TOP

جريدة المدى > سياسية > مسيحيون في بغداد يتلقون تهديدات بتركها خلال 48 ساعة

مسيحيون في بغداد يتلقون تهديدات بتركها خلال 48 ساعة

نشر في: 27 ديسمبر, 2010: 07:11 م

 بغداد/ إيناس طارق حصلت (المدى) على نسخة من رسائل التهديد التي اطلقها تنظيم القاعدة ضد عوائل مسيحية في العراق، في وقت كشف فيه سياسي عراقي ان 150 عائلة تركت بغداد بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة.وبحسب الرسائل التي تحتفظ المدى بنسخة منها، فأن الارهابي المدعو أبو ذر الانباري هدد مواطنين مسيحيين في مناطق مختلفة من بغداد"يأمرهم"بترك محلات سكناهم خلال 48 ساعة، وفي حال تمت مخالفة ذلك، كما جاء في نص التهديد الموقع من قبل قائد الجيش الاسلامي، سيقتلون.
من جهته، يقول رئيس الوقف المسيحي في العراق عبد الله النوفلي ان"اكثر من 80 % من مسيحيي العراق لم يعودوا يذهبون الى الكنائس. ولم تعد هناك مدارس يوم الاحد، ومدارس (خاصة) بتعليم المسيحيين. وحول عيد الميلاد كان القرار ان نقوم بقداس واحد في حين كنا نقوم في السابق بعدة قداسات".وكانت كنيسة النوفلي قد اغلقت وتم تحصينها في عام 2005 بعد ان استنزف العنف بغداد. لكن العديد من الكنائس ظلت مفتوحة منذ تلك الفترة وحتى الآن. ومن المعتقد ان عشر كنائس على الاقل أغلِقتْ في أعقاب الهجوم على كنيسة سيدة النجاة، اما الكنائس الاخرى فكان التواجد فيها قليلا جدا.ووصل عديد السكان المسيحيين في العراق الى النصف منذ الاطاحة بصدام. لكن نسبة المغادرين ارتفعت في الشهرين السابقين.وتذكر اللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان أعدادا عالية من المسيحيين العراقيين يقومون بالتسجيل في سوريا والأردن ولبنان.فيما يؤكد روميل موشي عضو المكتب السياسي للحركة الاثورية بالعراق ان حجم التهديدات التي تلقاها الميسحيون بالعراق قسمت الى اثنين منها من كانت مفبركة من قبل تجار العقارات "الدلالين" لغرض شراء دورهم باسعار رخيصة بعد زرع الرعب والخوف في نفوسهم، والطريقة الاخرى كانت باطلاق العيارات النارية العشوائية باتجاه منازلهم وقد حدثت جرائم قتل بحق اكثر من 60 مسيحياً بعد احداث كنيسة النجاة، اما فيما يخص اعداد المسيحيين بالعراق فقد علق موشي ان اعداد المسيحيين قبل عام 2003 كان مليون وربع المليون نسمة اما بعد احداث كنيسة النجاة اصبح عددهم لا يتجاوز 400 الاف عائلة تسكن جميع ارجاع العراق وزادت الهجرة بعد عمليات استهداف المسيحيين الاخيرة ليصل عددهم 150 عائلة هاجرت الى اقليم كردستان وهذا العدد يشمل العوائل المغادرة من منطقة بغداد فقط.ويواجه المسيحيون في العراق حقيقتين ما كانتا تخطران بالبال: الاولى هي ان الاحتفالات بعيد الميلاد قد الغيت. والثانية ان القليل فقط منهم يرغب بالاحتفال بالايام المقدسة القادمة.انها اسوأ سنوات يمر بها مسيحيو البلاد، فقد هرب الالاف في الشهر الماضي، وغادر الكثير منهم العراق خلال عام 2010 مقارنة بمن غادروا منذ الاحتلال عام 2003 اي قبل ثماني سنوات. ويقول الزعماء المسيحيون انها كانت اكثر السنوات الحاسمة في تاريخ المسيحيين الذي يمتد لألفي عام وسط بلاد العرب.وجرى آخر نزوح جماعي للمسيحيين بعد مذبحة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في وسط بغداد على يد القاعدة في اليوم الاخير من شهر تشرين الأول والتي خلفت حوالي 60 شهيدا، وبحدود مئة معوق وجالية مرعوبة تتوجس الشر. ومنذ ذلك الحين، والجماعة الإرهابيةَ تستهدف المسيحيين في بيوتهم، بضمنهم أفراد عائلة نجت من هجوم كنيسة سيدة النجاة.لكن في بغداد، هناك بضعة إشارات للبهجة بعيد الميلاد. ويقول النوفلي"لم يعد هنا من امل كثير. ولا احد يعتقد ان المسيحيين سيبقون. لقد جاء عيد الميلاد برسالتين: السلام للعالم والامل للناس، ونحن نحتاج هذين الأمرين لحياتنا في العراق. واذا لم يتواجد مسيحيون هنا في العراق بعد الآن، فهذا يعني ان العراق مكان خطير جدا".على صعيد آخر، شارك حوالي 150 مسيحيا عراقيا في قداس اقيم بمناسبة عيد الميلاد في الكنيسة الكلدانية بباريس على نية"الناجين"الذين نقلوا الى فرنسا بعد الاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في بغداد في تشرين الاول/اكتوبر، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.واوضح ايليش ياكو الامين العام لجمعية مساعدة اقليات الشرق لوكالة فرانس برس"ان هذا القداس يقام خصيصا للناجين من اعتداء 31 تشرين الاول. لا يزال البعض يتلقون العلاج وجاءوا الى القداس"، في حين"الغت كل الكنائس في بغداد قداديس منتصف الليل لاسباب امنية". وقالت مريم، وهي احدى الناجيات من الاعتداء، لوكالة فرانس برس"في كل مرة ادخل الى كنيسة، تغرورق عيناي بالدموع. لقد نسيت كلمات الصلاة، حتى صلاة +الابانا+ لم يعد بامكاني تلاوتها".وقالت هذه المرأة (65 عاما) التي وصلت الى فرنسا في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع ابنها الجريح، بالعربية"ان قلبي هناك، وفكري هناك مع العائلات التي بقيت، العائلات التي فقدت افرادا منها".وقد تم اجلاء 54 مسيحيا من العراق، هم 36 جريحا و18 مرافقا، الى فرنسا في الثامن من تشرين الثاني بعد الاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد.وبين هؤلاء"ستة لا يزالون يتلقون العلاج (...) وخمسة عادوا الى العراق قبل ثلاثة او اربعة ايام وربما سيعود خمسة آخرون الى العراق"، كما اوضح ايليش ياكو.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 
سياسية

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 

بغداد/ تميم الحسن أخذت زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، إلى بريطانيا نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في العراق، خصوصًا وأنها تزامنت مع الحديث عن «أزمة الفصائل» والتغيرات المتوقعة في المنطقة بعد ما جرى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram