كشف مصدر مسؤول في دائرة الشؤون الرقابية على الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية عن تورط قائد الفرقة الأولى في الشرطة الاتحادية، بتسريح 82 "فضائيا"، يتلقى من كل واحد منهم 200 ألف دينار "16.4 مليون"، مقابل ضمه إلى صفوف حمايته من أجل البقاء في المقر وإعفائه من الواجبات والوقوف بالسيطرات.
وفيما يؤكد عدد من منتسبي وزارة الداخلية تفشي ظاهرة ما يصطلح عليها في أوساطهم بـ"الفضائيين" ممن يتنازلون عن نصف رواتبهم أو أكثر لصالح قائدهم المباشر لقاء الإعفاء من الدوام، متهمين ضباطهم الكبار بالتورط فيها، أقرت دائرة الشؤون في وزارة الداخلية باستمرار هذه الظاهرة بالرغم من ضبطها مراتب عليا في الداخلية متورطة بأخذ رشى من عدد غير قليل من المنتسبين من أجل إعفائهم من الدوام.
وذكر مصدر مسؤول في الدائرة، رفض الكشف عن اسمه، "سبق وان رفعنا العديد من التقارير ولكن البيروقراطية تحول دون حسمها، إضافة إلى أن التستر على المفسدين في أصل اللجان التحقيقية يتم بشكل فاضح، ومعظم تقاريرنا لا تأتي بنتائج لهذه الأسباب، وهو يشكل ابرز أسباب فشل الأجهزة الأمنية".
وكشف المصدر عن "تورط ممثلي الشؤون والمفتش العام وقادة سرايا وفرق وأفواج ومراتب عليا بالظاهرة"، مؤكدا إعداده "تقريرا يتعلق بقائد الفرقة الأولى/ شرطة اتحادية، لتورطه بتسريح 82 "فضائيا"، من دون الحماية، ويتلقى من كل واحد 200 ألف دينار ليكون ضمن حمايته من أجل البقاء في المقر، وإعفائه من الواجبات والوقوف بالسيطرات".
وأردف بالقول إن "جولاتنا التفتيشية أصبحت غير فعالة بسبب عدم قدرتنا على التعمق بالتحقق من عدم اكتمال عدد الجنود في الأفواج والنقاط الثابتة والسيطرات، نظرا لوجود مراجع عليا مستفيدة من الفضائيين". ونبه إلى "وجود كارثة فساد أخرى تسمى بدل طعام"، مبينا أنه "يتم استقطاع 90 ألف دينار من كل منتسب، لكن أصناف الأكل المقدمة بائسة إلى درجة كبيرة، وذلك بسبب لجنة الإطعام التي يشكلها آمر الفوج أو اللواء"،
ولفت إلى أن "اللجنة وفق القانون يجب أن تبدل كل شهرين أو ثلاثة، لكنهم لا يستبدلون أفراد اللجنة، إذ أن بعضها مضى على عمرها نحو سنة، تقدم للجنود طعاما بائسا وبعضه منتهي الصلاحية، حتى رصدنا حالات تسمم". وتابع "ان تقاريرنا تُجمد فور وصولها، نظرا لتورط المراتب العليا في الوزارة بالموضوع".