TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الـ (المدى) وملاحقها

الـ (المدى) وملاحقها

نشر في: 5 أغسطس, 2024: 12:01 ص

رفعة عبد الرزاق محمد

لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة الورقية تقلصت الى ثلاثة ملاحق هي: ذاكرة عراقية، منارات، عراقيون. وكانت البداية مع ملحق اسبوعي باسم (ذاكرة عراقية)، صدر العدد الاول منه يوم 21 شباط 2008، وكان موضع اعجاب القراء واهتمامهم، فالعراقيون في السنوات الاخيرة بعد ما حاقت بهم الاخطار والتحديات المختلفة، بسبب السياسات الخاطئة لانظمة الحكم، اخذوا بمقارنة ما حدث في السنوات الاخيرة، مع ما حدث في الاجيال السابقة، وكأنهم يريدون اجابة من وقائع التاريخ، لما حدث من تقهقر واحباط.
لقد كان مفهوم (الزمن الجميل) قد ذاع كثيرا ولقي جمهورا واسعا في كل الوسائل الاعلامية المقروءة او المسموعة.
لقد شعرت (المدى) بهذا الشغف بقراءة حوادث التاريخ الحديث، فاصدرت ملحق (ذاكرة عراقية) كل يوم اثنين، وهو ملحق يُعنى بتاريخ العراق الحديث من جوانبه المختلفة، وما سمي منها بأيام الزمن الجميل بابراز الجوانب المضيئة من تاريخنا، والاتعاظ من الجوانب (المظلمة) فضلا عن سعي الملحق، لكشف الاسرار الكثيرة التي يعج بها تاريخنا السياسي والاجتماعي.. وكلّ هذا يقدم مدعوما بالصور النادرة والوثائق المعتمدة.
وقد اعتمد الملحق معايير واضحة في اختياره مواده، اهمها ابراز الجانب الوطني من تاريخنا، والمنسي من وقائع العراق واحداثه وشخصياته فضلا عن صدق الرواية ورصانة الموضوع وطرافته..
ومن هذه المصادر الرسائل الجامعية واغلبها غير منشور والرسائل كما هو معروف كتبت بروح منهجية محايدة، مع حرص الملحق على ذكر صاحب الرسالة وعنوانها بشكل كامل. كما اعتمد الملحق في تقديم مواده على الصحف والمجلات القديمة النادرة، ففيها مستودع كبير من المواد التاريخية المطوية والطريفة، فيعاد تقديمها بشكل جديد مزودة بالصور النادرة.
لقد حظي (ذاكرة عراقية) منذ ظهوره باقبال كبير من القراء ومتتبعي تاريخنا الحديث، وكثرا ما اعتمدته الدراسات الاكاديمية وغيرها، فقد قدم الملحق المئات من النصوص النادرة والذكريات الجميلة، والمقالات المنسية واغلبها بقي متفرقا في بطون الصحف والمجلات القديمة، او رهين الاوراق المخطوطة غير المنشورة.
لقد زخر تاريخ العراق الحديث من انبثاق اليقظة الفكرية في اوائل القرن العشرين وتطورها بالكثير من الاسماء الكبيرة لاعلام العراق بكل جوانب الحياة الفكرية وفنونها، فكان صدور ملحق (عراقيون) تحقيقا لمطلب واضح بضرورة الاحتفاء باعلام العراق الحديث ممن لعبوا ادوار فكرية وتاريخية فائقة. و بعد النجاح الباهر في إصدار ملحق (ذاكرة عراقية) وايمانا من مؤسسة المدى التي تعنى كثيرا بالشأن الثقافي التنويري، بالدور الكبير الذي لعبه أعلام العراق الحديث منذ بواكير اليقظة الفكرية في اوائل القرن الماضي ولاتاحة الفرصة للأجيال الطالعة للتعرف على رموز العراق وأعلامه في شتى مناحي الفكر والابداع. بدأت جريدة المدى باصدار ملحق اسبوعي باسم (عراقيون) اعتبارا من يوم 29 مايس 2008، واستقر فيما بعد على يوم الخميس من كل اسبوع، فصدر منه حتى يومنا مئات الاعداد، لاسماء كبيرة او منسية او مغمورة من تاريخنا الفكري الحديث.
ومن الجميل ذكره ان اغلب هؤلاء الاعلام عقدت عنهم جلسات متخصصة في اليوم التالي من صدور الملحق، في بيت المدى في شارع المتنبي، وجميع هذه الجلسات التي يحضرها متحدثون لهم صلة بالشخصية المحتفى بها اضافة الى جمهور واسع من المستمعين الذين يجدون في هذه الجلسات مكانا لائقا وخدمة لا مزيد عليها فضلا عن الفائدة الفكرية من تلك الجلسات.
شهد ملحق (عراقيون) منذ ظهوره اهتماما منقطع النظير بين الشريحة المثقة في العراق وخارجه والكثير منهم حرصوا على حضور جلسات بيت المدى في اليوم التالي لصدور الملحق. ولا ريب ان المعيار الرئيسي في اختيار هؤلاء الاعلام، هو المعيارين الوطني و الابداعي. ولما كان عدد هؤلاء الاعلام كبيرا، فقد شمل الملحق العديد من الشخصيات المنسية والتي غمرها العقوق والنسيان فحاول الملحق والفعالية التي تقترن به احياء ذكرى هؤلاء ومآثرهم لتصبح مجلدات (عراقيون) بموادها وصورها ووثائقها مرجعا غنيا لا غنى عنه لدراسة اعلام العراق الذين يحظون باجماع وطني وابداعي، ولهم اداور لامعة في المسيرة الفكرية للعراق، ولا ريب ان اختيارهم بسبب الجانب الابداعي الذي لا ينكر وهذه حقيقة اود ذكرها هنا للتنويه بها. اما ملحق (منارات) فقد كان انفتاح (المدى) على الثقافات الانسانية واضحا. ولم تهمل اي باب من ابواب الثقافة والفكر والمعرفة فمدت بصرها الى شخصيات التراث الانساني في مختلف عصوره، وأصدرت ملحق (منارات) يعنى بتقديم شخصيات عربية او عالمية من مختلف عهود الفكر الانساني الى يومنا، ويكرس كل ملحق الجوانب الابداعية والتاريخية المتميزة لكل شخصية.
صدر العدد الاول من ملحق (منارات) في 4 تموز 2009 وكان عن عميد الادب العربي طه حسين، واستقر بعد صدوره عدة اعداد منه على يوم الاربعاء من كل اسبوع لصدوره، وقد اختير عددا من شخصيات هذا الملحق وفقا لمناسبات مختلفة ومنها فوز هذه الشخصيات بجوائز عالمية كبيرة او صدور كتبها فضلا عن المناسبات التاريخية لهذه الشخصيات. ولم يزل هذا الملحق يصدراسبوعيا كل يوم اربعاء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram