خاص/ المدى
قال باحثون أمنيون واقتصاديون، ان مدى تأثر اقتصاد العراق في حال ردت إيران بضربات عسكرية ضد إسرائيل على حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران سوف يتضح حسب نوعية الرد الإيراني، فيما بينوا ان التوقعات تشير إلى عدم تأثره، بسبب الانتخابات الأمريكية.
وأدى اغتيال إسماعيل هنية، إلى زيادة حادة للتوترات في الشرق الأوسط، مما يهدد بنشوب صراع إقليمي أوسع، فيما أدى اغتيال فؤاد شكر، الذراع الأيمن لحسن نصر الله، يوم الثلاثاء الماضي، إلى زيادة حادة للتوترات في الشرق الأوسط، مما يهدد بنشوب صراع إقليمي أوسع.
محور المقاومة
وبينما تشير إسرائيل إلى رغبتها في تجنب المزيد من التصعيد، فإن أفعالها قد تستحث ردود فعل انتقامية قوية، هذا بالإضافة إلى أن اغتيال هنية يمثل نكسة لكل جهود التفاوض المستمرة منذ شهور سعيا لوقف إطلاق النار في غزة.
الباحث بالشأن الاقتصادي ضياء المحسن، بين ان "كل التوقعات تشير إلى أن الإيرانيين سيوجهون ضربة إلى إسرائيل، لكن متى وكيف؟ هذا الموضوع لا يعلم به أحد"، مشيرا إلى، ان "المسألة الأهم هل أن العراق سيتضرر؟ ".
وأضاف المحسن لـ (المدى)، ان "الجميع يعلم أن جزء مهم من محور المقاومة يتشكل في العراق، وهذا المحور ملتزم بمقارعة العدو الصهيوني ومن يقف خلفه". منوها إلى، أنه "قد يتصور البعض أن الحكومة تقف بالضد من هذا المحور، وهذا مستبعد جدا لأسباب كثيرة؛ قد يكون واحد من هذه الأسباب هو تعجرف الطرف الصهيوني واستمراره في ضرب المدنيين الفلسطينيين العزل، وضرب المستشفيات والمدراس، وهو أمر أدانته الحكومة العراقية، ومع ذلك فإننا لا نتوقع أن يكون هناك تأثير كبير في حال قامت إيران ومحور المقاومة بضرب أهداف الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية في المنطقة، خاصة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن الأمريكان اليوم يعيشون أجواء الانتخابات الرئاسية، ولا يريدون أن يعكر مزاجهم أي حدث طارئ سواء في منطقة الخليج العربي أو منطقة الشرق الأوسط عموما".
الدولار وأمريكا
وتخضع المصارف العراقية حالياً لعمليات تقييم دقيقة تحت إشراف وزارة الخزانة الأمريكية، تشمل مراقبة كافة العمليات المصرفية وتحويل الأموال. يعكس هذا الوضع التحديات الكبيرة التي يواجهها النظام المصرفي العراقي في ظل محاولات دؤوبة لإصلاحه وتحسين صورته أمام المجتمع الدولي.
الباحث بالشأن الاقتصادي ضياء المحسن أكد، أنه "فيما يتعلق بالدولار، قلنا في أكثر من مناسبة أن هناك تخادم بين السلطة النقدية والمصارف الخاصة وكبار المضاربين في عدم السماح للدولار بالارتفاع فوق حاجز 1500 دينار/دولار لأن هذا يعني وضع المواد في زاوية قد يقلب الطاولة على الجميع، ولن يكون هناك مستفيد، بل قد يكونوا هم الخاسر الأكبر، كما أن هذا الثالوث لن يسمح بانخفاض سعر صرف الدولار تحت عتبة 1400 دينار/دولار".
وارتفعت أسعار الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي في أسواق بغداد، اليوم الأحد، بينما انخفضت في أربيل مع إغلاق البورصة.
وسجلت أسعار الدولار ارتفاعا على نحو طفيف مع إغلاق بورصتيّ الكفاح والحارثية الرئيسيتين في بغداد لتبلغ 149850 ديناراً مقابل 100 دولار، فيما سجلت صباح هذا اليوم 149750 ديناراً مقابل 100 دولار.
قرار صعب
أما الباحث بالشأن الأمني عدنان الكناني فقد أكد، ان "العراق دخل من حيث يدري أو لا يدري ضمن المحور، لذلك نقول ان ما يحدث في إيران يحدث نفسه في العراق فالمصير أصبح واحدا". مشيرا إلى، ان "ما يحدث في بيروت هو نفسه الذي يحدث في العراق كذلك في اليمن التي كان فيها استقرار أمني وسياسي، وحتى في الأراضي السورية، إذ أننا بهذا المحور نعادي أميركا واسرائيل بالعلن، حيث ان كل من يتبع خطى الصهاينة سيعاني من هذا المحور، وقدر لنا ان نتصدى للمشروع الصهيوني والأمريكي".
وأضاف الكناني لـ (المدى)، أنه "ستكون هناك ضربات انعكاسية من قبل أمريكا على العراق". منوها إلى، ان "نوعية الضربة التي ستواجهها إسرائيل والمصالح الأمريكية هي الحاسم في هذا القضية، ويدوره يقرر موقف كل من أمريكا وإسرائيل، وماذا سيكون موقف المساندين، وأيضا أولئك الذين دخلوا المحور الإسرائيلي، ولا ننسى الدول العربية التي فتحت أبوابها لمواقع أمريكية، فكل دولة تبحث عن مصالحها".
وتابع، ان "العراق أمام قرار صعب جدا لكن كل شيء يهون من أجل الكرامة، وعزة النفس وفلسطين المحتلة والقضية القومية والعربية".
وأعلنت حركة حماس، يوم الأربعاء الماضي (31 تموز 2024)، اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج، مؤكدة أن اغتيال هنية تصعيد خطير.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الحرس الثوري الإيراني، تأكيد نبأ اغتيال إسماعيل هنية في طهران. وقال الحرس الثوري الإيراني: "ندرس أبعاد حادثة اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وسنعلن نتائج التحقيق لاحقا". فيما نقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن مسؤولين إيرانيين كبارا سيلتقون بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن، الخميس لبحث الرد المحتمل على إسرائيل.