TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > كوارث 2024.. العالم تحت تهديد وحش "الطبيعة"

كوارث 2024.. العالم تحت تهديد وحش "الطبيعة"

نشر في: 1 أغسطس, 2024: 05:46 م

المدى/ متابعة
أفادت وسائل إعلام صينية، اليوم الخميس، بأن الأمطار الغزيرة التي شهدتها الصين نتيجة الإعصار غايمي خلفت 30 قتيلا على الأقل و35 مفقودا في قرية بوسط البلاد.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن "منطقة زيكتشينغ الواقعة على بعد حوالي 1500 كيلومتر جنوب غربي بكين، شهدت هطول أمطار قياسية في مطلع الأسبوع"، مشيرة إلى "تسجيل 645 ملم من الأمطار محليا خلال 24 ساعة".
وعانت الصين من أحوال طقس صعبة هذا الصيف، إذ شهدت أجزاء من الشمال موجات حر شديد، بينما تسببت الأمطار الموسمية بحدوث فيضانات وانزلاقات للتربة في مناطق وسط وجنوب البلاد.
وفي كل عام، تقتل الكوارث الطبيعية الأكثر فتكًا مثل الزلازل والانفجارات البركانية والأعاصير والتسونامي والفيضانات وحرائق الغابات والجفاف، ما يقرب من 60 ألف شخص، وفقًا لمختبر بيانات التغير العالمي.
خسائر عالمية
وذكرت شركة "ميونخ ري" الألمانية لإعادة التأمين أن الفيضانات والعواصف والكوارث الطبيعية الأخرى تسببت في خسائر عالمية تقدر بنحو 120 مليار دولار، وأودت بحياة 4500 شخص خلال النصف الأول من العام الجاري.
ووفقا لسي إن إن، أوضح التقرير نصف السنوي للشركة أن هذه الخسائر أقل من تلك المسجلة في الفترة نفسها من العام 2023، لكنها تفوق المتوسط السنوي للسنوات الـ10 والـ30 سنة الماضية.
وقال إرنست راوخ، كبير علماء المناخ في "ميونخ ري" إنه "عند النظر إلى فترة زمنية أطول، نلاحظ تزايداً واضحاً في الخسائر الإجمالية، الفيضانات الكبيرة وسلسلة العواصف الشديدة في الولايات المتحدة كانت من أبرز الأحداث هذا العام".
بينما قالت الحكومة الصينية اليوم الجمعة إن الكوارث الطبيعية في البلاد تسببت في خسائر اقتصادية مباشرة بقيمة 93.16 مليار يوان (12.83 مليار دولار) في النصف الأول من العام الحالي، بعدما عانت البلاد من فيضانات وجفاف ودرجات حرارة متطرفة.
وذكرت وزارة إدارة الطوارئ أن الكوارث أثرت على 32.38 مليون شخص خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران وأدت إلى فقد أو وفاة 322 شخصا.
وفي مايو الماضي، قال صندوق النقد الدولي، إنه يتوقع نمو الاقتصاد الصيني 5% هذا العام بعد أداء "قوي" في الربع الأول من العام، ارتفاعا عن تقديراته السابقة التي كانت تشير إلى نمو 4.6%، لكنه توقع نموا أبطأ في السنوات المقبلة.
وتشير التبعات المالية للفيضانات الحالية في ألمانيا إلى أن الدولة لا تملك الموار المالية اللازمة لمواجهة هذه الكارثة كما كان عليه الأمر في السابق. وبهذا الشأن كتبت صحيفة "تاغس أنتسايغر" السويسرية الناطقة بالألمانية (السابع من تموز الماضي) بأنه "لا توجد حتى الآن تقديرات للعواقب المالية، لكن المبالغ قد تكون هائلة. على سبيل المقارنة: في عام 2021، أنشأت الحكومة الألمانية صندوقًا خاصًا بقيمة 30 مليار يورو بعد الفيضانات المفاجئة في راينلاند بالاتينات ومنطقة أيفل لمساعدة الأفراد والبلديات المحلية. (.) ومع ذلك، من الصعب حاليًا تخيل أن تتدخل الحكومة الفيدرالية مرة أخرى بشكل شامل كما فعلت قبل ثلاث سنوات. فمنذ أن حظرت المحكمة الدستورية الفيدرالية العام الماضي، ما يسمى بالصناديق الخاصة الممتدة على سنوات إلى جانب الميزانية العادية التي تتعارض مع كبح الديون، أصبحت مثل هذه المساعي تخضع لقيود أكثر صرامة. ومع ذلك، تعاني الدولة بالفعل من نقص كبير في الأموال منذ صدور حكم المحكمة العليا، وهنا تقول الصحيفة: "لا يزال يتعين توفير ما لا يقل عن 30 مليار يورو لميزانية عام 2025. ولطالما احتدمت معارك التوزيع بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، بل إنها تهدد بتمزيق الحكومة".
تقلب المناخ
وبتوقعات مرعبة لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، إذ أكد حدوث كوارث طبيعية بسبب ارتفاع متوسط درجات حرارة الكوكب لأكثر من 1.5 درجة مئوية «2.7 درجة فهرنهايت» فوق مستويات ما قبل الصناعة في القرن التاسع عشر، مضيفا أن الكوكب اقترب أكثر من أي وقت مضى من تلك العتبة المخيفة في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يشير إلى توقع حدوث ظواهر مناخية متطرفة جديدة.
كارلو بونتيمبو، مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي، قال في تصريحات لصحيفة «ذا جارديان البريطانية»، «في الواقع، نحن حاليا في منطقة مجهولة، ولا نعرف ما سيحدث بعد ذلك»، محذرا من أن التغير المناخي ستحول لـ«وحش خطير سيلتهم العالم»، مشيرا إلى أن التحولات الكوكبية لن تؤدي فقط إلى خروج درجات الحرارة عن السيطرة، بل ستطلق أضرارا خطيرة، ولا يمكن التراجع عنها على الإنسان والطبيعة.
وحذر الصندوق العالمي للطبيعة (World Wildlife Fund، في أحدث تقاريره "توقعات أزمة المناخ 2024"، والذي يسلط الضوء على أزمة المناخ التي وصلت إلى لحظة إلحاح لا يمكن قياسها من ان يكون العام الحالي 2024 أكثر سخونة من العام الماضي ليس في درجات الحرارة المتطرفة وحدها ولكنه حذر كذلك من تزايد الكوارث الطبيعية، وذلك مع استمرار كثير من الدول في إهمال التحول إلى الطاقة النظيفة ومراعاة التغيرات المناخية.
ويشير التقرير إلى ضرورة إلزام دول العالم ببناء الجسر إلى مستقبل مناخي صالح للعيش ووضع نهاية لعصر الوقود الأحفوري.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن عام 2023 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق، إلا أن عام 2024 يبدو أنه قد يكون أسوأ، حيث شهد العام الماضي عددًا قياسيًا من الكوارث التي بلغت قيمتها مليارات الدولارات، ولا يوجد سبب لتوقع أن يكون عام 2024 مختلفًا مع تفاقم العواصف وحرائق الغابات وغيرها من التهديدات، بسبب تغير المناخ، حيث تستمر الأحداث المناخية والكوارث المرتبطة بالمناخ في التأثير على المجتمعات وتكبدها مليارات الدولارات من التكاليف.
"النينو"
ويعد النينو من أبرز تجليات التغيرات المناخية، قوامه رياح ساخنة تهب على جنوب المحيط الهادي فتُحدث اضطرابا في توازن مستويات الضغط بين شرق وغرب المحيط لتأثيرها على حرارة المياه السطحية، ما يحدث كتلا وتيارات مائية ساخنة بالمناطق المدارية التي تقع على خط الاستواء، فتندفع المياه السطحية الدافئة القريبة من الشواطئ إلى جهة الغرب لتحل محلها المياه العميقة الباردة، ثم يمتد تأثيرها إلى أرجاء واسعة من المحيطين الهندي والأطلسي في شكل أمطار وفيضانات في مناطق، وجفاف وارتفاع في معدلات الحرارة بمناطق أخرى.
وقضى 155 شخصا في تنزانيا بسبب أمطار غزيرة مرتبطة بظاهرة إل نينيو المناخية تسببت بفيضانات وانزلاقات للتربة، وسجلت عدة بلدان في إفريقيا الشرقية تساقطات أعلى من المعدل في الأسابيع الأخيرة.
وتزامن موسم الشتاء هذه السنة مع موجة من النينيو بدأت بمنتصف 2023، وقد تستمر حتى أيار، حسبما أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في 5 آذار.
تحدث ظاهرة النينيو كل سنتين إلى سبع سنوات تقريبا، وهي الدورة الدافئة بالمحيط الهادئ وتأثيرها مختلف من منطقة لأخرى في العالم، وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، تتسبب ظاهرة النينيو بموجات جفاف في مناطق من العالم وبتساقطات غزيرة في مناطق أخرى.
يذكر ان من أشهر الكوارث الطبيعية القاتلة، الزلزال الكارثي الذي بلغت قوته 9.1 درجة الذي ضرب تحت سطح البحر قبالة الساحل الغربي لسومطرة بإندونيسيا في 26 ديسمبر 2004. وأدى الزلزال إلى حدوث تسونامي هائل أدى إلى مقتل ما يقرب من 230 ألف شخص، وتشريد ما يقرب من 2 مليون شخص في 14 دولة. وصل التسونامي، الذي كان يتحرك بسرعة تصل إلى (804 كم/ساعة)، إلى الشاطئ في أقل من 15 إلى 20 دقيقة بعد وقوع الزلزال، مما لم يمنح السكان سوى القليل من الوقت للفرار إلى أرض مرتفعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

العراق يفقد نحو 30% من الأراضي الزراعية جراء التغيرات المناخية

العراق يفقد نحو 30% من الأراضي الزراعية جراء التغيرات المناخية

متابعة/ المدى أفاد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان فاضل الغراوي، اليوم الخميس، بأن العراق فقد نحو 30% من الأراضي الزراعية المنتجة بسبب التغيرات المناخية خلال السنوات الثلاثين الاخيرة. ونقل تقرير صادر عن الغراوي قوله،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram