اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > آيريس مردوخ "1919-1999" الروائية – الفيلسوفة

آيريس مردوخ "1919-1999" الروائية – الفيلسوفة

نشر في: 28 ديسمبر, 2010: 05:24 م

مالكولم برادبريترجمة: نجاح الجبيليكانت "آيريس مردوخ" التي توفيت في مطلع شباط عام 1999 إحدى أعظم الروائيات البريطانيات لفترة ما بعد الحرب. وبعد فقدان "فيرجينيا وولف" وتدهور "إيفلين وو " و"غراهام غرين" فإن الرواية البريطانية بدت بعد عام 1945 محتضرة. في عام 1945 نشر ثلاثة كتّاب أولى رواياتهم التي غيرت المناخ الأدبي وهم –"وليم غولدنغ" و"كنغزلي آميس" و"آيريس مردوخ"-وأصبح ثلاثتهم مهمين –"غولدنغ" فاز بجائزة نوبل و"آميس"
 حصل على لقب "الفارس" و"مردوخ" أصبحت سيدة بريطانيا. كانوا في الخمسينيات شخصيات تمثل التمرد والغضب والقلق الوجودي. كانت رواية "مردوخ"البيكارسكية (التشردية)  "تحت الشبكة"  في لندن وباريس البوهيمية،وفيها حس الفكاهة البريطاني (وقورنت بـ"آميس") والخفة الجافة الايرلندية(المتأثرة بـ" بيكيت"). كما أنها لعبة لغوية تحمل نكهة وجودية سارتر وفلسفة "فيتنغشتاين " اللغوية.وخلافاً للعادة في بريطانيا كانت "مردوخ" روائية فيلسوفة. ولدت في دبلن من خلفية إنكليزية-ايرلندية وترعرعت في ضواحي لندن. دخلت مدرسة "بادمنتون" للبنات ثمّ درست الأدب الكلاسيكي في أكسفورد وهي المدينة الأكاديمية التي قضت فيها معظم حياتها. عملت في نهاية الحرب في معسكر اللاجئين البلجيكيين لصالح جمعية الإسعاف وإعادة التأهيل التابعة للأمم المتحدة. في ذلك الوقت التقت جان بول سارتر ( الذي كتبت عنه دراسة في عام 1953). وبعد عودتها إلى جامعة كامبردج درست الفلسفة على يد "فيتنغشتاين".كانت كتابة الروايات هواية سرية ولم تقبل واحدة منها للنشر حتى أكملت أربع روايات. كتبها المبكرة بصورة عامة هي رومانسيات غرامية –لكنها اهتمت بالقضايا الفلسفية والأخلاقية وتدور في العالم المظلم لما بعد الحرب حيث التشرد وضحايا معسكرات الاعتقال واللاجئين والمهاجرين. كانت تلك الروايات يقظة سياسيا وعالمية التوجه،( في وقت خاطرت فيه الرواية البريطانية  بالتطور الإقليمي). ولم تصبح إحدى أحسن الروائيات البريطانيات فقط بل الأكثر إنتاجاً. وعلى مدى خمسة عقود نشرت سبعاً وعشرين رواية: كل منها متميزة ومختلفة وتعرض ذلك الخيال الفنتازي الغريب الذي نستطيع فقط أن ندعوه بالخيال المردوخي.إن بقية الكتاب فقدوا الشجاعة إزاء حجم وخصوبة مواهبها. ومن الخمسينيات وحتى السبعينيات لم تمض سنة إلا وصدرت رواية جديدة لمردوخ. رومانسات الحب "قصر الرمل-1957" تخللتها قصص الخرافة الدينية مثل رواية "الجرس-1958" والروايات الفنتازية مثل"وحيد القرن-1963" . أما رواية "الرأس المقطوع-1961" (مترجمة إلى العربية /دار المأمون) فهي محاكاة ساخرة لمجتمع "بلومزبري" ، وتتناول رواية "الأحمر والأخضر-1965" نهضة عيد الفصح في ايرلندا. أصبحت رواياتها مشهورة لاحتوائها على مزيج الحب والزواج والزنا والإغراء الديني والجنسي، مع ذلك فهي أبدعت أيضاً شخصيات حكيمة، وتناولت أزمات أخلاقية ،ومسائل الطيبة الإنسانية والقديسية. من سوى مردوخ كان سيدعو كتاباً باسم "الجميل والطيب-1968 " ؟إن مردوخ عالجت الرواية بجدية أكثر من غالبية الكتاب. وفي مقالتها المشهورة التي كتبتها عام 1961 بعنوان "ضد الجفاف" تعرّف الرواية كـ" بيت يلائم سكن الشخصيات الحرة". لم يكن على الرواية أن توصل الأفكار التجريدية أو الفلسفات ولا تصوغ الأشكال الرمزية أو أن تقدم عزاء رتيباً. لقد دارت حول الشخصية والحرية وتعاملت مع حقيقة الشخصيات الإنسانية في حياتها العاطفية والأخلاقية.لو كانت تشبه الفلسفة لكانت متميزة تماماً عنها. إن وجهة نظرها عن الرواية كصيغة من المعرفة الإنسانية عززها زواجها السعيد من "جون بيلي" البروفيسور والناقد الأدبي الذي شاهدها عام 1952 تسوق الدراجة الهوائية عبر أكسفورد وعشقها من أول نظرة –بطريقة مردوخية. وكثيراً ما حاضر الزوجان سوية في مختلف أنحاء العالم، وهما يتقاسمان تعهداً تجاه مؤلفين عظيمين في الأدب: شكسبير وتولستوي. كانت مردوخ آنئذ أستاذة الفلسفة في سانت أن في أكسفورد، وبعض من أحسن كتاباتها هي في الجدل الفلسفي من وجهة نظر أفلاطونية ( سيادة الخير –1970) و( الميتافيزيقيا كدليل للأخلاق-1992).خلال السبعينيات أصبحت سمعتها عالمية وتأثيرها كبيراً. وفي روسيا اعتبرت كأحسن روائية بريطانية. في عام 1978 حازت على جائزة بوكر عن روايتها " البحر، البحر " وهي من أفضل كتبها وتدين به إلى مسرحية شكسبير "العاصفة" . وتظهر في كتبها المبكرة أكثر تجريباً وفكاهة وحيوية. وكتبها المتأخرة أكثر اتزاناً تعرض جديتها الفنية. تمتلئ رواية "الأمير الأسود-1973" بالموضوعات الشكسبيرية  وأحداثها المماثلة وتدين بها إلى مسرحية"هاملت". ورواية "تلميذ الفيلسوف-1983" مثل رواية "تحت الشبكة" في آخر حياتها وهي استكشاف لطبيعة الفيلسوف وواجباته.ومن سوء الحظ المأساوي في السنوات الحالية أن تصمت هذه الروائية المفكرة بسبب مرض "الزهايمر"، وفي ذكرياته للسنة الأخيرة الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram