المدى/ متابعة
أعلنت روسيا، اليوم الأربعاء، أنها أطلقت المرحلة الثالثة من تدريباتها على استخدام أسلحة نووية تكتيكية تشمل بشكل خاص قوات المنطقة العسكرية الجنوبية التي تضم مقر قيادة العملية الروسية في أوكرانيا.
ويرى مراقبون روس أن هذه التدريبات التي لم تكن مقررة وستجرى مع التشكيلات الصاروخية في المنطقة العسكرية الجنوبية، هي إشارة قوية للدول الغربية التي تعتقد أن روسيا غير قادرة على استخدام هذه الأنواع من الأسلحة تحت أي ظرف في حالة ظهور ما يسمى بالتهديد الوجودي.
تحذيرات
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضية، إنه لا يرى أي تهديد حالي لسيادة روسيا يستدعي استخدام الأسلحة النووية، لكنه حذر مرة أخرى من أن موسكو قد ترسل أسلحة إلى دول أخرى لضرب أهداف غربية.
وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ، قال بوتين إن استخدام الأسلحة النووية ممكن فقط في "حالات استثنائية"، وأنه لا يعتقد أن "مثل هذا الوضع قد نشأ حاليا".
كما قال إن روسيا تدرس إرسال أسلحة إلى خصوم الغرب، مكررا التحذير الذي أطلقه قبل أيام.
ولم يذكر ما هي الدول أو الكيانات التي كان يشير إليها، وأكد أن موسكو لا تقوم بذلك حاليا.
وتابع: "إذا كانوا يزودون منطقة القتال (بالأسلحة) ويدعون إلى استخدام هذه الأسلحة ضد أراضينا، فلماذا لا يكون لنا الحق في أن نفعل الشيء نفسه؟ لكني لست مستعدا للقول بأننا سنفعل ذلك غدا".
العالم لن يتسامح
فيما رد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنّ من الصعب القول ما إذا كانت مخاطر الحرب النووية قد زادت مع مكاسب جيشه على الأرض، لكنه لا يزال واثقاً من أن نظيره الروسي لن ينجو من مثل هذا التصعيد في الأعمال العسكرية.
وكان زيلينسكي يخاطب معهد"لوي" البحثي الدولي في سيدني، عبر رابط فيديو، بعد أن استعاد الجيش الأوكراني الأرض التي ضمّتها روسيا بشكل غير قانوني .
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أنه لن يتردد في استخدام الأسلحة النووية لدرء محاولة أوكرانيا استعادة السيطرة على المناطق التي تحتلها موسكو.
لدى سؤاله عما إذا كان خطر استخدام روسيا للأسلحة النووية قد ارتفع، قال زيلينسكي من خلال مترجم: "من الصعب معرفة ذلك".
وشكك في ما إذا كان لدى بوتين سيطرة كافية على الحملة الروسية لتوجيه ضربة نووية تكتيكية، قائلاً إن الروس وجدوا أنّ "من الصعب السيطرة على كل ما يحدث في بلادهم، تماماً كما أنهم لا يسيطرون على كل شيء لديهم في ساحة المعركة".
وأضاف زيلينسكي إن بوتين أدرك أنّ "العالم لن يتسامح" مع ضربة نووية روسية.
وأوضح أنه "يفهم أنه بعد استخدام الأسلحة النووية لن يكون قادراً على الحفاظ على حياته، إذا جاز التعبير، وأنا واثق من ذلك".
من يمتلك النووي
وتعترف ثماني دول بامتلاكها أسلحة نووية، وهي الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، المملكة المتحدة، باكستان، الهند وكوريا الشمالية.
وفي المجمل، يقترب المخزون النووي العالمي من 13 ألف قطعة سلاح، وفق "اتحاد العلماء المعنيين" (ucsusa) وهي منظمة غير ربحية، مقرها الولايات المتحدة.
وفي حين أن المخزون النووي العالمي الحالي أقل مما كان عليه خلال الحرب الباردة - عندما كان هناك ما يقرب من 60 ألف قطعة سلاح في جميع أنحاء العالم - إلا أن هذا لا يغير التهديد الأساسي الذي تمثله هذه الأسلحة المهددة للبقاء.
على سبيل المثال، تبلغ قوة الرؤوس الحربية الموجودة على غواصة أميركية واحدة مسلحة نوويا سبعة أضعاف القوة التدميرية لكل القنابل التي ألقيت خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك القنبلتان الذريتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان.
وتعمل جميع القوى النووية الكبرى تقريبا -بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين- على زيادة ترساناتها النووية بشكل كبير من حيث الحجم أو القدرة أو كليهما.
وكان الرئيس الروسي أمر في أيار/مايو بإجراء هذه التدريبات النووية، ردا، بحسب الكرملين على تهديدات غربية لا سيما الاحتمال الذي أثاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإرسال قوات إلى أوكرانيا.
وبدأت المرحلة الأولى من التدريبات في منتصف أيار/مايو.
منذ بدء النزاع في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، تبنى الرئيس الروسي موقفا مبهما بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية.
ونشرت روسيا في صيف 2023 أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، أقرب حليف لها، والتي أعلنت أيضا في أيار/مايو عن تدريب متزامن مع موسكو للتحقق من قاذفات أسلحة نووية تكتيكية.
وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام “محض دفاعي” للسلاح النووي في حال تعرض روسيا لهجوم بأسلحة دمار شامل أو في حال حصول عدوان بأسلحة تقليدية “يهدد وجود الدولة”.
وتمتلك روسيا الأسلحة النووية الأكثر، مع 5997 رأسا نوويا. وتليها الولايات المتحدة بـ 5428 سلاحا نوويا، تستضيفها الولايات المتحدة و5 دول أخرى: إيطاليا وبلجيكا وألمانيا وهولندا، وفق موقع الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية.
روسيا تدرب قواتها لاستخدامه.. السلاح النووي خطر يهدد العالم
نشر في: 31 يوليو, 2024: 07:10 م