المدى/ متابعة
دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة حبس الأنفاس في انتظار رد ايران على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في طهران، ورد حزب الله في لبنان على اغتيال الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.
وتستعد إسرائيل والولايات المتحدة لـ"ضربة انتقامية" إيرانية غير متوقعة على إسرائيل في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع، حيث قالت طهران وحلفاؤها للدبلوماسيين الذين يحاولون منع نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط، إن الرد سيكون "ثقيلا وسريعا"، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
صارم وحاسم
وتوعّد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، إسرائيل، بردّ "صارم وحاسم"، على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واستهداف علماء طهران النوويين، وقادتها في سوريا والعراق".
وقال سلامي في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إن "إسرائيل أخطأت في حساباتها، وإيران سترد، وعندما يحين الموعد، سيدركون أنهم أخطأوا في حساباتهم".
وأضاف:"إسرائيل تترقب ردنا، وبالطبع سيرون متى؟ وأين، وكيف سيتلقون الرد؟، والعدو يسعى إلى خلق الشك في أذهاننا، وهو طقس جديد للحرب، ونحن نعيش في قلب هذه المعركة".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: إن "اغتيال إسماعيل هنية في طهران انتهاك للقانون الدولي"، مضيفًا: "على العالم أن يندد بالإرهاب، ويتخذ إجراءات لمحاسبة الكيان".
وأوضح كنعاني خلال مؤتمر صحفي: "نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أمننا الوطني وسيادتنا على أراضينا، ولا يحق لأحد أن يمنع إيران من حق الرد على من ارتكب انتهاكًا ضدها".
ونوّه، إلى أن "طهران لديها الحق في "تأديب"، الكيان الصهيوني وردعه وإيقاف جرائمه، واتخذنا الإجراءات الحقوقية والسياسية اللازمة، ونتوقع من مجلس الأمن موقفًا".
ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، "تواصلت عدة دول معنا تحت هذه الظروف المعقدة في منطقتنا، ونحن لا نسعى إلى زيادة التوتر بالمنطقة، ونمارس جهودنا الدبلوماسية لوقف الحرب في غزة".
وقف التصعيد
ووسط هذه الاستعدادات، كشف دبلوماسي إيراني أطلعته حكومته على التطورات، أن محاولات دول مختلفة لإقناع طهران بعدم التصعيد كانت ولا تزال بلا جدوى في ضوء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وأضاف الدبلوماسي أن "لا جدوى من ذلك. لقد تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء.
فيما كان قد قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري إن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية "حتمي وإن الكيان الصهيوني سيندم"، في الوقت الذي رفعت فيه إسرائيل حالة التأهب تحسبا لرد مرتقب.
وأضاف باقري أن بلاده تدرس كيفية ردها ومحور المقاومة، مؤكدا أنه "يجب اتخاذ خطوات مختلفة".
بدوره، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف -في كلمة خلال مراسم تشييع لهنية جرت في طهران- إن "لإيران الحق في الرد في الوقت والزمان المناسبين على من قتلوا هنية".
سيناريو الرد
بينما وضع خبراء ومحللون عدة سيناريوهات لطبيعة الرد الذي تنوي إيران توجيهه إلى إسرائيل، بعد عملية الاغتيال التي تعرض لها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو/تموز الماضي.
ويأتي هذا الرد المحتمل في خضم تهديدات إيرانية أطلقها أمس الأحد حجة الإسلام طائب مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني بأن "السيناريو المصمم للانتقام لدم الشهيد هنية هو من السيناريوهات التي لا تمكن قراءتها".
واكدت بعثة إيران بالأمم المتحدة، في وقت سابق، أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران سيكون بعمليات خاصة.
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء بأن "بعثة إيران لدى الأمم المتحدة علقت في منشور على منصة (إكس) على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، وقالت، إن الرد على الاغتيال سيكون بعمليات خاصة؛ ولكن أصعب ويبعث على الندم".
هل سيتكرر المشهد
وفي 13 أبريل/نيسان، نفذت إيران أول هجوم عسكري مباشر من داخل أراضيها تجاه إسرائيل، عندما أطلق الحرس الثوري وابلا من الطائرات المسيرة والصواريخ تجاه إسرائيل، ردا على غارة استهدفت السفارة الإيرانية في دمشق، تسببت في مقتل جنرال إيراني وآخرين.
ونجحت الولايات المتحدة في اعتراض العديد من الصواريخ، في تلك الليلة، قبل وصولها إلى إسرائيل. كما أسقطت الدفاعات الجوية الأردنية عددا من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، التي عبرت فوق أراضيها.
وكان واضحا في هجوم 13 أبريل/نيسان، أن الإيرانيين رغبوا في إعلام الأمريكيين والإسرائيليين بموعد الهجوم، لدرجة أن محطات الإذاعة والتلفاز في إسرائيل كانت تحسب الساعات المتبقية للأفراد للعودة إلى منازلهم والاحتماء بالملاجئ.
وتُدرك إيران أنّ الحاجة إلى الردّ على اغتيال هنيّة في أرضها، وإن لم تعترف إسرائيل باغتياله رسمياً الأربعاء الماضي، يستوجب عملياً حَراكاً أكثرَ حدّةً ممّا حصل في ليل 13 ـ 14 إبريل/ نيسان الماضي. وتحتاج طهران لذلك إلى الاستعانة بالفصائل الموالية لها، ما يُنتج مخاطرةً لا يمكن التكهّن بمداها، في ظلّ الاستعدادات الأميركية المستمرّة للدفاع عن إسرائيل، وأيضاً في ظلّ تحضيرات إسرائيل لمثل هجومٍ كهذا.
جاهزية اسرائيل
وطبقا لتقارير إعلامية إسرائيلية فإن إسرائيل قد تواجه حربا متعددة الجبهات من شأنها أن تدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية يتعين عليها الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية وغارات طائرات بدون طيار تنطلق من لبنان واليمن، بل حتى من إيران التي ستحاول تعبئة جماعات مسلحة من العراق وسوريا إلى الجبهة الشمالية لإسناد حزب الله.
ورفعت إسرائيل حالة التأهب تحسبا لرد إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني على اغتيال هنية (في العاصمة طهران) والرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر (بالعاصمة اللبنانية).
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن إسرائيل مستعدة لأي احتمال، وسترد بقوة على أي هجوم.
وأضاف أن "مرتكب أي عدوان على إسرائيل سيتكلف ثمنا باهظا جدا كائنا من كان" مرددا تهديدا مماثلا أطلقه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال موقع "والا" الإسرائيلي إن الجيش ألغى إجازات الجنود بالوحدات القتالية، ضمن حالة التأهب لرد محتمل من إيران وحزب الله.
أما هيئة البث الإسرائيلي الرسمية، فقالت إن منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب.
وتابعت "كجزء من رفع حالة التأهب، تقوم الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو بدوريات في سماء إسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، زادت القوات البرية على طول الحدود من حالة التأهب، استعدادا للتعامل مع أي طارئ".
يذكر أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قال إن الهجوم على عاصمته من شأنه أن يؤدي إلى رد قاس على إسرائيل. فيما قال زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي تحدث في جنازة شكر، إن القتل نقل الصراع إلى مرحلة مختلفة من التصعيد.