اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > "بالون المعدة".. نهاية لسمنة البشر ام لحياتهم؟

"بالون المعدة".. نهاية لسمنة البشر ام لحياتهم؟

نشر في: 8 أغسطس, 2024: 10:48 م

المدى/ متابعة

في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، قررت السلطات الصحية في فرنسا، سحب منتج "بالون المعدة" من الأسواق "فورًا"، وذلك في ظل تزايد المخاوف بشأن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة باستخدامه في محاربة البدانة.

وتعد مشكلة البدانة من المشكلات المؤرقة جدًا للإنسان، مما يجعله يسعى بكل الطرق لحلها، إما عن طريق اتباع نظام غذائي قاسي "دايت"، أو بالرياضة، والبعض يلجأ إلى الأدوية والعلميات الجراحية كالشفط وتكميم المعدة، للحصول السريع على الوزن المثالي المرغوب.

لكن في إطار السعي المستمر للحصول على علاجات آمنة وفعالة للسمنة، تمثل إجراءات التنظير الداخلي مثل بالون المعدة بديلاً مهماً عن العمليات الجراحية كعملية قص المعدة مثلاً.

ليس زينة لاعياد الميلاد

فيما يستخدم بالون المعدة وهو عبارة عن جهاز طبي يُستخدم لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن على فقدان الوزن، حيث يتم إجراء عملية بالون المعدة من خلال إدخال بالون فارغ أو أكثر إلى المعدة باستخدام منظار الجهاز الهضمي عن طريق الفم، وهو عبارة عن أنبوب طويل ومرن مرفق بكاميرا، ومن ثم ملؤه بمحلول سائل أو غاز، يتم بعد ذلك إجراء التنظير الداخلي والذي يتضمن تمرير كاميرا تلسكوب رفيعة ومرنة عبر الفم إلى المعدة للتأكد من عدم وجود تشوهات في المريء أو المعدة قد تمنع وضع بالون المعدة مثل القرحة أو فتق فجوة كبير. وتتم هذه الإجراءات بدون أي جراحة لتثبيته داخل المعدة كما يتطلب تخديراً عاماً، لذا تعد هذه العملية خياراً قابلاً للتطبيق لأولئك الذين لا يستوفون مؤهلات جراحة السمنة.

وقال الباحثون في تقرير نشره موقع روسيا اليوم إن البالون يجعل الذين يعانون من السمنة المفرطة، يشعرون بالامتلاء، وقد يصبح بديلاً للعمليات الجراحية المعدية باهظة الثمن.

دراسات

ويُعد جهاز "Elipse"، أول "بالون معدة" يمكن إدخاله وإخراجه من جسم الإنسان، دون استخدام المخدر أو الحاجة للجراحة.

وأظهرت دراسة أجريت على 42 مريضاً، قُدمت في المؤتمر الأوروبي حول السمنة بالبرتغال، أن المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، فقدوا ما يقارب من ثلث وزنهم الزائد، باستخدام جهازElipse.

وستقوم هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، التي موّلت تجربة تكنولوجية مماثلة، بتحليل النتائج التي توصلت إليها جامعة Sapienza في روما.

يذكر أن أكثر من 6400 شخص في بريطانيا، يخضعون لعملية جراحية من أجل إنقاص الوزن سنوياً، بتكلفة تصل إلى نحو 8 آلاف جنيه إسترليني لكل مريض.

ويقول الأطباء، إن البالون المبتكر الذي يمكن ابتلاعه، يجذب اهتمام المرضى بشكل أكبر، كما تعد تكلفته رخيصة نوعاً ما، تتراوح بين 2200 و3400 جنيه إسترليني.

وتستغرق عملية بلع البالون وامتلائه بالماء، نحو 15 دقيقة فقط، إذ يمكن القيام بها من قِبل أخصائي التغذية، بدلاً من الطبيب الجرّاح. وبعد أربعة أشهر، ينفجر البالون تلقائياً ويخرج من الجسم، لذا لا توجد حاجة لإجراء عملية جراحية لإزالته.

تجدر الإشارة إلى أن المرضى المشاركين في الدراسة، رفضوا سابقاً الخضوع لعملية جراحية من أجل إنقاص الوزن، وقالت د.روبرتا إينكا: "لقد لاحظنا عند استخدام البالون ظهور تحسّن في عمليات الأيض بشكل عام، بما في ذلك ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، ونسبة السكر في الدم."

وأضافت موضحة: "كان رد فعل المرضى لا يصدق، لقد كانوا سعداء بالنتائج المحققة. ولكن البالون لا يمثل سوى جزء من العلاج، ونحن نهدف إلى تغيير عقلية المرضى لمساعدتهم في الحفاظ على النتيجة المحققة."

جدير بالذكر أن هذه التكنولوجيا مرخصة للاستخدام في بريطانيا، من قِبل القطاع الخاص، ولكنها لم تُستخدم بعد من قِبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

تحذيرات

فيما حذرت إدارة منظمة الأغذية والعقاقير الأمريكية fda في وقت سابق مقدمي الرعاية الصحية حول العالم من المخاطر المحتملة للبالونات المملوءة بسائل داخل المعدة، والتي تستخدم في علاج السمنة، مؤكدة ضرورة المراقبة عن كثب للمرضى الذين لديهم هذه الأجهزة.

وأهابت الإدارة بمقدمي الرعاية الصحية لهذه الحالات بتقديم تقارير لمساعدتها على الوصول لفهم أفضل لأي مضاعفات قد تحدث بسبب هذه الأجهزة في معالجة السمنة.

وقالت الإدارة إن الأحداث السلبية تنطوي على تضخم بالون المعدة المملوء بسائل بامتلائه بالهواء أو بالمزيد من السوائل «فرط الانتفاخ العفوي» في بطون المرضى، مما يؤدي إلى الحاجة لإزالة الجهاز بشكل سابق لأوانه، مضيفة أن من الأحداث السلبية أيضا للبالون المملوء بسائل هو تطور التهاب البنكرياس الحاد، مما يؤدي أيضا لإزالة الجهاز بشكل سابق لأوانه.

وكانت الإدارة قد تلقت عشرات التقارير عن أحداث سلبية بشأن تضخم نظم البالون المملوء بسائل، وتشمل أعراض زيادة التضخم آلاما شديدة في البطن، وتورم في البطن مع أو دون مشقة، وصعوبة في التنفس أو التقيؤ، وقد تتطلب الحالة الإزالة المبكرة للبالون للتخلص من الأعراض التي يعاني منها المريض، وتشير التقارير إلى أن زيادة تضخم البالون قد تحدث بعد تسعة أيام من زرعه.

فيما ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن عملية بالون المعدة للتخسيس، وتحديدًا باستخدام جهاز RESHAPE وجهاز Orbera، ليصل إلى 12 شخصًا، وذلك منذ موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» على ذلك عام 2015.

وذكرت ديبورا كوتز، المتحدثة باسم الهيئة، أن هذه المرة تعد الثالثة التي تصدر فيها «الغذاء والدواء» تحذيرات من تلك المنتجات، بينما قال وليام مايزل، كبير الباحثين بمركز إدارة الغذاء والدواء للأجهزة والصحة الإشعاعية: «تعمل FDA على مواصلة العمل مع الشركات المصنعة للبالونات المليئة بالسوائل لفهم المضاعفات المرتبطة بهذه الأجهزة، والتأكد من عمل المنتج الملائم بعيداً عن هذه المخاطر»، وفقا لموقع webmd.

دلائل بشرية للمخاطر

وكانت قد توفيت في تموز الماضي السويدية جيسيكا كروسيل غوستافسون، البالغة من العمر 51 عامًا، بعد تعرضها لخطأ طبي إثر مضاعفات عملية بالون المعدة لخفض الوزن في عيادة Gastroklinik بمدينة  مالمو جنوب السويد. حيث لجأت جيسيكا إلى هذه العملية بعد أن اكتسبت وزنًا سريعًا ولم تجد حلًا سريعًا إلا في إجراء عملية بالون المعدة.

وبعد البحث عن مركز طبي بتكلفة مناسبة، اختارت عيادة Gastroklinik في مالمو حيث قام الطبيب بإدخال "بالون المعدة" داخل معدتها عبر المنظار. ولكن بعد يومين من العملية، توفيت جيسيكا. وتم اكتشاف ثقب بطول خمسة سنتيمترات في بطنها، مما أدى إلى امتلاء رئتيها بالسوائل وتوقف قلبها.

وبالرغم من انتشار بالون المعدة في فرنسا، إلا أن السلطات الصحية الفرنسية، طالبت، أمس الثلاثاء، بالسحب الفوري من الأسواق لبالون معدة مضاد للبدانة، لتسببه في مضاعفات خطيرة، فقد تم إثبات مخاطره، بحسب الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية، مثل انسداد الأمعاء أو ثقب في المعدة.

وأوضحت الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية، في بيان مصحوب بقرار إداري، بسحب العقار من الأسواق الفرنسية، ووقف الوكالة بيع البالون واستخدامه بعدما تم التحذير في تموز الماضي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

بعد التوترات الاخيرة في الشرق الاوسط.. هل نسي العالم السودان؟

بعد التوترات الاخيرة في الشرق الاوسط.. هل نسي العالم السودان؟

المدى/ متابعة قالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الثلاثاء (13 أغسطس/آب 2024) إن العالم لا يبذل ما يكفي من الجهود لمكافحة أكبر أزمة نزوح في العالم في السودان حيث يفاقم الجوع والمرض والفيضانات من معاناة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram