دعا زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، الخميس، إلى ضرورة التهدئة بين حكومتي المركز والإقليم وتفادي تفاقمها، فيما أكد رئيس البرلمان توافق الطرفين على سحب قواتهما من المناطق المختلف عليها.
وقال زعيم المجلس عمار الحكيم، في بيان لمكتبه الإعلامي صدر عقب استقبال رئيس البرلمان أسامة النجيفي، وحصلت المدى على نسخة منه إن "الانتخابات المقبلة يجب أن تجري في أجواء هادئة باعتبارها أبرز مشاهد النظام الديمقراطي في العراق"، مشدداً على "ضرورة التهدئة وعدم تصعيد الأزمة بين الإقليم والحكومة الاتحادية تفاديا لتفاقمها".
وأشار الحكيم إلى "ضرورة الإسراع بسن القوانين المهمة من قبل البرلمان العراقي، وتفعيل دوره الرقابي والتشريعي".
وأوضح المكتب الإعلامي للمجلس في بيانه أن "النجيفي استعرض جهوده المبذولة للحد من تفاقم الأزمة بين الإقليم والحكومة الاتحادية"، لافتاً إلى وجود "توافق على ضرورة التهدئة وسحب القوات من قبل الطرفين وتقديم الطرفين أوراق عمل لمناقشتها من قبل لجان مختصة".
وأعلن رئيس الحكومة نوري المالكي، الأربعاء، أنه بحث مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي آلية تنفيذ نشر سيطرات مشتركة في المناطق المختلف عليها أو تشكيل قوة محلية من الأهالي لإدارة ملف الأمن فيها.
وجاء ذلك بعد أن كشف مقرر مجلس النواب العراقي أن رئيس المجلس أسامة النجيفي اتفق مع رئيسي الحكومة نوري المالكي وإقليم كردستان مسعود بارزاني على سحب قوات الجيش والبيشمركة من المناطق المختلف عليها واستبدالهما بقوات الشرطة المحلية، مشيراً إلى أنه سيتم تنفيذ القرار بعد استئناف اللجنة الفنية بين وزارتي الدفاع والبيشمركة اجتماعاتها في بغداد للوصول إلى الصيغة النهائية ليتم التوقيع عليها من قبل الطرفين.
وقدم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، أمس الأربعاء، (5 كانون الأول الحالي)، لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مقترحا لحل أزمة بغداد وأربيل يتضمن انسحاب قوات الجيش والبيشمركة من نقاط التوتر واستبدالها بالشرطة، فيما اعتبر بارزاني المقترح إيجابيا.
وجاء هذا التطور بعد تراجع جهود التهدئة بين بغداد وأربيل بعد فشل الاجتماع العسكري بين وفد البيشمركة ومسؤولي وزارة الدفاع العراقية، إذ أعلنت رئاسة إقليم كردستان، في (29 تشرين الثاني الماضي)، عن تراجع حكومة بغداد عن وعودها، وأكدت أن الأحزاب الكردستانية جميعها اتفقت على صد "الديكتاتورية والعسكرتارية" في بغداد، وعلى عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك والمناطق المختلف عليها، فيما شددت على جدية الحوار وتقوية الحكم الداخلي في الإقليم.
يذكر أن حدة الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد، تصاعدت عقب حادثة قضاء الطوز في محافظة صلاح، في (16 تشرين الثاني 2012)، والتي تمثلت باشتباك عناصر من عمليات دجلة وحماية موكب "مسؤول كردي" يدعى كوران جوهر، مما أسفر عن مقتل وإصابة 11 شخصاً غالبيتهم عناصر من قوات عمليات دجلة، الأمر الذي عمق من حدة الأزمة المتجذرة أساساً بين الطرفين.