنان القمامة، وانعدام الأمن الغذائي، وتكدس السكان في أماكن النزوح القهري، اُكْتُشِف وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال من نوع CVPV2 في مياه الصرف في محافظتي خان يونس والوسطى".
وأضافت الوزارة: "تعلن وزارة الصحة في غزة أن قطاع غزة منطقة وباء لشلل الأطفال، الأمر الذي يشكل تهديدا صحيا لسكان قطاع غزة والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالمياً".
وأكدت الصحة الفلسطينية، أن برنامج مكافحة وباء شلل الأطفال الذي أطلقته وزارة الصحة بالشراكة مع المؤسسات الدولية المعنية ولا سيما اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، لن يكون كافيا ما لم يكن هناك تدخل فوري بإنهاء الحرب وإيجاد حلول جذرية لمشكلة انعدام المياه الصالحة للشرب ووسائل النظافة الشخصية من منظفات ومطهرات وإصلاح شبكات مياه الصرف الصحي وترحيل أطنان القمامة والنفايات الصلبة.