متابعة / المدى
ظهر دليل على تزاوج البشر الأوائل مع إنسان "نياندرتال" لأول مرة في العام 2010. الأمر الذي اعتبره كثيرون حينها بمثابة "قنبلة علمية". وكشفت الأبحاث أنّ هذا الإرث الجيني يلعب دورًا في حياة الناس المعاصرين، ويؤثر على أنماطهم اليومية، ووظيفة جهازهم المناعي، والطريقة التي يشعر بها بعضهم بالألم. ومع ذلك، وجد العلماء صعوبة مفاجئة في تجميع تدفق الجينات بالاتجاه المعاكس: كيف يمكن أن يكون الاختلاط بين المجموعتين قد شكّل "إنسان نياندرتال"، الذي انقرض منذ حوالي 40 ألف عام.
وأظهر التحليل، الذي نُشر في 12 يوليو/تموز في مجلة "Science"، أن المجموعتين تبادلتا الحمض النووي في مراحل مختلفة على مدى الـ250 ألف سنة الماضية، ما يُلقي الضوء على كيفية اختفاء إنسان "نياندرتال"، وربما يُعيد كتابة قصة مغادرة أسلافنا، أي الإنسان العاقل، من إفريقيا.
وقال جوشوا أكي، الأستاذ في معهد "لويس سيجلر" بجامعة "برينستون" والمؤلف الرئيسي للدراسة: "حتى وقتنا الحالي، أوضحت معظم البيانات الوراثية أن الإنسان العاقل قد تطور في إفريقيا منذ 250 ألف عام، وبقي هناك لمدة 200 ألف عام أخرى، ثم قرر الانتقال للخارج منذ 50 ألف عام".
وتشير النتائج إلى أن التاريخ البشري المبكر كان معقدًا.
ومن المرجح أن الإنسان العاقل قد تفاعل مع إنسان "نياندرتال"، وأنواع أخرى من البشر القدماء، بما في ذلك إنسان "دينيسوفا" الغامض، بشكل أكثر تكرارًا مما كان معترفًا به سابقًا، وذلك منذ ظهورنا كنوع منذ حوالي 250 ألفًا إلى 300 ألف عام.