المدى / تقرير عندما قال شقيق سليمان ديارا بناني، إن الحبوب السود السامة التي تتساقط من نباتات ظلت تنمو حول مزرعة الأسرة على مدى عقود يمكن أن تستخدم في تشغيل مولد كهرباء، أو حتى سيارة، لم يصدق سليمان. وعندما اقترح زراعة هذه النباتات في مساحات إضافية، ظن سليمان أن شقيقه أصيب بالجنون.
وقال إنه كان يظن، أن هذا النبات يستخدم فقط بواسطة النساء الكبيرات في السن لصناعة الصابون. إلا أن عملاء قالوا إن هذا النبات، الذي يسمى «جاتروفا»، يمكن استخدامه كمصدر للوقود الحيوي.والجاتروفا نبات ينمو في التربة الهامشية إلى جانب المحاصيل الغذائية، التي لا تتطلب استخدام كثير من الأسمدة. وبزراعة صف من نبات الجاتروفا في كل سبعة صفوف من المحاصيل العادية، يمكن أن يضاعف بناني من الدخل الذي يتلقاه من حقله في جمهورية مالي، خلال السنة الأولى من دون أن يؤثر ذلك على المحاصيل التي يزرعها على نحو منتظم. موطن نبات الجاتروفا في أميركا الوسطى، ويعتقد أن البرتغاليين هم الذين نشروه حول العالم بواسطة المستكشفين البرتغاليين. وفي مالي وهي مستعمرة فرنسية سابقة ليس لديها منفذ بحري، ظل هذا النبات يستخدم على مدى عقود بواسطة المزارعين كفاصل يمنع دخول الحيوانات إلى حقولهم، إذ أن رائحة وطعم الجاتروفا تطرد الحيوانات. ويمنع هذا النبات عمليا التعرية، كما انه يحفظ سطح التربة من أثر الرياح الساحلية. وتشير تقديرات «المعهد الملكي لدراسة المناطق المدارية»، الذي ظل يعمل على تطوير نبات الجاتروفا كوقود حيوي تجاري إلا أن هذا النبات منتشر في مالي على مساحة تقدر بما يزيد على 13ألف ميل. ويقول مؤيدو جاتروفا إنها تتجنب العيوب الرئيسية لأنواع الوقود البيولوجي الأخرى التي تشكل مخاطر بيئية واجتماعية كبيرة.المزارعون الذي يعيشون على أراض واسعة في المنطقة بدأوا يزرعون نبات الجاتروفا في ملايين الأفدنة على أمل تحويل حقولهم غير المنتجة إلى مصدر رئيسي لإنتاج الوقود الحيوي، وتشجعهم في ذلك شركات نفط كبرى مثل «بي.بي» وشركة «دي 1 اويلز» البريطانية للوقود الحيوي، إذ تستثمر هذه الشركات ملايين الدولارات في زراعة الجاتروفا. وبدأت دول مثل اليابان والهند والفلبين وماليزيا، زراعة هذا النبات على نطاق واسع، وتراهن هذه الدول على أن الجاتروفا ستساعدها في أن تصبح أكثر اعتمادا على نفسها في إنتاج الطاقة، وأيضا تصدير الوقود الحيوي. ويقول علماء إن الوقت لا يزال مبكرا لتحديد ما إذا سيصبح نبات الجاتروفا وقودا تجاريا. كما أن مزارعين في الهند أعربوا عن إحباطهم بعد أن شجعتهم الجهات المعنية على زراعة مساحات واسعة بالجاتروفا، وفي نهاية الأمر لم يجدوا من يشتريها. إلا أن الأمرفي مالي، التي تعتبر واحدة من أكثر الدول فقرا في العالم، يختلف بعض الشيء، إذ أن هناك عددا من المشاريع الصغيرة التي تهدف إلى حل المشاكل المحلية، مثل عدم توفر الكهرباء والفقر، من خلال استخدام الكميات المتوفرة من نبات الجاتروفا لتشغيل مولدات كهرباء في قرى خارج نطاق شبكة الكهرباء.الدول الصناعية تشجع علي إنتاج المحروقات الزراعية وإستخدامها لتغطية إحتياجاتها من الطاقة، لكن ذلك سيترك أعدادا متعاظمة من أهالي البلدان النامية من دون طعام، هذه هي المخاوف التي أعربت عنها تولي ماكاما، مديرة منظمة أصدقاء الأرض-سوازيلاند، لوكالة انتر بريس سيرفس، محذرة من "اننا نواجه خطر إنتاج الغذاء لإطعام السيارات والالآت لا البطون". وأشارت إلى حالة سوازيلاند، على سبيل المثال، التي تواجه نقصا خطيرا في الغذاء ويحتاج 170،000 من مجموع مواطنيها، البالغ مليون نسمة، إلى معونات غذائية هذا العام، وهو ما دفع ماكاما ومنظمة أصدقاء الأرض البيئية العالمية لاطلاق حملة قوية ضد مشروع لإنتاج المحروقات الزراعية -المسماة بالوقود الحيوي- من جاتروفا في سوازيلاند. فقد وقعت شركة مقرها المملكة المتحدة وإسمها D1 Oils عقودا مع المزارعين لزراعة الجاتروفا لحسابها، وينص إتفاق مبدئي مع الحكومة لتخصيص 20،000 هكتار من الأراضي لإنتاج المحروقات الزراعية مع إمكانية توسيع هذه المساحة حتي 50،000 هكتار. ويقول موقع الشركة على شبكة انترنت أن هناك ملايين الهكتارات من "الأراضي الهامشية" في الدول النامية التي لا يمكن إستخدامها على نحو فعال لزراعة المحاصيل الغذائية. ويقول أيضا أن "الكثير من هذه الأراضي مناسبة لزراعة محاصيل الطاقة مثل الجاتروفا" وأن الشركة تخطط للعمل في المناطق المصابة بالجفاف في سوازيلاند. هذا ولقد تحدثت منظمة أصدقاء الأرض العالمية إلى العديد من المزارعين المشاركين في المشروع. وقال المزارع سام ديوب، أنه كرس حقوله الثلاثة لزراعة محاصيل الطاقة، خلافا لما إعتاد عليه من زراعة المحاصيل الغذائية في حقلين، والقطن في الحقل الثالث للحصول على دخل نقدي، وأفاد أنه إضطر إلى الانتظار لمدة ثلاث سنوات حتى نضجت الجاتروفا وبدأ يحقق بعض الربح، كما جازف سام ديوب بالوقوع في ورطة، فقد إنسحبت شركة D1 Oils من المشروع قبل بدايته الفعلية، نظرا لعدم رغبة الحكومة في دعم المشروع بالتشريعات اللازمة، وفقا لرئيس م
نبات" الجاتروفا "يشعل حربا جديدة بين دول العالم المتقدمة والفقيرة
نشر في: 28 ديسمبر, 2010: 05:17 م