خاص/ المدى
رأى عضو الإطار التنسيقي، عمران كركوكش، أن هناك جدية عراقية أمريكية لإنهاء ملف التواجد الأجنبي في البلاد، مشيراً الى أنه لا توجد «نقطة صفر» لغاية الآن للوصول إلى الموعد المحدد لإخراجهم.
وقال كركوكش، في حديث لـ(المدى)، إن «هناك جدية من الولايات المتحدة والعراق فهذه القضية ليست عبثية لكن تتحكم فيها صراعات منطقة الشرق الأوسط والعالم».
وأشار كركوكش، إلى «عدم وجود موعد لإخراج القوات الأجنبية لغاية الان، لكن الملف سيغلق وربما يحتاج الى فترة طويلة»، مستدركاً أن «الجانب الأمريكي إذا تعاطى بإيجابية تجاه مشكلات المنطقة فان فصائل المقاومة ستحافظ على الهدنة».
وتابع، أن «واشنطن تأخذ بعين الاعتبار وضع العراق كدولة والقوة الاقتصادية والعسكرية للبلد لكن بشكل عام هناك جدية بحسم ملف انهاء الوجود الأجنبي».
من جانبه، أكد الباحث في الشؤون العسكرية والستراتيجية، عماد علو، أن مسألة إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق ليس لها أي علاقة بملف انسحاب القوات الأمريكية.
وقال علو في حديث لـ(المدى)، إن «جولات الاجتماعات العسكرية تأتي استكمالاً للحوار الذي بدأ مطلع العام الحالي من اجل انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق والانتقال الى صيغة اخرى تتعلق ببناء العلاقات الثنائية بين العراق والدول المنضوية بهذا التحالف».
وأضاف علو، إن «اللجان المشتركة تناقش 3 تقارير تم الاتفاق عليها بين واشنطن وبغداد، وهي البحث في قدرات واحتياجات القوات المسلحة العراقية من اجل تمكينها استلام الملف الأمني بالكامل، بالإضافة الى البحث في القدرات اللوجستية لدى عصابات داعش المتبقية في العراق، واخيراً البحث في متطلبات ظروف العمليات ومناقشة اساليب التنسيق والتعاون بين العراق والقوات المنضوية للتحالف الدولي».
وتابع أن «التحالف الدولي سبق وان أعلن انتهاء مهامه في العراق خلال عام 2023 واستعداده للانتقال الى المهام التدريبية»، لافتاً إلى أن «هنالك تصريحات لقادة عسكريين في الناتو تتحدث عن استلام التحالف الدولي لمهمة تكميلية في العراق».
وأوضح علو، أن «الحديث عن انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق امر مختلف تماما عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق»، منوهاً أن «الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على تشكيل تحالف مستدام مع العراق في المجال العسكري والأمني».
وأشار إلى أن «العراق يحتاج الى خبراء ومستشارين وعمليات صيانة للمعدات العسكرية»، مستدركاً أنه «لا يوجد قرار سياسي متفق عليه حتى الآن حول اخراج القوات الامريكية من العراق».
وبين أن «كردستان اعلنت بشكل واضح وصريح رغبتها في بقاء القوات الأمريكية الحكومة العراقية ورئيس مجلس الوزراء لم يتحدث بأي شيء عن مسألة اخراج القوات الامريكية من العراق وانما الحديث كان عن انهاء مهمة التحالف الدولي»، مبيناً أن «قرار انهاء مهمة التحالف الدولي سيرحل إلى الإدارة الأمريكية القادمة بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة».
والأسبوع الماضي، احتضنت العاصمة الأميركية واشنطن، الحوار الأمني المشترك بين العراق والولايات المتحدة، بشأن مستقبل مهمة التحالف الدولي.
وقالت السفيرة الأميركية في بغداد الينا رومانوسكي آنذاك في تدوينة اطلعت عليها (المدى): «يبدأ الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في العاصمة واشنطن».
وأضافت: «حيث سيناقش المسؤولون الأمنيون من الولايات المتحدة والعراق مستقبل مهمة التحالف الدولي وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا».
وفي غضون الاجتماعات، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الحوار الأمني مع بغداد حول التحالف الدولي مبني على زيارة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني لواشنطن.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في تصريحات تابعتها (المدى)، إن «الحوار الحالي القائم بين العراق والولايات المتحدة مبني على زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى واشنطن»، منوهاً أن «الولايات المتحدة تقدر التضحيات التي قدمتها القوات الأمنية العراقية».
وفي 15 نيسان الماضي، زار رئيس السوداني الولايات المتحدة، واجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، واعتبر في تصريح له أن العلاقات بين العراق والولايات المتحدة «وصلت لمنعطف مهم»، مشيراً الى أهمية الانتقال من «العلاقة ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية» إلى الشراكة الكاملة «وفق اتفاقية الإطار الستراتيجي».