بغداد/ تميم الحسن
حتى الان لا يعرف بالتحديد فيما لو سيتم تدوير منصب محافظ كركوك او يستمر بيد الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث يقول مسؤول بالحزب ان "التفاصيل لم تناقش بعد".
واختارت جزء من القوى الفائزة في كركوك مساء السبت، ريبوار طه عضو المجلس القيادي في الاتحاد محافظا، ومحمد الحافظ المدعوم من محمد الحلبوسي، زعيم تقدم، رئيسا للمجلس.
وقاطع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وجزء من العرب جناح خميس الخنجر، والتركمان الجلسة، فيما هدد الاخير الطعن بإجراءات انتخاب المحافظ.
وانتهت أمس المهلة القانونية لاختيار المحافظ، بعد شهر من عقد اول جلسة لمجلس محافظة كركوك، فيما جرى انتخابات الحكومة المحلية بمسافة تبعد 250 كم عن المحافظ.
الطريق إلى الرشيد
مساء السبت كان محمد السوداني رئيس الحكومة، قد أبلغ القوى الفائزة في انتخابات كركوك بان الساعات القادمة هي الفرصة الاخيرة قبل ان يتدخل ويعين من جهته محافظ لكركوك.
السوداني تحمس منذ شباط الماضي، لازمة كركوك، وعين نفسه رئيسا لتحالف الفائزين هناك، وخاض عدة جولات تفاوض لم تخرج بحلول.
عشية انتهاء مهلة اختيار المحافظ جاءت أغلب الاطراف السياسية الى بغداد لإجراء حوارات نهائية لتشكيل الحكومة في كركوك.
يقول نجاة حسين، رئيس تيار الحكمة في كركوك لـ(المدى): "بالتأكيد لن يستطيع رئيس الوزراء الحضور الى كركوك، لذلك ذهبت القوى السياسية الى بغداد".
في العاصمة كانت كل الاطراف الفائزة في كركوك قد تم تبليغها، عبر كروب خاص في "واتساب"، حسبما يقول هدايت طاهر رئيس الاتحاد الوطني في كركوك لـ(المدى).
الحزب الديمقراطي الكردستاني، أعلن بعد ذلك بانه لم يتلق دعوة للحضور الى اجتماع بغداد.
لم تكن الأمور واضحة بالبداية لان الجلسة تحتاج الى اغلبية وهو ما عجزت عنه القوى السياسية في كركوك منذ 8 أشهر.
كانت القوى موزعة بواقع 8 الى 8 مقاعد في كركوك، بين العرب والتركمان والمقعد المسيحي الوحيد بالمحافظة.
الاجتماع الذي يمهد لتشكيل حكومة كركوك تم الاتفاق على عقده في فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء المحصنة.
يشير طاهر الى اسباب اختيار فندق الرشيد بان "الاوضاع في كركوك كانت غير مستقرة، تهديدات، وربما تحدث تظاهرات، او يعرقل حضور اعضاء المجلس".
ديالى كانت قد اخذت نفس الخطوة في تشكيل الحكومة الاسبوع الماضي، بعد أشهر من الخلافات، لكن مازال الاوضاع غير مستقرة هناك حتى الان.
في منزل الحلبوسي
توصل المتواجدون في بغداد الى صيغة للاجتماع لكنها كانت صيغة قلقة ويمكن ان تفشل محاولة تشكيل الحكومة، كما كانت مكونات ديالى قد فشلت اكثر من مرة في لقاءات جرت في فندق الرشيد ايضا.
تأجل موعد الجلسة من الساعة 8 والنصف مساء السبت الى الـ10 والنصف من نفس اليوم، لفسح المجال للمزيد من المفاوضات.
ذهب بافل طالباني، رئيس الحزب الاتحاد، وممثل رئيس الحكومة -لم يسرب اسمه- ولكن على الاكثر كان طورهان المفتي، وهو مستشار السوداني، وممثلين عن السنة العرب الى منزل محمد الحلبوسي، زعيم تقدم، وهناك جرى الاتفاق الاخير.
وفي التوقيت الجديد للجلسة استطاعت القوى السياسية في كركوك ان تحقق النصاب القانوني، و9 مقاعد من أصل 16 (النصف زائدا واحد) بعد انضمام مقعد المسيحيين، وكان ريان الكلداني رئيس كتلة بابليون متواجد في اجتماع الرشيد.
حضر الجلسة الاعضاء الـ5 من الاتحاد الوطني، وثلاثة من العرب، بعد اجتماعات سابقة مع محمد تميم وزير التخطيط والقيادي في "تقدم"، وهم رعد الصالح عن كتلة تقدم، وإبراهيم محمد حافظ الذي اشنق عن الخنجر، وظاهر العاصي.
وغاب بشكل تام التركمان، مقعدين، والحزب الديمقراطي الكردستاني، مقعدين ايضا، وثلاثة أعضاء آخرين من العرب، هم راكان الجبوري المقرب من الخنجر، وأحمد الحمداني، وسلوة المفرجي.
تم التصويت على ريبوار طه كمحافظ لكركوك بستة أصوات، وهي نفس الأصوات التي حصل عليها إبراهيم محمد حافظ لمنصب رئيس المجلس، ليصبح هذا ثاني مجلس لكركوك بعد 2005.
اعتراضات
ذكر بيان أمس، عن المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك التي قاطعت الجلسة أنهم يرفضون أي جلسة لمجلس المحافظة لا تلبي الشروط القانونية الواردة في المادة 13 من قانون انتخابات مجالس المحافظات".
وتنص هذه المادة، وفق البيان، على أن يتم تشكيل الحكومة المحلية في كركوك بتوافق ومشاركة جميع الكتل الفائزة عن مكونات المحافظة.
كما قال البيان ان الجلسة خالفت قرار مجلس المحافظة المصوت عليه من قبل جميع أعضائه في الجلسة الأولى للمجلس، والذي نص "على توافق جميع المكونات قبل تشكيل الحكومة قبل عقد أي جلسة".
وبنفس الطريقة اعترض التركمان والحزب الديمقراطي الكردستاني وهددوا بالذهاب الى القضاء.
يرى هدايت طاهر، بان "لا قيمة لهذه الاعتراضات او الطعون، لأن الجلسة كانت قانونية".
طاهر يقول بان "مناصب التركمان مازالت شاغرة، نائب رئيس المحافظ، ونائب رئيس المجلس، وهي بانتظارهم".
كذلك أكد القيادي في الاتحاد الوطني، بان المجلس لم يصوت على مناصب عديدة متبقية، مثل قائد الشرطة، مدراء الصحة، التربية، الاستثمار.
طاهر اضاف بان حزبه "يرحب بأي طرف يريد الالتحاق بالمجلس والحكومة المحلية"، مشيرا الى ان الاتحاد الوطني يسعى الى "تحقيق التعايش السلمي".
ريبوار طه المحافظ الجديد قال بدوره في اول بيان بعد استلامه المنصب، بان الأولويات ستشمل "تعزيز الأمن وتحسين الخدمات وتأهيل البنى التحتية".
وأكد طه وهو نائب لدورتين في البرلمان، وفاز عن الانتخابات المحلية عن الاتحاد الوطني، أنه "سيكون محافظاً للكرد والعرب والتركمان والمسيحيين وجميع شرائح المجتمع في كركوك".
هل سيكمل ريبوار طه ولايته كاملة؟
يجيب هدايت طاهر بان "تفاصيل كثيرة، من ضمنها تدوير المنصب او بقاءه، لم تناقش بعد".
ويضيف ان "ما جرى لحد الان هو تجنب الفراغ الدستوري باختيار المحافظ ورئيس المجلس، بحسب ما دعا اليه رئيس الوزراء".
وفي تقديرات شخصية، يقول طاهر "لا اعتقد بانه يمكن العودة الى فكرة تدوير المنصب بعد الان".
ويتابع طلبات بعض القوى بان يقسم المنصب 5 اشهر للتركمان و7 اشهر للحزب الديمقراطي، "غير واقعية ولا تصلح لإدارة منظمة وليس محافظة معقدة مثل كركوك".
(المدى) تكشف تفاصيل حكومة فندق الرشيد.. لا اتفاق على تدوير منصب محافظ كركوك بعد انتخابه
بين المنطقة الخضراء ومنزل الحلبوسي.. التركمان وجزء من الكرد والعرب قاطعوا الجلسة
نشر في: 12 أغسطس, 2024: 12:12 ص
جميع التعليقات 1
محمد اميدي
منذ 3 شهور
على الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يتعاون مع الاتحاد و مساندة المحافظ المنتخب لانه كوردي و له خبرة طويلة..لأن المنافسة و عدم التعاون بين الحزبين سوف يفقد الطرفان قلب قدس كوردستان.