TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم (خذني إلى القمر) يفضح نظرية المؤامرة حول هبوط أبولو على سطح القمر

فيلم (خذني إلى القمر) يفضح نظرية المؤامرة حول هبوط أبولو على سطح القمر

نشر في: 1 أغسطس, 2024: 12:01 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
يعرض حاليا في صالات السينما العالمية فيلم "خذني إلى القمر"، وهو فيلم كوميدي رومانسي من بطولة سكارليت جوهانسون وتشانينج تاتوم يعيد النظر في المغامرة الأمريكية للخطوة الأولى على القمر حيث تأخذنا هذه الكوميديا ​​الرومانسية الممزوجة بالفكاهة إلى ما وراء كواليس مهمة أبولو 11.
يتساءل الفيلم ان كان قد تم تصوير صور رواد الفضاء وهم يهبطون على سطح القمر في 21 تموز 1969 في الاستوديو (بواسطة ستانلي كوبريك) لخدمة اتصالات الحكومة الأمريكية؟ إن الهبوط الأول على القمر والخطوة الأولى على القمر والشائعات المحيطة بهذا الحدث التاريخي تلهم السينما مرة أخرى بهذه الكوميديا ​​التي تعمل على دحض الشائعات والصور النمطية.
تجري احداث الفيلم في عام 1969، حيث يتم تعيين كيلي جونز (سكارليت جوهانسون) الجميلة من قبل مستشار مقرب لرئيس الولايات المتحدة لمساعدة وكالة ناسا على استعادة ثقة الأمريكيين بعد ان كانت أنظار البلاد تتجه نحو فيتنام، وكان قد فقد فريق برنامج الفضاء بقيادة المحارب المخضرم كول ديفيس (تشانينج تاتوم) بريقه منذ أن أودت مهمة أبولو 1 بحياة ثلاثة رواد فضاء.
يشعركول ديفيس بالانهاك من المهمة اللاهثة التي تقوم بها هذه المرأة التي لا تتردد في استخدام كل الوسائل المتاحة لها، بما في ذلك محاولة المزج بين الواقع والحقيقة لغرض الإقناع فهي تستغل الكفاءة الهائلة لكيلي، الخبير في التسويق، والضغط على أعضاء مجلس الشيوخ الذين يجب إقناعهم بتعزيز ميزانية ناسا. ثم يتم تكليف كيلي بمهمة (سرية) جديدة وهي إنتاج فيلم استديو عن هبوط وهمي على سطح القمر، مع رواد فضاء وهميين، والذي يمكن بثه في حالة حدوث مشكلة في مهمة أبولو 13 الحقيقية…
ومن خلال هذه العملية، تعمل هذه الكوميديا ​​على نزع فتيل الشائعات ونظريات المؤامرة التي تم تداولها منذ عقود حول صحة المشهد الشهير الذي تمكن مئات الملايين من الناس من رؤيته في 21 تموز1969 على شاشة التلفزيون: الخطوات الأولى للإنسان على القمر. ففي خضم الحرب الباردة، تواجه القوتان العظميان بعضهما البعض في مجال الاتصالات، وتصبح كل الوسائل جيدة للفوز في معركة الصورة والأيديولوجيات.وهذا قبل كل شيء هو ما ترويه هذه الكوميديا وهوالاستخدام اللامحدود للموارد المخصصة للدعاية والتسويق والإعلان التي تصاحب ولادة المجتمع الاستهلاكي.
وتجسد سكارلت جوهانسون دور ملكة تقنيات البيع الجديدة هذه، فهي امرأة أتت من لا شيء، وجعلت من الكذب مصدر رزقها، إلى حد البراعة..انها شخصية ملونة،لكنها تعرف كيف تستخدم رموز الأنوثة وتسيء استخدامها لتحقيق أهدافها.
وعلى النقيض من ذلك، تكون الصورة النمطية للبطل الذي يجسد دوره تشانينج تاتوم. وسوف يلتقي هذان الشخصان المتعارضان بشدة. أما المخرج جريج بيرلانتي فيعكس غزو الفضاء، ويغمرنا في قصة غزو رومانسي،لاكتشاف الأرض المجهولة التي تشهد على لقاء رومانسي جميل.
ومن خلال الأضواء والأزياء والموسيقى والمجموعات والشخصيات الرئيسية والثانوية التي يؤديها ممثلون وممثلات ممتازون، يصورفيلم (خذني الى القمر) أمريكا بأسلوب منمق للغاية في سنوات الستينيات، حيث يلعب بالقوالب النمطية لفضح زيفها بشكل أفضل. وتتمتع هذه الكوميديا ​​​​الخفيفة على ما يبدو بتمثيل هذا الحدث العالمي من خلال رسم صورة لاذعة لأمريكا كما ان هذا الفيلم هو أيضًا هجاء للسينما الأمريكية باعتبارها ناقلًا للدعاية الرسمية.
ولكن خلف هذا البريق والتسويق وحرب الصور، يشيد فيلم (خذني الى القمر) أيضًا بـ 400 ألف شخص تم حشدهم، من العمال والمهندسين والفنيين في مشروع أبولو، وقد لعب بعضهم أيضًا دور المستشارين في الفيلم.
يقول المخرج: "كان من الضروري الحصول على شهادة أولئك الذين عايشوا هذا الحدث عن قرب"، ويؤكد "لقد رووا لنا نوادر لم نكن لنتخيلها أبداً". وهكذا، فإن هذه الكوميديا ​​الرومانسية المسلية تمامًا تحافظ في النهاية على أسطورة "الحلم الأمريكي".
لا يُعدّ فيلم "خذني إلى القمر" الأول في الاعتماد على التصور الخاطئ بأن الهبوط على القمر كان مجرد خدعة، وهي نظرية مؤامرة ظهرت لأول مرة في السبعينات، في فيلم "كابريكورن وان" (1978)، الذي يتحدث عن بعثة مزيّفة إلى المريخ، ويتطرّق إلى انعدام الثقة المؤسّسي في عصر فضيحة ووترغيت.
ما يميّز فيلم "خذني إلى القمر" هو إصراره على الحقيقة،إذ يقول مؤلفو الفيلم إنهم يأملون في أن يعزّز القصة الحقيقية للهبوط على سطح القمر، ولكن هل هذا ممكن في عصر ما بعد كوفيد، حيث يجري تضخيم نظريات المؤامرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ ويتلاعب السيناريو، الذي كتبته روز غيلروي، بناءً على قصة من تأليف كينان فلين وبيل كيرشتاين، على هذه النظرية، بما في ذلك مُزحة حول اعتقاد بعض أصحاب نظريات المؤامرة بأن المخرج ستانلي كوبريك يزعم أنه تدخل في تزييف الحدث التاريخي مع انه لم يفعل ذلك. لكن الفيلم يؤكد في النهاية أن هبوط المركبة "أبوللو 11" قد حدث بالفعل.
يركز فيلم "خذني إلى القمر" على العمل الجماعي المُضني، الذي بدأ أثناء الهبوط، ولكن الآن بعد أن أصبح من السهل للغاية، أكثر من أي وقت مضى، التقاط صورة خارج سياقها ونشرها عبر الإنترنت، يمكن أن تضيع النوايا الحسنة، كما أن القلق بشأن الفيلم قد يكون تقليدياً في هذه المرحلة؛ فقد انتشرت صور مجسدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تُظهر موقع تصوير مزيّف للهبوط على القمر في وقت سابق من هذا العام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram