حاوره/ علاء المفرجي
-1-
الشاعر عبد الرزاق الربيعي، شاعر مسرحي وصحفي عراقي - عماني ولد ببغداد، ومجاز في اللغة العربية من جامعة بغداد عمل في المجال الثقافي والصحفي، في دار ثقافة الأطفال العراقية عندما كان الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد المدير العام لها، وعمل في مجلة أسفار والجمهورية يقيم في سلطنة عمان منذ عام 1998 ويحمل الجنسية العمانية منذ يونيو 2016 نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في سلطنة عمان وله عدة دواوين شعرية ومؤلفات ادبية ومسرحيات قدمت في مسارح عربية مختلفة إضافة إلى المهرجانات والندوات الشعرية والأدبية، حصل على بكلوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب جامعة بغداد 1986/1987. غادر العراق عام 1994 متوجها نحو الأردن فعمل في الصحافة الثقافية في جريدة الرصيف وكان يواصل كتاباته الأخرى في صحيفة الدستور والرأي. وفي اواخر شهر تشرين الثاني من عام 1994 بدأت هجرته الثانية نحو صنعاء حيث اشتغل في التدريس الثانوي وعمل محاضرا في جامعة صنعاء إضافة لممارسته العمل الصحفي في الصحف اليمنية وفي مجلة اصوات، وفي الوقت ذاته كان مراسلا لجريدة الزمان اللندنية والفينيق الأردنية. شهدت صنعاء عرض أول مسرحية له وهي آه ايتها العاصفة عام 1996 من إخراج الفنان كريم جثير، ثم انتقل بها إلى كندا حيث عرضها بتورنتو خلال مهرجان مسرح المضطهدين العالمي ومدينة مونتريال اما هجرته الثالثة فقد كانت نحو سلطنة عمان حيث غادر صنعاء في تشرين الثاني من عام 1998 متوجها نحو العاصمة مسقط لتكون مستقره فيما بعد.
كان عمله منصبا في العملية الابداعية حيثما حلّ فقد اشتغل في التدريس أيضا ليدرّس اللغة العربية وعمل في الصحافة الثقافية وصولا لرئاسة القسم الثقافي والفني في جريدة الشبيبة اليومية إضافة لعمله كمراسل لصحيفة الزمان اللندنية ومجلة الصدى ومجلة دبي الثقافية، وكان مواصلا الكتابة في مجلة نزوى الثقافية. كانت اشتغالاته المسرحية تجد طريقها نحو الخشبة والانتشار لاقت دواوينه منذ بداياته في النشر عام 1986 ترحيبا نقديا، ودراسات، وهناك كتابات نقدية لكثيرين كالدكتور عبدالعزيز المقالح وصلاح فضل, حاتم الصكر، عبدالملك مرتاض، وجدان الصائغ، ياسين النصير، محمد الغزّي، فيصل القصيري.
امتاز الشاعر عبد الرزاق الربيعي بحضوره اغلب المهرجانات والندوات والملتقيات الثقافية العربية الشهيرة اغلبها في العراق كمهرجان بابل الدولي و مهرجان المربد الشعري وسلطنة عمان كندوات مجلس الدولة ومركز السلطان قابوس والامارات كمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ومهرجان الشارقة للشعر العربي والاردن كمهرجان الرمثا ومهرجان الثريا الشعري وفي السعودية مهرجان الجنادرية ومهرجان بعقلين الشعري في لبنان ومهرجان المهدية ومهرجان ابن رشيق المسرحي في تونس.
عمل في الصحافة الثقافية والفنية في بغداد وصنعاء ومسقط منذ عام1980-2016، التحق بالعمل كمحرر في دار ثقافة الأطفال العراقية عام 1980 في بغداد، انضمّ لهيئة تحرير مجلة "أسفار" عام 1985 في بغداد، انضم إلى القسم الثقافي بجريدة" الجمهورية" عام 1991 ثم تسلم رئاسة القسم الفني والمنوعات فيها عام 1992 في بغداد، رئيس نادي الطفولة ببغداد عام 1993
في صنعاء عمل في مجلة أصوات التي تصدر عن مركز الدراسات والبحوث اليمني عام 1995، ساهم في مجلة نزوى منذ انتقاله للسلطنة عام 1998، عمل وترأس القسم الثقافي والفني بجريدة الشبيبة عام 2003 لغاية 2012، عمل مراسلا لعدد من المجلات الثقافية الخليجية كالصدى ودبي الثقافية والإتحاد والشارقة الثقافية والفينيق من عام 1999 حتى اليوم، عمل باحثا ثقافيا في مركز البحوث والدراسات بوزارة الإعلام العمانيّة 2012-2021، مدير تحرير صحيفة"أثير" الألكترونية عام 2013، رئيس تحرير صحيفة"اثير" الالكترونية عام 2016، نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في سلطنة عمان 2020 حتى الآن.
ومن مؤلفاته:
الحاقا بالموت السابق، ديوان شعر، نجمة الليالي، ديوان شعر للأطفال، الشعر العراقي الجديد، ديوان شعر مشترك، حدادا على ماتبقى، ديوان شعر، وطن جميل، ديوان شعر للأطفال، موجز الاخطاء، ديوان شعر، جنائز معلقة، ديوان شعر، مسقط،2000
أمير البيان عبد الله الخليلي بالاشتراك مع (سعيد النعماني)، شمال مدار السرطان، غدا تخرج الحرب للنزهة، الصعاليك يصطادون النجوم، مسرحيات، لايزال الكلام للدوسري، بوح الحوارات، كواكب المجموعة الشخصية، خذ الحكمة من سيدوري، مدن تئن وذكريات تغرق، وقائع إعصار (جونو) العصيبة، ما وراء النص، مقالات، مقعد فوق جبل شمس، حوارات في الثقافة العمانية
أبنية من فيروز الكلمات طواف على أجنحة"سعيد الصقلاوي"، قميص مترع بالغيوم، 14ساعة في مطار بغداد، يوميات الحنين
راهب القصيدة عبد العزيز المقالح، تحولات الخطاب النصي، عدنان الصائغ عابرا نيران الحروب إلى صقيع المنافي، يوميات الحنين، خطى.. وأمكنة من أدب الرحلات، على سطحنا طائر غريب نصوص مسرحيّة، غرب المتوسط وقوافل أخرى، صعودا إلى صبر أيّوب شعر، طيور سبايكر، في الثناء على ضحكتها، خرائط مملكة العين، قليلا من كثير عزّة، حلاق الأشجار، دهشة ثلاثية الأبعاد، حكايات تحت اشجار القرم مقالات، خطوط المكان..دوائر الذاكرة، الأعمال الشعرية جُمعتْ في ثلاث مجلّدات بيروت وبغداد، نهارات بلا تجاعيد شعر، شياطين طفل الستين،
ما هي المصادر والمراجع الأولى في طفولتك ونشأتك الاولى التي قادتك الى تلمس الشعر (حيوات، احداث، امكنة، كتب).
- ليس من الجديد أن أقول أنني نتاج البيئة التي نشأت فيها، وكانت بيئة فقيرة، لكنّها ثريّة بالأغاني الشعبيّة، والحكايات، والخرافات، والأحلام، والأوهام، فقد نشأت في منطقة شعبية يسكنها الفقراء والكادحون، والمهمشون، والنازحون من الجنوب هي" مدينة الثورة" الصدر حاليا، في طفولتي كنت هادئا، نحيلا، شديد الحساسية، سريع الانفعال، لدرجة كان يظنّ من يراني مريضا، منطويا على نفسي، ولم يكن أمامي وسيلة لإثبات الذات سوى التفوّق في الدراسة، والانصراف للمطالعة، ووجدت سعادتي في ذلك، في تلك المرحلة المبكّرة من العمر، وتحديدا عام 1969م كنت أشاهد التلفزيون، وأسرح في خيالي مع المسلسلات والأفلام، والأغاني، والبرامج، حتى العلمية منها، وأذكر أن الراحل كامل الدبّاغ حبّب إلينا العلم من خلال برنامجه (العلم للجميع)، فحلمنا أن نصبح مخترعين، فقد كان يهتمّ بالمخترعين الهواة، لكنّ البيئة الفقيرة التي عشنا فيها كان من الصعب أن توفّر لنا الأدوات، وكان من السهل لنا العزف على كمان يدوي مصنوع من شعرات ذيل حصان مصلوبة على خشبة بمسمارين، وهكذا عرفنا الطريق للفن بدلا من العلم!، تنقّلتُ في مرحلتي الابتدائية بين أكثر من مدرسة للاقتراب من السكن، حتى استقرّ بي الحال في مدرسة" النهاوند" الابتدائية، ولحسن حظي كان يدرّس فيها معلم شاب يشجعنا على القراءة، وقبل أن يُستبعد، من التعليم، كونه يساريا زرع في نفوسنا حبّ القراءة، ذلك المعلم أصبح كاتبا معروفا هو الأستاذ حسين كركوش وقد التقيت به في باريس بعد ٤٠ سنة من مغادرته العراق، ومن المعلمين الذين درّسوني في المدرسة نفسها، الأستاذ جاسم الشريفي، ومن زملائي الرسام طالب جبار الشامي، والشاعر الراحل محمد حبيب مهدي، والكاتب الراحل عباس العبد، والاعلامي عباس ناصر الواسطي، والمطرب فيصل حمادي، والباحث قاسم جبر، ومازلت على تواصل مع الأحياء منهم.
معظم الشعراء يتأثّرون بالتجارب الكبيرة، هل تأثرت بشاعر معيّن؟ - في بداياتي تأثّرت بالشاعر محمود درويش، وحين انتهيت من قراءة أعماله الكاملة أحسست أنني صرت أكتب شعرا موزونا، وكأن شيئا هبط عليّ من السماء، ولم أكن قد أنهيت دراستي الابتدائية، ولاحقا تأثّرت بالشاعر عبدالوهّاب البياتي، ثمّ وصلت إلى يقين من أن أعيش في كوخ صغير، أبنيه بنفسي، أفضل من أن أعيش في قصور شادها الآخرون، فبدأت أتلمّس الخطوات الأولى لذلك.
ماذا عن علاقتك بالمسرح، كيف نشأت؟ - من حسن حظي إنني نشأت في مرحلة كان المسرح عنوانا من عناوينها البارزة، وبفعل المدّ اليساري، وذلك أواسط السبعينيات سجّل حضوره، بقوة في الشارع، والمدرسة، والساحات العامة، وحتى في البيوت، ففي أواخر السبعينيات قدم المخرج الراحل كريم جثير عرضا في بيته حمل عنوان (أصوات من نجوم بعيدة) واعتبر المهتمون ذلك العرض تجربة رائدة في مسرح البيت، وتلك من التجارب التي تمرّدت على فكرة ارتباط المسرح بالعلبة الإيطالية، وجعلت المسرح الذي خرج من المعبد، قبل أن يقف على منصات المسارح الرومانية، جزءا من الحياة اليومية، فمن الممكن أن نرى عروضا في الشوارع والمقاهي، والمستشفيات(كما في مسرح العيادة والتجارب التي قدّمها د.جبار حسن خماط)، والمراكز الصحية، والمعامل والمصانع، والسجون، والأسواق والمطارات، ومحطات القطارات، بل وحتى في الباصات، كما فعل أحد الفنانين العراقيين الشباب في عراق السبعينيات، بل ومسرح الغرفة الذي ظهر في عام 1947 م ومنذ صغري، أحببتُ المسرح، وكانت البداية مع المسرح المدرسي، وكانت القوى اليسارية المهيمنة في مدينتنا تعتبر المسرح وسيلة من وسائل التثقيف ورفع مستوى الوعي لدى الجماهير، فاشتركت بمسرحية في المدرسة أخرجها الصديق طالب جبار، وكان طالبا معي في الصف الخامس الابتدائي، ثم انضممتُ لفرقة مسرحية شعبية، واشتركت معها في عرض مسرحي قدّمته الفرقة على مسرح الزوراء الصيفي في 1972 بمناسبة عيد الفطر، إلى جانب عروض أخرى، ثم توقّفت عن التمثيل، وركّزت على دراستي والاهتمام بالشعر، وجعلت علاقتي بالمسرح عن طريق الكتابة، وكنا نبذل محاولات لبلوغ هدف ما، نثبت من خلاله ذاتنا، فجرّبت الرسم وشاركت في دورة لمجلتي والمزمار عنوانها" المرسم الحر"، وحاضر فيها الفنان الراحل صلاح جياد، وفيصل لعيبي وطالب وأديب مكي، وصبيح كلش، وعمار سلمان، لكنني لم أستمر لأن المجلة نشرت مختارات من رسومات المشاركين ولم تكن لي من بينها رسمة، في خضمّ ذلك جمعت أصدقائي وكتبنا مجلة بخط اليد أ سميناها" الأصدقاء" وأصدرنا ثلاثة أعداد، قلّدنا فيها ما ينشر في مجلتي والمزمار ثم أصدرنا مجلة أطلقنا عليها" الفجر" عرضناها، أنا وقاسم جبر وعباس ناصر الواسطي على فتاة كانت تعمل في جريدة" الثورة" وزارت مبنى جريدة " المسيرة" فأعجبت بما صنعنا، وخصصت صفحة لنا، وكان عنوان ما كتبت هو" ثلاثة حملوا إلينا الفجر"، ولم تكن تلك الفتاة الشقراء سوى أنعام كجه جي!
في الصف الأول الإعدادي، لاحظ معلم العربية اهتمامي بالشعر، اسمه حسن علي (أبو الغيث)، فنصحني بقراءة كتاب" فن الشعر" فطلبته من أخي الأكبر أن يجلبه لي من مكتبات الباب الشرقي، فجلبه وبدأت بقراءته وكنا في العطلة الربيعية، وبعد انتهاء العطلة سألني المعلم عن الكتاب فقلت له قرأته ولم أفهم منه شيئا، فاستغرب، وقال: لماذا؟ قلت له يتكلم عن المحاكاة والتراجيديا والكوميديا وأشياء لا أعرفها، سألني: من المؤلف؟ قلت له أرسطو طاليس، فاندهش وقال: لم أقل لك (فن الشعر) لأرسطو فهذا حتى أنا لا افهمه، انما وصفت لك" فن الشعر" لمحمد مندور!!، وكانت مفارقة كلفتني عطلة ربيعية!!
انتقلنا الى العامرية صيف 1975 وهناك واصلت القراءة وبغزارة بعد أن ابتعدت عن أصدقاء الطفولة، وتغيّرت الأجواء حولي، ولم نطل كثيرا المكوث فيها اذ انتقلنا الى مدينة الحرية، وكنت في الصف الرابع العام، وفي إعدادية التأميم التقيت بأصدقاء يكتبون القصيدة العمودية، فاقتربت منهم، وكنت قد بدأت مع شعر التفعيلة والشعر المترجم والأدب الروسي في مدينة الثورة بفعل نشاط التيار اليساري فيها، كما ذكرت، فاستفدت منهم، وكان أحدهم صديقي الشاعر فضل خلف جبر، وشاعر أستشهد في الحرب في 1988 اسمه صباح أحمد حمادي.
لابدّ من أحداث مفصليّة في حياة كل شاعر، ماهو الحدث المفصلي في حياتك؟ - عملت بدار ثقافة الأطفال فاقتربت منه أكثر، واستفدتُ من تجربته، ونصائحه، عام 1984 دخلت كلية الآداب جامعة بغداد عام 1984 وكنت قد أصدرت ديوانين للأطفال، وتعرفت فيها عن قرب على الشعراء سلام كاظم وحميد قاسم، وكان من دورتي د. علي الشلاه ورباح نوري ودنيا ميخائيل وأمل الجبوري، ومحمد تركي النصّار، وسبقني بسنة محمد حسين الطريحي وهاني ابراهيم عاشور ولؤي حقي، ومحسن الماجدي، والتحق بنا د. حسن ناظم، ود.حسن عبد راضي، ود. حيدر سعيد، وكان محمد مظلوم يتردّد على كليّتنا وكان يدرس في كلية الشريعة، وكذلك يتردد علينا شعراء يدرسون في كلية الفنون الجميلة: عبد الحميد الصائح، وسام هاشم، باسم المرعبي، سعد جاسم، صلاح حسن، ومن الجامعة المستنصرية: ريم قيس كبه، ورعد السيفي، فضل خلف جبر، ومن الهندسة: حيدر هادي الخفاجي. وتعرّفت على الشاعرين جواد الحطّاب وكريم العراقي، وجليل خزعل، خلال عملي في دار ثقافة الأطفال، وتعرّفت على الشعراء: عبدالزهرة زكي، ومنذر عبدالحر، ونصيف الناصري، وزعيم النصار، وآخرين في مقهى البرلمان.
ماذا عن الشاعر عدنان الصائغ؟ - تعرّفت عليه خارج الجامعة، وخارج المقهى، في دروب القصيدة، وقد مثّل لقائي به نقطة التحول الثانية في حياتي، جرى ذلك في عام 1984، إذ صار الشعر همنا الشاغل، وجمعتنا أحاديث طويلة، ورحلات، وقراءات، ومغامرات، توقفت خلالها عن الكتابة للأطفال حتى سألني ذات يوم: متى ستصدر ديوانك الاول للكبار؟ فقلت له: ليس بعد!
كنت أنظر للشعر بعين الخوف والمهابة، وظل يكرر عليّ السؤال ولما يئس هددني بقطع علاقته بي ان لم أصدره خلال ستة شهور، واقسم على ذلك، وكان جادا، وقبل نفاد المهلة كنت قد أصدرت" الحاقا بالموت السابق"
ومغادرتك بغداد؟ - ذلك أيضا حدث مفصلي في حياتي، ففي ١شهر شباط 1994 غادرت بغداد إلى الأردن، بعد اشتداد قسوة الظروف المحيطة والحصار، وكان أخي الذي يكبرني بسنتين عبدالستار أعدم عام 1980 لأسباب سياسية، وهذا الحادث خلّف شرخا في نفسي، وجعلني أفكر بالهجرة منذ ذلك السن المبكرة، ولم أتمكن الا بعد 14 سنة، وأقمت سنة في عمّان، ثم انتقلت إلى اليمن ملتحقا بصديقي الشاعر فضل خلف جبر، وفي النهاية وجدت الاستقرار في سلطنة عمان بدءا من عام 1998م.
واليوم، أدين بالفضل لكلّ أساتذتي، الذين زرعوا بروحي بذرة حب المعرفة، والقراءة، بدءا من الأساتذة: حسين كركوش وحسن علي، وياس ناصر العبيدي، رحمه الله، مدين لمدينتي الأولى" الثورة" وفقرائها، وأناسها البسطاء، مدين للظروف الصعبة، ودروب حياتنا الوعرة، وأبي وأخوتي، مدين للشاعر الراحل عبد الرزاق عبدالواحد والصديق الشاعر عدنان الصائغ، ود. حاتم الصكر، وفضل خلف جبر، وجواد الحطّاب، ود. سعد التميمي، ود. أحمد الدوسري، ورشا فاضل التي صمّمت لي موقعي الشخصي وجمعت المقالات والدراسات التي كتبت عني في كتاب (مزامير السومري)، ود. محمد صابر عبيد الذي أشرف على أول رسالة ماجستير حول شعري بجامعة الموصل عام2011م وكانت (القصيدة المركّزة في شعر عبدالرزّاق الربيعي) للباحث طلال زينل، مدين للمرحومة عزّة الحارثي التي فتحت لي الطريق إلى مسقط، وعشنا معا(18) سنة، كانت حصيلة تلك الرحلة مرارة سكبتها في ديواني(قليلا من كثير عزذة)، مدين لرفيقة الدرب والشعر زوجتي الشاعرة جمانة الطراونة التي أكملت المسير معي، وآزرت (طفل الستّين) وهو يشاغب (شياطينه) وتشاغبه، مدين لآخرين تركوا بصمتهم على شعري وذاكرتي، وروحي.
تنتمي لجيل الثمانينيات هذا الجيل الذي أسهم في توثيق وطأة الحرب العبثية في الثمانينات، وكيف استطاع بعض الشعراء في تلك الفترة النأي عن الاستثمار الدعائي والإعلامي للشاعر زمن الحرب.؟ - ننتمي لجيل الثمانينيات الشعري الذي عُرف أيضا بجيل الحرب، كما أسماه صديقي الشاعر عدنان الصائغ ولم أنشر نتاجي في الثمانينيات، فقد نشر أوّل نص لي في بداياتي كان في جريدة " المزمار" يوم الخميس الموافق3 شهر 1 سنة 1973 وعنوانه" للوطن نغنّي"
بعد ذلك نشرت كثيرا، لكن البداية الحقيقية لي مع النشر أعتبرها بعد نشر قصيدة عنوانها (معلّقة على بوّابة الفتح) في مجلة" الطليعة الأدبية" عام 1980، وحسب التحقيب الجيلي الذي اصطلح عليه النقاد فأنا من " الجيل الثمانيني" وقد ظهر جيلنا مع اندلاع الحرب مع إيران التي يطلق عليها اسم" حرب الخليج الأولى"، نعم، وثّقنا تلك الوطأة، ويجدها القارئ الحصيف في ثنايا قصائدنا، ومن يقرأ دواوين الشاعر عدنان الصائغ، يستطيع تلمّس ذلك، ولم يكن الأمر يخلو من اللعب بالنار، والمجازفة، يومها كنا نتغطّى بلحاف المجاز.