اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في مواكبة الـ (المدى)..

في مواكبة الـ (المدى)..

نشر في: 5 أغسطس, 2024: 12:05 ص

لاهاي عبد الحسين

يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا المشروع الذي يؤول المعنى، ويدعي الجديد، ولا من جديد باستثناء الدعوة لتقسيم المقسم، وتكريس الطائفية المجتمعية، وانشاء نظام ظل غير قانوني يضعف من مكانة ودور المؤسسة الوطنية القانونية الرسمية، ويساهم بالإخلال بآليات عملها، ويطعن بجوهر رسالتها الاجتماعية لتسيير شؤون العراقيين وفق قواعد أحكام تطبق على الجميع، بلا استثناء.
لم تتأخر المدى كما لم تتأخر من قبل في تناول هذا الموضوع الإشكالي من خلال المقالات والتغطيات الإعلامية وكان آخرها جلسة الجمعة الماضية التي استضافت فيها عدداً من المختصين والمهتمين ممن عبروا عن آراء نقدية تستحق أنْ تؤخذ بالاعتبار. يلاحظ أنّ جمهور جلسات الجمعة الأسبوعية للمدى يتصف بالثبات النسبي سواء على مستوى الحضور أو المشاركة والاهتمام. وعلى الرغم من صعوبة الخوض في قضايا تمس الصالح العام بحكم استمرار حالة التغالب، وتبادل الاتهامات، والاستعداد لممارسة العنف،وافتعال مختلف التجاوزات فقد اختارت المدى ألا تغض الطرف عما يهم الأكثرية الواسعة من العراقيين على سبيل المكاشفة، والتوضيح والتعبير عن المواقف الحقة. وبذلك تسجل المدى حضورها كمؤسسة ثقافية وإعلامية وطنية تتحدى حالات التنكر والانكار لجهودها وجهود القائمين على إدارتها. تزامن الاهتمام بمناقشة الأبعاد المتعددة والخطيرة على مستقبل المرأة والعائلة العراقية لمشروع التعديل المقترح مع إحياء ذكرى الرائدة العراقية الراحلة فضيلة القاضية صبيحة الشيخ داود صاحبة كتاب "أول الطريق إلى النهضة النسوية في العراق"، الصادر عام 1958. لم يكن هناك أبلغ من أنْ تستدعى فضيلة القاضية لتحضر جلسة مناقشة مشروع تعديل قانون كانت ساهمت بطريقة ما ببلورته إلى جانب الجهد السياسي والحكومي الريادي الآخر الذي بذلته الدكتورة نزيهة الدليمي لبلورة القانون المذكور، والذي لا زال سارياً حتى اللحظة، ويحظى بالقبول العام.
لم تكن البداية أمام المدى سهلة، وهي لا تزال صعبة ولكنها– المدى - اختارت طريقاً لا تحيد عنه للارتقاء بالقضايا ذات الأهمية للصالح العام في مجال السياسة والاقتصاد والبيئة. تشهد على ذلك تغطياتها الصحافية اليومية في مختلف المدن العراقية. كان يمكن للمدى أنْتكتفي بأنْتكون صحيفة ودار نشر مسالمة تتخذ من الحياد قاعدة لها لتتكفى الشر، وتواصل مسارها التقليدي بموازاة الحائط كما يقول التعبير الدارج، ولكنها أبت إلا ألا تكون كذلك. جسدت المدى منهجها هذا من خلال الجهد المميز والصادق للقائمين على إدارتها من كتّاب ومحررين ومراسلين ومحللين إلى جانب دائرة من المثقفين والمترجمين والمتابعين من أصدقائها ومتابعيها في مختلف الميادين حتى صارت بيتاً لهم يؤمونه، ويحجّون إليه.
لعل السؤال الذي قاد جهد المدى كمؤسسة ثقافية وإعلامية عراقية: كيف السبيل لبلورة مفهوم المثقف المسؤول وإلحاقه بصيغة عملية تطبيقية تتمثل في الدور الذي يؤديه على الصعيد المحلي والوطني والدولي! فكان أنْ بحثت للإجابة عن هذا السؤال من خلال دعوة أصحاب الأقلام المعروفة بتوجهاتهم الصادقة والشجاعة في تناولهم لما يخوضون فيه سواء على مستوى قضايا ثقافية عامة،أو قضايا اجتماعية محددة، أو على مستوى التنوير العام الذي يحرص على إعطاء فرص متكافئة للإحاطة والاطلاع، فحسب. ولا تتوانى المدى في البحث عن الجديد لتمتين مكانتها كمؤسسة ثقافية عراقية كما في السعي للدخول في مشاريع تحاول من خلالها استقطاب الكفاءات العلمية والأكاديمية المعروفة، والصاعدة بطريق العمل على تأسيس جمعية علمية تتولى اصدار مجلة علمية محكمة تقف إلى جانب اصداراتها في مجال الفلسفة والرواية والأدب والاجتماع. وهذه مهمة صعبة، ولعلها الأصعب في ضوء ما يعرف عن مستوى أداء الكثير من المحسوبين على المؤسسة الأكاديمية. بيد إنّ المقاييس التي تعتمدها المدى والحرص الذي عرفت به كمؤسسةذات معايير مهنية صارمة قد يخفف من الشعور بالقلق حول إمكانات نجاح مشروع من هذا النوع، نأمل أنْ يرى النور قريباً.
يحق للمدى وأصدقائها وجمهور متابعيها أنْ يحتفلوا معها في عيد ميلادها الرسمي الذي يوافق اليوم الخامس من آب الجاري،والذي سبق أنْ عبدته جهود وتضحيات شقت طريقها عبر وجدان وضمائر أفراد عملوا فيها وأسسوا لها.
تحية للمدى والقائمين عليها وهي تطوي عاماً آخر حفل بالإنجازات والتحديات وسط نشاط اعلامي لا يزال يجهد لترسيخ معاييره المهنية، وقواعد تحركاته في بلد يرتبط بماضيه العريق فيما يمد ناظريه لمستقبل أكثر ازدهاراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram