عن: هيرالد تربيونبدأوا يصلون قبل الغروب، اولا الدراجات البخارية ثم الدراجات الاكبر حجما وهي مغطاة بالجلد والكثير من الضوضاء لمدة ساعتين كل يوم جمعة على شارع عريض بجانب نهر دجلة.تعقيدات الحياة في بغداد تفسح المجال لبضعة اسئلة عامة لدى المتسابقين:هل استطتيع ان اجعل العجلات تفرقع بينما الناس يشاهدون؟ هل بالامكان ان انسل من البيت دون ان تلاحظ عائلتي ذلك؟ هل سيكون الامر لطيفا اذا تواجدت بضع فتيات هنا؟.
مؤخرا في يوم جمعة جلس علي حمرا البالغ 28 عاما من العمر على دراجته وكان الحشد المتواجد يبلغ تقريبا 75 من راكبي الدراجات الذين يقومون باداء الحركات على تلك الآلات التي تمثل بالنسبة لهم حب حياتهم حيث كان البعض منهم يقود دراجته وهو واقف والبعض الأخر يرفع عجلة دراجته الامامية في الهواء بينما ظل البعض الآخر يسرع بعجلات دراجاتهم الخلفية من اجل توليد غيمة من الدخان نتيجة الاحتكاك الشديد بين العجلة والارض. في الولايات المتحدة مثل هذه الحركات نادرا ما تجذب الانتباه لكنها في العراق تبدو هذه الحركات الشجاعة مثل اولى خطوات الطفل في ثقافة الشباب والناشئة حيث ترى من الخارج وكأنها تتشكل بشكل واسع على الرغم من عدم اكتمالها. يقول علي وهو يقود دراجته"اشعر بانني ثائر"وهو يعرض لنا ساعده المنقوشة عليه صورة لمغني راب، مضيفا لقد اخذنا هذا كأسلوب امريكي وهو يشبه فكرة المحاربين فسائقي الدراجات يستمعون الى موسيقى الراب والروك ولديهم تقليعات المحاربين الخاصة بهم ففي امريكا الثائرون لديهم شوارعهم ومقاهيهم لذا نحن نقلدهم. صديقه احمد حسان البالغ من العمر 23 عاما كان يرتدي"تي شيرت"عليه صورة جيفارا كان قد اشتراه عندما ذهب بزيارة لأقليم كردستان وكان واحدا من اوائل الذين بدأوا عروض الدرجات النارية عام 2002. والان مع تحسن الحالة الامنية خلال السنتين الأخيرتين عاد الراكبون لنشاطاتهم واصبح احمد يمتلك شيئاً من الشهرة يظهر في الاخبار ويحصل على لقب احمد اضرار لقدرته على تصليح الدراجات العاطلة قائلا"ان ما يسعدني ان اكون مثالا وشخصا مشهورا بالنسبة لزملائي"وهو يجلس على دراجته الخضراء الناصعة، مضيفا"الكثير من الراكبين الاصلاء قد تركوا البلاد لأنهم ملوا من الحالة الامنية ويتعرضون الى مضايقات الشرطة لكنني الان اقوم بتعليم الجيل الجديد كيفية القيام بالخدع". الراكبون بمختلف انتماءاتهم الدينية يتجمعون من كل مكان في المدينة متحدين عوائلهم متجنبين رجال الشرطة ويأملون بمرور آمن عبر المدينة التي مازالت تؤشر بوجود اماكن خطرة فيها ودوريات الشرطة تبقيهم تحت المراقبة. كان حيدر احمد البالغ من العمر 19 عاما يركن دراجته بجانب الطريق لكي يراقب اصدقاءه وعائلته لم توافق على ان يكون جزءا من هذا المشهد كما يقول لذا عليه ان يتسلل خارج البيت حيث ان أخاه قد هدده بتحطيم دراجته اذا وجده في مكان العرض وذلك من اجل سلامته لكن حيدر يقول"حينما نكون هنا فنحن ننسى كل شيء من حولنا وفي بعض الاحيان يأتي رجال الشرطة لكي يمنعونا لكننا نعود"حيث انه يضيف"لقد تم ايقافي مرتين من قبل الشرطة لعدم حصولي على الرخصة وتم تغريمي ما يقابل 25 دولارا". حيدر الذي يعمل في مصنع للأسلاك يقول انه يصرف كل ماله ووقته الفائض لدراجته كما يفعل الآخرون كما ان الحركة قد تستغرق شهورا لتعلمها واحيا بضع دقائق والجميع يحاول ان يقدم حركات جديدة في كل اسبوع. يقول حيدر"انه لشيء خطر وغير سهل لأي شخص لكي يتعلم ويجرؤ لعمل حركة جديدة وهذا هو السبب الذي يجعلني اشعر اني متميز واختلف عن الآخرين"لكنه كان يمزج اي حركة تبدو صعبة ضمن قياس علمي قائلا"حينما آتي الى هنا اكون خائفا من ان يمسكني شخص ما".حينما بدأت الشمس بالغروب كان السائقون لايبدون انهم يريدون العودة الى حياتهم الطبيعية فهم يريدون القيام بحركة واحدة أخيرة لأثارة اهتمام اصدقائهم، قلل احد المتسابقين وكان يرتدي تي شيرت لفرقة باك ستريت بويز من فكرة ان الدراجة النارية هي ضد الثقافة قال"اننا لا نثور ضد اي احد كان فقط شرطة المرور والشرطة"مضيفا ان ركوب الدرجات جاء بتحديات خاصة فان استبدال قطع الغيار امر صعب لذا كان على راكبي الدراجات ان يقلقوا على دراجاتهم من التلف.كما ان الاجناس لا تختلط في قيادة الدراجات لأسباب دينية فالذين يمتلكون دراجات ولديهم صديقات لا يستطيعون الصعود معا على نفس الدراجة، يقول مسار الصفار البالغ من العمر 33 عاما"الدراجة مغناطيس للفتاة الجميلة لكننا في العراق من الصعب ان تركب صديقتك وراءك على الدراجة لكن قيادة الدراجة امر مريح للتخلص من الضغوط فانك عندما تقود على الطريق السريع تنسى كل شيء وتشعر بحرية لا مثيل لها. ترجمة: عمار كاظم محمد
المراهقون في بغداد يثـورون على "البـؤس" بدراجات نارية
نشر في: 27 ديسمبر, 2010: 06:54 م