TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

نشر في: 5 أغسطس, 2024: 12:06 ص

 علي حسين

إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت في العراق.
ولهذا يصر كل يوم على أن يصدع رؤوس القراء بمقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية والرشوة والفساد، فيما الحقيقة تقول إن كل ما نشرته في هذا العمود هو مجرد لغوٍ وبهتانٍ تبطله الوقائع والشواهد التي تؤكد أن هذه البلاد تعيش أزهى عصور الاستقرار والتطور، حتى أن بلداناً مثل اليابان وكوريا الجنوبية أقرت كتاب "المفكر" إبراهيم الجعفري كمنهج دراسي في جميع مراحل الدراسة..
إذن أنا رجل أسعى لتحويل الحق إلى ضلالة، وأكتب ما يصادف هواي الشخصي ويوافق أفكاري، وهي أفكار اكتشف البعض من ساسة البلاد أنها تحمل في طياتها سوء النوايا، وأنني متورط مع منظمات دولية عميلة تريد تشويه صورة العراق وتحريف الحقائق.
ثم إنني كلما يحاول ساستنا "الأفاضل" الاحتفال بمنجزاتهم العمرانية والسياسية والاقتصادية، أحاول من جانبي أن أعكر صفو الأجواء، فأذكّر الناس بجزيرة صغيرها اسمها سنغافورة، وبعجوز توفي عن 91 عاماً اسمه لي كوان، أو أردد شامتاً مقولات لفقير هندي اسمه غاندي، يقولون إنه هزم بريطانيا العظمى وهو جالس يغزل أمام بيته، ولم يتوجه إلى التلفزيون يوماً ليلقي خطب وأهازيج وشعارات ، أو أصرعلى التذكير بأن قانون للضمان الصحي وتطوير التعليم وبناء المصانع ومحاربة المخدرات والجريمة أهم وأنفع للناس من هتافات النواب من أجل تعديل قانون الأحوال الشخصية .
ولهذا اسمحوا لي أن أكتب في محبة (المدى) وهي تدخل عامها الـ " 21 " الجريدة التي لا تزال تحارب شيوخ التطرف وتتصدى لهم حين يحاولون خلط الدين بالسياسة.. الصحيفة المفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف.. وإذا كان البعض قد نسي فإن علينا أن نذكرهم بالمعركة التي خاضتها (المدى) في الكثير من قضايا الفساد التي تعد خطاً أحمر لا يجوز الاقتراب منه.. من هذا المنطلق كانت (المدى) ولا تزال جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف.. العقل الذي يحدد كل يوم أجندة الكتاب والأقلام من خلال القضايا التي تطرحها من دون هوادة أو خوف. (المدى) صحيفة تعلمنا فيها جرأة الكاتب، وأهمية الاشتباك العنيف مع الأفكار الفاشلة، التي ينبغي هدمها وإفساح الطريق أمام عالم جديد. (المدى) الصحيفة القادرة على اكتشاف المواهب الجديدة وإفساح الطريق لها.
هذه هي (المدى) ، صحيفة قررت أن تكون وأن تبقى.. جريدة ذات أشواك حادة ضد الفاسدين والانتهازيين ولصوص الديمقراطية . إنها واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان.. وإن صوتها سيبقى قوياً صادحاً بقضايا الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: ألف نكتة ونكتة عن النزاهة!!

العمودالثامن: مثقفون مزيفون

اللعبة الطائفية الخطرة!

قانون الأحوال الشخصية.. في مواجهة الامتثال إلى الماضي

العمودالثامن: قاق .. قيق

 علي حسين وضعتُ هذا العنوان وأنا أتوقع أنْ يلومني البعض من القرّاء الأعزّاء على عدم احترامي لأصول المهنة، ومع كلّ المبرّرات التي سأطرحها عليكم، لأنني اخترت هذا العنوان، إلّا أنّ هناك من سيقول...
علي حسين

إنهاء الوجود العسكري التركي في الأرض العراقية؟

د. فالح الحمـراني على خلفية استمرار التناقضات والتنافس والخصومات بين القوى السياسية العراقية النافذة وتفاقم بعضها، والصعوبات الخطيرة التي تواجه الاقتصاد العراقي والمجالات المالية والاجتماعية، ما يزال الوضع الأمني في بعض مناطق البلاد صعب....
د. فالح الحمراني

إلى أنظار السادة القضاة في العراق

علي المدن بإلقاء نظرة سريعة على إحصائيات الزواج والطلاق في دول المنطقة يمكننا استنتاج أن الأزمة التي يعاني منها العراق في هذا الموضوع ليست خاصة به. لنلاحظ مثلا نسب الطلاق في إيران، وهي واحدة...
علي المدن

لماذا الفلسفة؟ومافائدتها؟

داميان ثيلير* ترجمة: عدوية الهلالي في أيامنا هذه، أصبحت الفلسفة ظاهرة جماهيرية. إنها موجودة في كل مكان:في المجلات، على الإنترنت، في المنتديات، على شاشات التلفزيون، في المقاهي. والفيلسوف نفسه لا يفلت من النجومية الإعلامية.،علاوة...
داميان ثيلير
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram