علي حسين
رددت مع نفسي وأنا أتابع بعض الصفحات الممولة التي تسخر من المرأة وتتعمد الإساءة لها وتنشر أكاذيب مفبركة : "إذا بليتم فاستتروا" ، لأن شر البلية ما يضحك، وشر السياسة السذاجة. .وأنا أتابع الحملة الممولة ، تذكرت العراقية صبيحة الشيخ داود التي طافت البلاد العربية داعية إلى تأسيس اتحاد المرأة وتفعيل دورها ونشاطها في إنشاء المنظمات والجمعيات. وبعدها أقامت في بيتها مجلساً ثقافياً كان من أبرز رواده روفائيل بطي وجعفر الخليلي ، بعد ما يقارب النصف قرن على رحيل صبيحة الشيخ داود خرج علينا عدد من الشيوخ ومعهم رجال دين يصرخون بصوت " إحنا ما عدنا نسوان تطلع مظاهرات " .
انظر الى وجوه الرجال الذين يقودون الحملة الظالمة ضد النساء، واتذكر الوجوه المشرقة في تاريخ العراق التي وقفت الى جانب حقوق المراة ، محمد رضا الشبيبي ، جعفر العسكري ، جميل صدقي الزهاوي ، جعفر ابو التمن ، حسين الرحال ، مصطفى علي ، ومئات غيرهم
ربما يقول البعض يا رجل تحتل المرأة في العراق منذ سنوات ربع مقاعد البرلمان، لكن ياسادة للأسف تتشكل الحكومات وتنحل من دون أن ينتبه أحد إلى أن المرأة يجب أن تكون ممثلة فيها. والمؤسف أنه عندما أعطيت حقها البرلماني، طلب منها الساسة أن تظل مجرد رقم على الهامش ، وعندما وقفت مجموعة من النائبات ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية خرج من يتهمهن بالعمالة للأمريكان وبأنهن ينفذن أجندات خارجية .
في هذه البلاد العجيبة كانت أول امرأة تتولى منصباً وزارياً في بلاد العرب عنوانها العراقية نزيهة الدليمي التي ظلت تملك حلماً كبيراً لصياغة صورة لعراق جديد شعاره المستقبل وغايته إسعاد الناس وبثّ الأمل في نفوسهم، لأننا بحاجة إلى أن نتذكر المرأة العراقية التي هي البطل الحقيقي في حياتنا ، والتي أرشحها بضمير مستريح لأن تتولى أعلى المناصب .
من المؤسف ان الاخبارالواردة من بلاد الرافدين تخبرنا على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أن نسبة العنف المنزلي ضد النساء في العراق ارتفعت خمسة أضعاف، والبرلمان يماطل في إقرار قانون العنف ضد المرأة، فالقانون حسب ما أخبرنا بعض النواب يريد أن يخرب مجتماعتنا المسلمة.. ولم يتجرأ احد منهم ويخبرنا : مَن الذي يقف وراء خراب المجتمع وضياع مستقبل أبنائه؟ ربما سيجد في الجواب حلاً لعقدته من النساء.
لعل السؤال الأهم لمن يتابع الوضع في العراق هو: هل ما جري في مدينة النجف ضد النساء المتظاهرات ، مقطوع الصلة بما جرى ويجري من خراب، وأن سلوكيات البعض ليست بعيدة عن نظام دولة المحاصصة الطائفية، ووثيق الصلة أيضاً بحرائق التعصب والانغلاق التي تنتشر اليوم في أكثر من مكان .