متابعة/ المدى
دخلت السلطات العراقية في طور اتخاذ إجراءات أمنية مشددة داخل قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربيّ العراق، وقاعدة حرير في محافظة أربيل شمالاً، اللتين تضمان عدداً من القوات الأميركية.
كذلك تُتَّخَذ إجراءات مماثلة حول المناطق القريبة من القاعدتين خشيةً من استهدافهما من قبل الفصائل المسلحة، رداً على القصف الأميركي لقوات الحشد الشعبي في جرف الصرف بمحافظة بابل.
وتترقب الأوساط الحكومية والسياسية والشعبية تصعيداً محتملاً للفصائل المسلحة، ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة، بعد شنّ الولايات المتحدة ضربة جوية مساء الثلاثاء استهدفت "كتائب حزب الله" العراقية في منطقة جرف الصخر، جنوبيّ العاصمة بغداد.
وقالت مصادر في الجيش العراقي، إن "القوات الأميركية الموجودة داخل قاعدة عين الأسد اتخذت إجراءات أمنية احترازية مشددة، خشيةً من استهداف القاعدة بأي لحظة من قبل الفصائل، إضافة إلى إطلاق الطيران المسيَّر فوق القاعدة والمناطق القريبة منها لرصد أي تحركات لأي جماعات مسلحة تعمل على قصف القاعدة من خلال الطيران المسيَّر أو الصواريخ".
وبينت المصادر، أن "القوات العراقية كذلك اتخذت إجراءات أمنية وفق توجيهات عليا صدرت إليها في المناطق القريبة من القاعدة، التي دائماً ما تكون منطلقاً للطيران المسيَّر والصواريخ وإطلاق دوريات عسكرية بشكل مستمر في تلك المناطق، خصوصاً أن التوجيهات حمّلت المسؤولين عن تلك القواطع مسؤولية أي خرق يحصل ضمن قاطع مسؤولياتهم".
وأكدت المصادر ذاتها أن إجراءات مماثلة يشهدها محيط قاعدة حرير، في أربيل، تحسباً لأي هجوم قد تتعرض له خلال الساعات المقبلة.
من جهته قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، إن "كل المعطيات تؤكد أن رد الفصائل على القوات الأميركية أمر حتمي، وقد يكون التصعيد مختلفاً هذه المرة، بسبب أيضاً تصاعد التطورات على الساحة اللبنانية والفلسطينية، وكذلك الإيرانية، فهذا ربما سيدفع إلى رد نوعي يختلف عن السابق من قبل الفصائل".
وبيّن فيصل أن "حالة التأهب الأمني لدى القوات الأميركية في العراق أمر طبيعي، في ظل التطورات الأمنية والعسكرية الخطيرة في عموم المنطقة، فهذه القوات الآن أهداف مكشوفة ليس فقط للفصائل، بل حتى لدى الجمهورية الإيرانية، التي قامت سابقاً بقصف تلك القوات من داخل الأراضي الإيرانية".
يوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن
وأضاف أن "رد الفصائل على القوات الأميركية، سوف يصعّد من الموقف في الداخل العراقي، فعملية القصف سيكون عليها رد أميركي جديد، خصوصاً إذا ما كان رد الفصائل يوقع خسائر بشرية أو حتى مادية، وربما الأميركيون سوف يعاودون عملية اغتيال قادة تلك الفصائل، والأمر قد يصل إلى قادة الصف الأول، وليس القيادات الميدانية". ومضى قائلاً: "ولهذا، الوضع خطير والكل يترقب تصاعد الأحداث خلال الساعات المقبلة والأيام القليلة المقبلة، خصوصاً إذا ما كان هناك رد إيراني على الكيان الصهيوني، والذي ربما يشعل المنطقة ككل".
ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ أيلول 2014. ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي. وليست كلّ هذه القوات أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية وأسترالية وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.
تأهب أمني في محيط قاعدتي عين الأسد وحرير تحسباً لأي تصعيد
نشر في: 2 أغسطس, 2024: 07:33 م