المدى/ متابعة
انطلقت تظاهرات متفرقة في العراق، بدأت من العاصمة بغداد، حيث طالبت الأولى والثانية بالتعيينات فيما كان مطلب الثالثة إطلاق رواتب فئة من الموظفين، بينما نظم العشرات من المحتجين في محافظة كركوك من المطالبين بإعادتهم إلى التعيين في شركة نفط الشمال، وقفة احتجاجية مؤكدين استحقاقهم بالعودة إلى الوظيفة أسوة بأقرانهم، في حين احتج آخرون في محافظة ذي قار في قضاء الغراف للمطالبة بإعفاء القائممقام، حسن الخفاجي، من منصبه.
ويتظاهر عدد من المحتجين بين الحين والآخر في العراق مطالبين بإنصافهم وحقهم في الحصول على وظائف وتحقيق العدالة، مما يشكل تحديا أمام الحكومة، حيث يشارك قسم كبير منهم في التظاهرات للضغط على المسؤولين.
المهن الطبية
مصدر مطلع قال في حديث صحفي، وتابعته (المدى) إن "تظاهرة لشريحة خريجي المهن الطبية من دفعة 2023 انطلق أمام وزارة الصحة في منطقة باب المعظم وسط بغداد، وذلك من أجل المطالبة بالتعيين".
وأشار، إلى أن "هذه التظاهرة تسببت بإغلاق جزئي لشارع باب المعظم المقابل لوزارة الصحة، فيما وقع احتكاك بين القوات الأمنية والمتظاهرين".
وفي منطقة العلاوي وسط العاصمة أيضا، تظاهر عدد من طلبة الجامعات الأوائل أمام مجلس الخدمة الاتحادي من أجل إعلان توزيع جميع الأوائل على الدرجات الوظيفية.
وأمام وزارة المالية، خرجت تظاهرة لـ"ملحق الرصافة الثالثة" مطالبين بحقوقهم وإطلاق رواتبهم بأثر رجعي، ومن تاريخ التعاقد.
محتجين وأصحاب شهادات
فيما قال هيوا حسام الدين، أحد المتظاهرين في كركوك، بحديث تابعته (المدى)، اليوم الأحد (4 آب 2024) إنه "ومنذ عام 2014 هنالك وجبات تتم إعادتهم إلى الوظيفة، ونحن الوجبة الأخيرة"، مستدركاً أن "هذه الوجبات توقفت خلال أحداث تنظيم داعش".
وأوضح أنه وبعد أحداث تنظيم داعش تمت "إعادة وجبة أخرى من الموظفين في عام 2020 والتي يبلغ عددهم 291 شخصاً"، مبيناً أن "أسماءنا وأولياتنا لديهم موجودة في الشركة، لكننا لا نعرف سبب عدم إعادتنا إلى الوظيفة".
متظاهر آخر، قال إن "قسماً من المحتجين عمال والقسم الآخر أصحاب شهادات"، مضيفاً: "تركنا العمل قبل أحداث تنظيم داعش، ومن ثم بعد ذلك أردنا العودة إلى الوظيفة، حيث قدمنا طلب العودة إلى التعيينات، لكن لا يوجد أي إجراء بهذا الصدد حتى الآن".
وأوضح أن "أربع وجبات عادت إلى الوظيفة، لكننا لم نعد"، لافتاً إلى أن عددهم يقدر بنحو 120 شخصاً".
متظاهر ثالث، قال إنه "ومنذ سنة 2012 نريد مقابلة مدير عام الشركة والمسؤولين عن هذه الحالة، لكنهم يرفضون مقابلتنا، رغم أننا نتظاهر في كل أسبوع، ومنذ سنوات".
وأكد: "لم نترك العمل لكن الشركة استغنت عن خدماتنا، ومن ثم قالت سنعيدكم وفق وجبات، غير أننا بقينا نحن الوجبة الأخيرة بلا تعيين"، مشيراً إلى أن "الشركة ادعت في عام 2020 عدم وجود تعيينات. أذن كيف أعادوا وجبة في تلك السنة إلى الخدمة؟".
ولفت إلى أنهم يريدون إعادتهم إلى التعيين "حالنا حال المتدربين والحراس الأمنيين. الشركة بحاجة إلى موظفين، ونحن مستعدون للتنازل عن الشهادة، ولدينا أوامر إدارية، ونبحث عن أجر يومي أو عقد. أي شيء يضمن عودتنا إلى التعيين".
حقوق مشروعة
فيما أفاد مصدر أمني بمحافظة ذي قار، اليوم الأحد، بأن العشرات من المحتجين الغاضبين أغلقوا دوائر حكومية في إحدى مناطق شمال ذي قار. وذكر المصدر وتابعته (المدى)، أن "العشرات من المحتجين في قضاء الغراف نظموا تظاهرة كبيرة في القضاء للمطالبة بإعفاء القائممقام، حسن الخفاجي، من منصبه، ويطالبون بإعادة النظر في نسب توزيع الأراضي على شرائح المجتمع".
وبين المصدر، ان "المحتجين أغلقوا ثلاث دوائر حكومية في القضاء، هي مبنى القائممقامية والبلدية والتسجيل العقاري، فيما رفعوا شعار (كلا كلا القائممقام)".
تعيينات
وأعلن مجلس الخدمة الاتحادي، عن المصادقة على تعيين أكثر من 1530 شخصاً على ملاك مختلف الوزارات والهيئات والمحافظات.
وذكر المجلس في بيان مقتضب تلقته (المدى)، أنه "قرر بجلسته الطارئة رقم (24) المنعقدة في 2024/8/4 المصادقة على تعيين أكثر من (750) قيداً على ملاك مختلف الوزارات والهيئات والمحافظات على وفق آلية القرعة الإلكترونية للمشمولين بقانون تشغيل الخريجين الأوائل رقم (67) لسنة 2017".
وأضاف، أن "التعيينات موزعة بين العناوين الوظيفية التالية (معاون مترجم، معاون اختصاص جودة، معاون كيميائي، معاون أمين مكتب، معاون تقني إحيائي، كاتب حسابات، كاتب تدقيق)". وفي نفس السياق، "صادق المجلس على تعيين أكثر من (780) قيداً من حملة شهادة الماجستير على ملاك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذين تنطبق عليهم شروط الاجتماع الثلاثي".
وأكد المجلس بحسب البيان، على "حرصه الشديد على إنهاء ملف التعيينات وفقاً لمبدأ الكفاءة وسرعة الإنجاز عبر العمل الدؤوب والمتواصل لتشكيلاته كافة وجميع كوادره".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، شهد العراق احتجاجات عارمة سُميت بـ"ثورة تشرين" وخلفت مئات القتلى وآلاف المصابين من المحتجين، انطلقت شرارتها في المحافظات الوسطى والجنوبية، وشكلت محافظة ذي قار أيضا أبرز معاقل الحراك الشعبي في جنوبي البلاد آنذاك.