خاص/ المدى
دعا مختصون بالشأن البيئي والاقتصادي المواطنين لتحويل سياراتهم للعمل بالغاز بدلا من البنزين، فيما اوضحوا ان استخدام الغاز سيقلل من تلوث الهواء فضلا عن تقليص استيراد منتوج البنزين.
ومع التوجّه العالمي نحو استخدام الغاز مصدراً للطاقة بدلاً من النفط ومشتقاته في العديد من مرافق الحياة، غير الاستخدامات التقليدية في المنازل والمصانع والمؤسسات التجارية، عمدت الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز في وزارة النفط العراقية الى استثمار الغاز المسيل (LPG) وقوداً للسيارات بديلاً من البنزين، وهو النّوع نفسه المعدّ للاستخدام المنزلي.
وشرعت الوزارة بوضع استراتيجية وخطط كاملة للمضي قدماً بهذا المشروع، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء بقرارها المرقم 360 لسنة 2017 الذي يلزم سيارات الأجرة بإضافة منظومة الغاز.
50 ألف سيارة
وكشفت شركة توزيع المنتجات النفطية، عن تصاعد في كميات استهلاك غاز السيارات (LPG)، ولفتت لأنه تخطى 27 مليون لتر من قبل المواطنين في منافذها وبجميع المحافظات خلال شهر تموز الماضي.
وفي احصائية سابقة كشف مدير قسم غاز السيارات في وزارة النفط، أزهر فاضل، انه تم نصب منظومة الغاز لأكثر من 50 ألف سيارة في العراق حتى الآن. فضلا عن إنشاء أكثر من 100 محطة غازية
وقال فاضل: "أنشأنا محطات في معامل التعبئة التابعة لشركة تعبئة الغاز، وتوجد خطة لتوفير الغاز في المحطات الوقودية كافة"، مضيفا: "توجد 104 محطات في عموم العراق، من بينها 20 في بغداد، بينما توجد 105 محطات قيد الإنشاء، بحسب صحيفة الصباح الرسمية".
وبيّن أن "العمل يسير باضطراد لتحويل كل المحطات إلى غازية، باستثناء المحطات التي لا تتوفر فيها شروط السلامة، إذ توجد ملايين السيارات التي تعمل بالبنزين، بينما يبلغ عدد السيارات التي تعمل بالغاز نحو 50 ألف سيارة"، مشيراً إلى "وجود 26 ورشة - منها 8 في بغداد- لنصب منظومة الغاز للسيارات، وعناوين هذه الورش متوفرة على موقع الشركة".
وتابع فاضل، أن هذه الورش "تجري كشفاً على السيارة وتحدد موعداً قريباً لنصب المنظومة"، مؤكداً "عدم وجود مشكلات أو شكاوى من التجهيز أو النصب".
تقليل مسببات تلوث الهواء
ويعد الغاز النفطي المسال الذي يسمى الغاز البترولي المسال، الغاز النفطي السائل، (Liquid Petroleum Gas, وغاز المكينة) هو خليط من غازات هيدروكربونية المستخدمة كوقود في أجهزة التدفئة والمركبات، وفي الآونة الأخيرة تزايد استخدامها في مقابل الغازات الكلورو-فلورو- كربونية مثل غاز الثلاجات للتقليل من الاضرار المتسببة لتقلص بطبقة الأوزون.
اذ يوضح المختص بالشأن البيئي سمير عبود، إن "من الجانب البيئي فان استخدام منظومات الغاز كوقود للعجلات يصب في مجال تقليل الانبعاثات الغازية الناجمة عن استخدام العجلات، وبالتالي تقليل مسببات تلوث الهواء". مشيرا الى، ان "التعليمات البيئية أوجبت أن تقوم محطات الوقود المرام إنشاؤها حديثا إقامة منافذ لمنظومات تجهيز الغاز للعجلات".
وبين عبود خلال حديثه لـ(المدى)، انه "المؤسسات البيئية لم تسجل أي ملاحظات سلبية لغاية الآن على تجربة استخدام الغاز، طالما يتم توفير وسائل الحماية والسيطرة على المنافذ ومنظومات الغاز، منعا للحوادث التي يمكن أن تتعرض لها وفقاً لتعليمات الدفاع المدني المعمول بها في هذا المجال".
ونوه بأن "البيئة تسعى بشكل جدي لتشجيع استخدام العجلات التي تستخدم الطاقة الكهربائية، وهذا يعود إلى أن مثل هذا النشاط يمثل أدنى نشاط مؤثر سلبا على المجال البيئي".
دعوة
وكان قد دعا وزير النفط حيان عبد الغني، في تموز الماضي، الى ضرورة توسيع مساحة استخدام وقود الغاز السائل للمركبات بدلا من البنزين او الكاز، لأهميته الاقتصادية والبيئية.
وقال عبد الغني في بيان تلقته (المدى)، إن "الوزارة تخطط لزيادة عدد المنافذ ومراكز اضافة منظومة الغاز السائل للمركبات في بغداد والمحافظات، مشيراً إلى ان "الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز تقدم خدماتها للمواطنين بشكل مباشر، من خلال توفير خدمة تجهيز اسطوانات الغاز السائل، او كوقود للمركبات".
فيما حدد الخبير الاقتصادي ضياء المحسن، فوائد التحول لاستخدام الغاز بدل البنزين في السيارات، فيما بين انه سيقل الضرر البيئي الحاصل في البلاد.
وقال المحسن لـ(المدى)، إن "النمو الاقتصادي هو حالة يمر بها الاقتصاد عندما يتم التعامل بحرفية من قبل السلطة التنفيذية مع الموارد المتاحة وتوظيفها لصالح الإقتصاد". مشيرا الى، ان "السلطة التنفيذية تقوم بتطوير اقتصادها من خلال الاستخدام الامثل لموارد البلد المتاحة، بما ينتج عنه استدامة الموارد للصعود بالمستوى المعيشي للمواطن الى الافضل وكذلك لضمان ديمومة هذه الموارد".
واضاف، ان "انتقال المواطن من استخدام سلعة تسبب ضرر بيئي الى سلعة اخرى تقلل ذلك الضرر، لكنه ايضا يساهم في تقليل استيراد البنزين من الخارج، أضف إلى ذلك فإن هذا يعمل على تقليل نفقات المواطن الذي يستخدم المركبة لإنجاز اعماله اليومية".
وتابع، ان "النمو الاقتصادي الذي يجب ان تقوم به السلطة التنفيذية هو استخدام كافة مواردها المتاحة بالشكل الأمثل، وتطويعها باتجاه تحقيق نمو اقتصادي". منوها على، ان "هذا لا يكون إلا عندما تضع السلطة التنفيذية نصب أعينها أن الموارد المتاحة اليوم إذا لم تعمل على استخدامها بصورة صحيحة قد تواجه في المستقبل تعقيدات كثيرة، وقد لا يكون لهذه الموارد أية قيمة تذكر خاصة مع التحولات التي نشهدها، والتي تجعل من موارد كثيرة لا قيمة لها، خاصة وإننا بلد يعتمد في تمويل ميزانيته العامة على الايرادات النفطية، والتي تخضع لمزاج السوق وتقلباته، والتحول من هذا المنتج الى منتجات أخرى اقل تكلفة واقل ضرر للبيئة".
يشار الى ان الغاز من مصادر الطاقة النظيفة، أي أنه ليس له تأثير سلبي على البيئة لعدم احتوائه على مركبات الرصاص والشوائب الكبريتية الأخرى، ويحافظ على نقاوة الهواء خلافاً للبنزين الذي يعتبر ملوثاً للبيئة بفعل الغازات الضارة التي يطلقها في الجو، مثل ثاني أوكسيد الكاربون الذي تولّده عملية الاحتراق الداخلي غير الكاملة للوقود في المحرك.
مختصون يدعون المواطنين لتحويل سياراتهم للعمل بالغاز: يقلل التلوث واستيراد البنزين
نشر في: 11 أغسطس, 2024: 12:08 ص