اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جماعة المختبر المسرحي.. أسبوع ثقافـي ناجح وأحلام محظورة

جماعة المختبر المسرحي.. أسبوع ثقافـي ناجح وأحلام محظورة

نشر في: 27 ديسمبر, 2010: 05:08 م

د.يوسف رشيدأوكرانيافي أوكرانيا وعلى مسرح (جامعة ماؤوت) حطت مجموعة المختبر المسرحي بالتعاون مع البيت العراقي رحالها في العاصمة (كييف) لتقدم المسرحية العراقية (احلام محظورة) ضمن أسبوع ثقافي إقامته المجموعة قدمت فيه بحوث ودراسات لنقاد مسرحيين عن التجريب
و فلسفة القضية الاجتماعية للمسرح شارك بها يوسف رشيد وقاسم مؤنس  ووليد شامل وجبار خماط  بينما اخرج العرض المسرحي (قاسم مؤنس).وقد انطلقت المدونة النصية(أحلام محظورة) للكاتب والشاعر العراقي (كاظم مؤنس) من فرضية تداعي الحلم على الواقع وبطريقة تؤشر الانتماء الحقيقي  الى الهم الجمعي عبر النموذج الذي يؤكد شرعية انتماء وتمسك العراقي بقضيته حد الاستشهاد من اجلها في مقابلة مع راهنية اللاجدوى  من حياة لا يسودها السلام والمحبة. فالمسرحية ترفض كل اشكال العنف والحرب وكل انواع القهر الذي يخلق صوراً كابوسية استبدت بالروح الانسانية البريئة، لذا فأن الخطاب المسرحي قد تمركز في نسق ثقافي متحكم هو الدعوة إلى السلام والمحبة من خلال (اب وزوجة وشخصية الزوج التي استدعاها الخطاب المسرحي من عالم الموت) لتشتبك في صراع عبر ثنائية الموت و الحياة ومن هنا يأتي التداخل الفني بين لعبتي الحلم والواقع ومن الذي يستضيف الآخر– إذ تظهر– الزوجة في المشهد الاستهلالي نائمة عندما دخل الزوج الى فضاء الحلم قادما من موته – الافتراضي-  في (ارواحية) تماثل حلول الروح في الجسد كثنائية تكوينية لشخصية الزوج الذي لعبه ببراعة (خالد احمد مصطفى)، فبين فزع اللقاء الاول وصدمة الفقدان تندلق المشاعر الماضوية واحلامها فتنتفض الزوجة على ضائقة الفقدان والجدب الروحي، لتتمسك بذلك الحلم حتى وان كان حلماً، لأنه الوحيد الذي يمنحها سانحة محبة تأخذها الى ذلك الحبيب الذي ازاحه الموت جسداً ولم يستطع اقصاءه حباً خالداً في الروح – وهذه هي فرضية اللوحة الاولى التي صاغها (الشاعر المؤلف) لتتداخل وتشتبك مع اللوحة الثانية بوهم اللقاء بين (الزوج ووالده) والذي كان بمثابة تصعيد درامي لخطوط لعبة الايهام بالحلم الذي يفلسف جدلية الموت  والقضية لدى (الشهيد – الميت) بين جدوى الموت ولا جدوى  الخوض في تفاصيل مبرراته احيانا عندما تكون الحياة مجرد هزيمة، والواقع  هو استسلام، ليخلص الى ان هذا الميت هو الحي الوحيد امام  احياء هزمهم واستسلامهم للواقع الذي يضغط عليهم بقوة القهر وكابوسية الضياع .ان الصياغة الشاعرية الاخاذة للنص واشتباك الحكاية الافتراضية بالفرضية الدرامية للمدونة النصية الزاخرة بالمحمولات العلامية يومئ الى قدرة عالية سبق للكاتب ان اثبتها من خلال مدونات سابقة له مثل (ايعقل ايها السادة)و (علامة استفهام)  وغيرها ، مما اتاح لاخيه المخرج قاسم مؤنس فرصا في التعامل مع شعريتها عن قرب وادراكاً لمراميها بالفهم والتوغل في البنى العميقة، التي تمنح مؤولها فرصا للتجريب في نصوص مخصبة بالصور الشعرية ، وهو فعل اخراجي اذا ما استمر، فأنه حتما سيرسم للمخرج ملامح اتجاهية لاسلوبه الشخصي في الاخراج المسرحي – حيث عمد في مسرحية (الاحلام المحظورة) إلى تعويم الزمان والمكان في توظيف مفتوح للتعامل مع المفردة المنظرية تبعا للمعطيات المكانية المتاحة، وكذلك فأن مشروعية كل ما يحدث في الحلم  قد فسح المجال امام تداخل الاتجاهات الادائية على مستوى التمثيل والاشتغال على المبتكر المنظم والمنسجم مع الرؤية الإخراجية، إذ على الرغم  من عدم توفر مؤهلات مساحية لمكانية العرض  فقد بوأر العرض إخراجياً مكانية الحلم ، بأيجاد بدائل لخلق الايهام بالسعة الجغرافية للمكان بأستخدام مفردات الاقمشة واضاءتها بالالوان التعبيرية عن عناصر الصراع ، التي ساهمت في اذكائها موسيقى  ومؤثرات (صالح الفهداوي) الذي انتخبها بعناية فائقة والتي ساهمت في الارتقاء بخلق الجو العام وتعزيزه .يندرج الخطاب الفكري والفني في (احلام محظورة) في إطار منظومة المسرح الشعبي، ولكن ليس بمفهومه الملحمي، وإنما بالأسلوب الذي ينحو منحى الواقعية النفسية، فرغم تغريب بيئة العرض  وتماهيها مع الرمزية – فهو خطاب يسعى الى ردم الحدود بين المركزيات الفنية والفكرية في المسرح للخروج بنسق شعبي ، ذي لغة عالية وشعرية تنطلق من عاطفة مجروحة ومشحونة في الوقت نفسه بهذا اليومي الذي يمسرحه العرض ويقدمه بجماليات قصائدية ،  يلتحم فيها العاطفي التقليدي ، مع الاختباري العقلي الذي يقدمه المتخيل لفرضية العرض المسرحي . وكان ذلك في الاستقدام المادي للشهيد في عالم الاحياء الذي لم يكن جديدا في المسرح العراقي كوحدة موضوعية لها تناصاتها مع مدونات اخرى  وحتى (تعرضناتها) مع عروض اخرى ، الا ان محاكمة الموت والحياة هنا تتسم بمثاقفة تجمع بين العضوية العاطفية وبين المثاقفة القسرية والاجبارية احيانا لتأكيد الحضور المركزي للفكرة في هذا النمط المسرحي الشعبي ، فضلاً عن التغريب الفني لبيئة العرض  ومعطيات المكان&am

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram