أربيل/ سوزان طاهر
تحركات مريبة ومقلقة لعناصر «داعش» خلال الأسابيع الأخيرة، أثارت المخاوف من احتمالية اتساع هجمات التنظيم الإرهابي، والتأكيد على ضرورة زيادة مستوى التنسيق الأمني المشترك بين القوات الأمنية الاتحادية وقوات البيشمركة في المناطق المتنازع عليها.
ومؤخراً شن عناصر تنظيم داعش سلسلة هجمات على قرى هنجير في محافظة كركوك ومناطق أخرى في محافظتي ديالى، ونينوى.
فيما تزداد التصريحات حول مخاطر عناصر تنظيم داعش من المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية «قسد» من سجونها في شمال شرقي سوريا، خاصة وأن هنالك حدود طويلة عريضة بين الإقليم وشمالي سوريا.
ويؤكد الخبير الأمني آراس عزيز، أن «هناك فراغات أمنية كبيرة في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، والتي تعرف بمناطق المادة 140».
قصة الفراغات الأمنية
ويقول عزيز في حديث لـ(المدى)، إنه «بعد انسحاب قوات البيشمركة من تلك المناطق في عام 2017، تركت خلفها فراغات كبيرة، وهذه المناطق التي تسمى بالمناطق المحرمة، لا توجد فيها أي قوة أمنية، سواءً تابعة للحكومة الاتحادية أو حكومة الإقليم».
وأضاف أن «تحركات تنظيم داعش زادت مؤخراً، وبات التنظيم يشكل تهديداً حقيقياً، خاصة وأن المناطق التي ينتشر بها، هي مناطق ستراتيجة تشكل تهديدا لعدة محافظات».
فهو يتواجد في مناطق جنوب كركوك، وأطراف خانقين، وقراجوغ في مخمور، وجزيرة نينوى، وقرى جنوب الموصل، وتلال حمرين، وهذه المناطق ستراتيجية ترتبط مع بعضها، خاصة تلال حمرين، وجبال قراجوغ، ففيها مناطق وطرق ستراتيجية تتصل مع محافظات كركوك ونينوى وأربيل وصلاح الدين، وصولاً إلى الأنبار.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي في تصريحات صحافية إن «حصول الهجمات الجديدة، لا يعني خروج الوضع عن السيطرة، بل إن الوضع مسيطر عليه وهناك عمليات نوعية للقوات الأمنية ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي في كل المدن العراقية».
وعقد في مدينة السليمانية مؤخراً اجتماع أمني ثلاثي رفيع المستوى بين قوات البيشمركة والجيش العراقي وقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وشدد الاجتماع بحسب البيان، على تطوير عمليات التنسيق والتعاون المشترك بين البيشمركة والجيش، حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة من تهديدات داعش، وأهمية تنفيذ عمليات أمنية مشتركة بين الجانبين لمطاردة فلول الإرهاب ولاسيما في مناطق الفراغ الأمني الواقعة بين القوتين.
الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور تحدث عن الفراغات الأمنية بين البيشمركة والقوات الأمنية العراقية، وكيف يستغلها تنظيم داعش.
ويقول ياور في حديث لـ(المدى)، إن «التحركات الأخيرة لداعش تؤكد أن، التنظيم الإرهابي مايزال يهدد أمن الإقليم والعراق بشكل عام، على الرغم من ضعفه، واتخاذه موضوع الدفاع بدلاً من الهجوم».
مساحة الفراغات
وأشار إلى أن «التنظيم الإرهابي يركز على مناطق الفراغات الأمنية في المناطق الممتدة من خانقين في ديالى إلى سحيلة قرب محافظة دهوك، على الحدود العراقية السورية».
وبين أن «هذه الفراغات كبيرة، وبمساحات واسعة تصل إلى 40 كيلو متر، وعمق 30 كيلو متر، وتمتد إلى ديالى ونينوى وكركوك، والحدود الإدارية لمحافظة أربيل».
وتابع أن «الحل الأمثل لتجنب هجمات أكبر لداعش، هو شغل هذه الفراغات الأمنية من قبل القوات المشتركة من الجيش والبيشمركة، وعلى هذا الأساس، يجب تفعيل غرف التنسيق والألوية المشتركة بين بغداد وأربيل».
قوة عسكرية مشتركة
وكشف مصدر أمني رفيع عن انتهاء ترتيب المواقع التي ستنتشر فيها طلائع 7 آلاف مقاتل من الجيش العراقي والبيشمركة لسد الفراغات الامنية بين محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين.
وبهذا الصدد يقول عضو الاتحاد الوطني الكردستاني محمد الحاج عمر إن، الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لديهما اتفاق سابق ينص على تشكيل لواءين مشتركين من الجيش والبيشمركة ويكون تحت مسؤولية وإشراف وزارة الدفاع حصراً.
ويضيف الحاج عمر في حديث لـ(المدى)، إن «اللواءين المشتركين من المفترض أن يباشروا بالانتشار في الفراغات الأمنية داخل المناطق المتنازع عليها، في ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى».
وأوضح أن «هذه التشكيلة العسكرية المهمة، ستتمكن من صد أي تحرك يستغله تنظيم داعش في الفترة المقبلة، لآن التنظيم الإرهابي استغل هذه المنطقة، لشن الهجمات مؤخراً».
تحذيرٌ من الخطر القادم
وحذر عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين من احتمالية تسلل عناصر من داعش من الذين تم إطلاق سراحهم مؤخراً في شمال سوريا.
ويذكر حسين في حديث لـ(المدى)، أن «التنسيق الأمني وتشكيل غرف التنسيق المشتركة بين الجيش العراقي والبيشمركة بات ضرورة ملحة، ويجب عدم التأخر بهذا الأمر، لآن أي تأخر ستدفع ضريبته المناطق المنتازع عليها، بعد زيادة تحركات داعش في الفترة الأخيرة».
تحركات مريبة لداعش في العراق ودعوات لتنسيق مشترك بين الجيش والبيشمركة
نشر في: 4 أغسطس, 2024: 12:10 ص